المرأة والدولة العلمانية المدنية

سناء بدري

الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 14:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

يحاول الاسلام السياسي طرح الاسلام هو الحل وتطبقه على ارض الواقع هذا ما ارده في مصر ولم ينجح ويحاول تطبيقه في تونس ولازال يجابه بمقاومه من العلمانين والاحزاب التقدميه اليساريه ودور المرأه كبير هناك خصوصا وانها حتى ايام النظام الدكتاتوري السابق كانت تتمتع بمساواه وهامش حريه افضل من قريناتها في مجمل الوطن العربي.
ان الدعوه الى علمانية الدوله ومدنيتها تحظى بأهتمام المرأه العربيه المتنوره والمتفتحه المثقفه لانه في المحاصله سيعود بفائده كبيره عليها وعلى المجتمع بشكل عام.
ان دور المرأه في الدفع بأتجاه الدوله العلمانيه المدنيه يجب ان يأخذ الحيز الاكبر من اهتمامها لانه بتحقيقه سيكون من السهل عليها تحقيق مساواتها وحقوقها والاهم حريتها واستقلال شخصيتها وتحقيق ذاتها.
الاسلام السياسي يقاوم ذلك بشراسه لانه اذا تحققت علمانية الدوله ومدنيتها سيخصر نفوذه والاهم خروج المرأه من عبأة الرجل ومساواتها وعدم تبعيتها له بل ستكون شريك مناصفه بين الرجل والمرأه وعندها سيفقد الرجل امتيازات هيمنته وتسلطه وقمعه واذلاله وجبرته على المرأه.
الاسلام السياسي يدعي ان الدول العربيه كانت علمانيه وملحده ولم تحقق العداله والحريه والمساواه وهو الذي سقوم بذلك من منطلق تسيس الدين وتدين السياسه.
ان الدول التي سقط حكامها فيما يعرف بثورات الربيع العربي لم تكن علمانيه بالمفهوم العلمي الا وهوتشريع القوانين المدنيه واهمها حقوق الانسان والمساواه والحريه والعداله الاجتماعيه كانت حكومات استبداديه دكتاتوريه تقوم على حكم الفرد والهيمنه على سياسة واقتصاد البلد والتبعيه للغرب.
الدوله العلمانيه المدنيه لا تعني الدوله الملحده كما يصورها الاسلام السياسي.انها الدوله التي تفصل الدين عن السياسه وتكون فيها حقوق الانسان والحريه والعداله الاجتماعيه مصانه للجميع ومن ضمنها المرأه ولا فرق ين الرجل والمرأه.
ان القوانين المدنيه تعتبر ان الدين هو حريه شخصيه وان مبادئ حقوق الانسان لا تفرق بين الاعراق والاديان والثقافات والطوائف والمملل وحقوق الجميع مصانه.
لماذا على المرأه بالذات ان تناضل في سبيل علمانية ومدنية الدوله لانها هي الرابح الاكبر وتستطيع نيل حقوقها .الرجل في دوله دينيه هو المستفيد الاكبر لان زمام الامور بين يديه والدين اعطاه اضعاف مضاعفه ما للمرأه من حقوق.
ان مبادئ الاسلام العامه الحق والمساواه والعدل والاحسان والعقل والعلم مع احترامي لهذه المبادئ لا تطبق وتتعارض مع الدين ذاته.
كيف نستطيع مساواة المرأه طالما انها عوره وناقصه عقل ودين.او احسانها طالما مسموح ان تضرب على ان لايكون هناك جرح او كسر.ما هو الحق الذي يجعلها لا تتساوى مع الرجل بالارث ما هو العدل حينما لا تقبل شهادة 50 امرأه اذا لم يكن هناك رجل واحد.ما هو العدل اذا كان بأمكان زوجها ان يطلقها متى ما شاء ولا تستطيع الاعتراض وان يتزوج عليها 3 اخريات لان الشرع يسمح له بذلك. أي عقل ومنطق يعطي حق للرجل بهجران زوجته والعوده متى ما شاء وكان الله غفورا رحيما واذا هجرت الزوجه نفس المده لها العقاب على الارض وفي السماء.هذه امثله وهناك منها الكثير. الامتيازات التي اعطيت للرجل في الدين وفي حالة تحقيق الدوله الدينيه مثل اعادة الخلافه او ولاية الفقيه ستجعل المرأه تابع خاضع ومهان ومذل دائما لان الدين اجاز ذلك .
ان الادعاء ان الاسلام كرم المرأه ليس صحيحا طالما ان هناك كل هذه التجاوزات وغيرها الكثير.مثال هل تستطيع المرأه الزواج دون والي امرها أي الرجل (الاب,الاخ,اوالعم) هل تستطيع الذهاب الى الحج دون محرم.
دوله مدنيه علمانيه مثل فرنسا لم تمنع أي امرأه من اصول عربيه مغربيه تونسيه مسلمه وغيرها من الدول والاديان ان تنال منصب وزيره او قاضيه ولم يكن هناك دخل للدين.
ان اسلمة الحداثه او حداثة الاسلام كلها تتعارض مع الدين الاسلامي لان القرأن لايجوز التشكيك بصحته او حذف منه ايات يجب القبول به كما جاء. لذا الاسلم هو الدوله المدنيه العلمانيه وهذا لا يمنع ان يكون الدين الاسلامي هو دين الدوله ولا يلغي صفة الدين عن المؤمنين لكن الفصل بين الدين والسياسه هو الانسب ولا يعني بالمطلق الالحاد.لان الدوله هي لكافة مواطنيها مع اختلاف عقائدهم واديانهم وطوائفهم والاقليه مثل الاغلبيه لها ما عليها من حقوق ومساواه للجميع.
ان التقدم الاقتصادي والسياسي الذي حققه الاتراك هو بفضل اتاتورك عندما فصل الدين عن الدوله وكان للمرأه نصيب في ذلك ولا ادعي انها حصلت على كامل حقوقها الا ان بعض منها تتحقق مثال ذلك الطلاق والزواج وهومتبع لليوم رغم سيطرة الاسلام السياسي على مقاليد الحكم لان القوانين المدنيه التي شرعت زمن اتاتورك وبعضها كان منصفا للمرأه لا يستطيع الاسلامين سحبه هذه الايام خصوصا وان تركيا تطالب منذ زمن طويل دخول الاتحاد الاوربي .من جانبه الاتحاد الاوربي يطالب بالمزيد من حقوق الانسان وخصوصا المرأه ويضعها كأحد اهم الشروط للدخول.
في الختام لو نظرنا لوضع المرأه في الدول الدينيه في منطقتنا مثل السعوديه وايران لوجدناه منيل بستين نيله قطعا دوله مدنيه علمانيه سيكون افضل.

#سناء_بدري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات