قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 23:51
المحور:
كتابات ساخرة
حديث عابر
عادة ما أعرج في طريق عودتي الى البيت على حانوت البقالة في القرية الصغيرة التي أسكنها . بالقرب من الحانوت يقع جامع الحي . وقبل أن يحين موعد الصلاة بدقائق يصل المصلون الى الدوار القريب، يتبادلون الاحاديث ويتناقلون الاخبار والشائعات .
في هذه اللحظات تمتلئ الحانوت بهم ، يشترون احتياجاتهم أو يشربون شيئا باردا وخاصة في ايام الصيف اللاهبة .
وعادة ما اتبادل الاحاديث مع رواد الحانوت والجامع ، ومن بين هؤلاء صديق قديم يكبرني سنا ، لكن علاقة صداقة تربطنا منذ امد طويل .
- ها ، كيف حالك يا صديقي ؟ هل سافرت الى اسطنبول ؟
سألته .. وكان قد تناهى الى علمي بأنه سيسافر وزوجته في رحلة ترفيهية .
- الحمد لله .لم نسافر الى اسطنبول بل الى ..ما اسمها ؟ اه ..تذكرت الى انطاليا .
- انها منطقة جميلة جدا .. اتوقع أنكم استمتعتم !! كان تعليقي .
- نعم انها جميلة جدا . لكن المشكلة فيها ، هي اللحم !!فكيفما نظرت يمينا أو يسارا ترى لحما !
لم أفهم للوهلة الاولى ماذا يقصد .. وبعد هنيهة ادركت مقصده ، كان يتحدث عن النساء ، النساء مكشوفات الذراعين وربما اللواتي يرتدين تنانير قصيرة !!!
ضحكت من كل قلبي ، ولم اقل شيئا ! وبعد لحظة صمت .. قال : لقد مات فلان ..أرأيت ؟
وفلان هذا قريبي ، شعر بوعكة فجائية ، لم تُمهل ابناءه للوصول الى اقرب عيادة طبية .. لقد
توفي في الطريق ، اثر سكتة قلبية مفاجئة وحادة !!
- لماذا لا تُصلي ؟ فقد يحدث لك ما حدث له !!
لقد تعودت على مثل هذه الاسئلة ، وعادة ما أجيب عليها بأبتسامة مقرونة بجملة : قريب ان شاء الله ! لكن هذه المرة وامعانا مني في مشاكسته قلت : أنا في صلاة متواصلة !!
فهمها بطريقته وقال معلقا : كل شيء فيك جيد ، لكن مع ذلك ، تنقصك الصلاة !!
أحسست بالزهو قليلا ، فلقد سمعت هذه الجملة بصيغ متعددة كلها تتمحور حول نقص لدي ، ولولاه لأصبحت أنسانا كاملا !!!
- هههههههههههههههه ..قهقهت عاليا !! وضحك معي بعض من كان متواجدا في الحانوت وقلت ساخرا .. ماذا تريد ؟؟ الكمال لله وحده .. ولا بد أن يكون في نقص ما .. فأنا انسان أولا وأخيرا .. !!
-
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟