المؤسسة العسكرية في سوريا؟؟؟

احمد عسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 23:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

انتشر خلال الايام الماضية عبر الفيسبوك نص المادة 155 من قانون العقوبات السوري و الذي ينص على(يعاقب بالاعدام كل عسكري يسلم للعدو او في مصلحة العدو الجند الذي في امرته او سلاح الجيش او ذخيرته أو مؤنته أو خرائط المواقع الحربية و المعامل)
و حسب هذا النص في القانون العسكري يجب ان يحاكم بشار الاسد في حال تسليم الاسلحة الكيميائية لأي جهة كانت أو اذا ارشد الدول الى خرائط المصانع و المعامل التي يتم بها انتاج هذا السلاح...
طبعا لن يتم معاقبة بشار الاسد حسب هذا النص و لا حسب أي نص اخر لانه و بكل بساطة لا وجود لشيئ اسمه المؤسسة العسكرية السورية منذ تولي والده حافظ الاسد للسلطة....
فالذي يميز المؤسسة العسكرية بطبيعتها و قوانينها هو الصرامة في التطبيق لأنها عماد الوطن وهي التي تصون حريته و كرامته.....و لو كان هناك قانون أو مؤسسة عسكرية حقيقية لما وصل بشار الى منصب فريق و القائد العام للجيش و القوات المسلحة
فبشار الاسد و اثر عودته الى سوريا عام 1994 بعد وفاة شقيقه باسل بدأ والده بادخاله الى صفوف القوات المسلحة رغم البلاهة و الغباء الواضحين على معالمه.....و رغم ضعف شخصيته و تلعثمه...و هو ضعف شخصية كان واضحا منذ الجولة الخارجية الاولى التي قام بها لباريس و تدحرجه على درج الاليزيه من شدة الارتباك.....و مع ذلك دخل عام 1994 للقوات المسلحة و تم ترقيته بشكل صاروخي ليصل الى رتبة عقيد في 1998 و رتبة فريق و القائد العام سنة 2000 و عقب وفاة والده مباشرة.....و ان كان البعض يبرر هذه الترقية الاخيرة على انه منصب شرفي ككل الرؤساء الذين يستلمون القيادة العامة للجيش عقب(انتخابهم) رؤوساء للجمهورية ..متناسين ان منصب بشار ليس من موقع مدني و شرفي....بل هو من موقع عسكري و حقيقي و تم وضع هذه الرتب على كتفيه بخرق واضح لكل القوانين و الاعراف العسكرية التي يتم بها الترقية حسب القدم و حسب الانجازات....و لا يوجد في رصيده اي قدم لانه انتسب للقوات المسلحة منذ سنة 1994 فقط.....و من الطبيعي ان لا يكون له اي انجازات......و لن يكون له ابدا اي انجاز......و هذا الامر لا ينطبق فقط على بشار بل حتى على اخيه ماهر.....و على ابن صديقهم مناف طلاس الذي كان يتلقى ترقياته العسكرية و هو يتجول في شوارع باريس لينتقي كرافاتاته و احذيته و اكبر مشكلة يمكن ان يصل لها عقله هو نوعية العطر المناسبة لهذه الحفلة او تلك
و ترقياته تتم فقط لانه ابن مصطفى طلاس......الخادم الأمين للأب الراحل
فسلم الترقيات لا تتم الا بناء على العلاقات العائلية مع مراعاة الانتماء الطائفي في كل قطعة عسكرية....و طبعا و اولا درجة الولاء للعائلة
ربما هذه الحقائق يعرفها الجميع و لم اقل شيئ سري او خطير.....و ليس لدي اي مصادر معلومات سرية لا يعرفها كل السوريين.......لكن ما يحيرني هو عن اي مؤسسة عسكرية يتحدث بعض المؤيدين للنظام و هو أعلم من غيرهم بواقع الفساد و المحسوبيات و العلاقات العائلية في هذه المؤسسة؟؟؟؟؟
كيف يمكن لأي عقل ان يمرر فكرتين متناقضتين.....مؤسسة عسكرية بكل ما تحويه هذه الكلمة من صرامة و التزام دون مراعاة اي شيئ اخر سوى القانون العسكري.....و فكرة الترقيات بالوراثة و حسب العلاقات و بجلسات تتم في صالونات فلل احياء الروضة و المهاجرين....؟؟؟
لماذا لا يطالب كل من تأخذه الحمية للجيش و يعتبره جيش الوطن و حامي الحمى....لمذا لا يطالبون بوقف حالات الفساد و الترقيات العائلية اولا......و يطالبون باعادة بشار الى رتبة ملازم اول عملا بالقانون العسكري و ايقاف جميع ترقياته غير القانونية....و ايضا ايقاف ترقيات الاهبل الاخر مناف طلاس و السلسة التي تبدء و لا تنتهي من ترقيات الأصهار و اولاد الخالة و العمة و صاحبنا و حبيبنا و ابن ضيعتنا و محسوب علينا .........
لماذا لا يطالبون باحترام جميع القوانين بما فيها القانون الاول الذي ذكرته في البداية و اعتبار تسليم السلاح الذي انفق عليه المليارات من اموال الشعب و هو السلاح الاستراتيجي الذي يمكن ان يؤمن قوة ردع في وجه اسرائيل في المستقبل؟؟؟
ألا يجب ان نحافظ على مؤسسات الدولة بغض النظر عن الرئيس....أليس هذا ما يردده اصحاب الاقوال المؤيدة و الذين يرفضون اعتبارهم شبيحة انما هم مع الوطن و مع مؤسساته .......أليس تسليم السلاح تضحية بمؤسسات الوطن من أجل سلامة الرئيس؟؟؟؟؟
و هو لن يخرب الاسلحة فقط بل سيدلهم على المصانع و المعامل ايضا......فهو سيحرم سوريا المستقبل من كل انجازات العلماء السوريين و من امكانية تطوير اي قوة قد تحمي الوطن في المستقبل و ترد عنه الاعتداءات.......
دعونا نتفق على حماية المؤسسات كما تقولون و نطبق القوانين العسكرية كما تقولون......و ان نرجع بشار الى رتبة ملازم طالما لم يسلم اسلحته ......و ان نطبق عليه القانون اذا سلمها.......و حينها فقط نكون قد حققنا أرضية يمكن ان ننطلق منها كمؤيدين و كمعارضين في بناء وطن جديد.....

#احمد_عسيلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات