|
شهوة الضوء.. شرك الفتنة
فاطمة الشيدي
الحوار المتمدن-العدد: 1204 - 2005 / 5 / 21 - 10:07
المحور:
الادب والفن
على مسافة ريح و نصف من قوانين الجغرافيا ، من مسام الإنفعال المأخوذ بنفس مهترئ ، يتمدد حنين منزو خلف ياقات عبور أنيق ، بلا اكتمال هيئة تعبره العيون المنفتحة على وخز الفتنة ، تعبره مسامات الأرواح الهائمة والمكتنزة بفحيح الشجن الخاص المتواري خلف نبض زائف ملدوغ بحمى الكلام وطاقات الرؤيا المنفتحة الأبواب على الجراح الطرية كجنين بض حاد العذوبة والصراخ . كائنات مقامرة للقادم بأغنية متفسخة كجثة على صهيل الفراغ المورق في الأرواح مأخوذة بآخر الأكمات وآخر الزيف المقنع النافذ من صهاريج الضوء ومن بوابات الضوء الخرافية ، لاوقت لديها كي ترشح آخر قطرات الشجن الخفي لذا تلبس قفازات العتمة و وتتخفى خلف سحابات الفرح الباهت وتستوي على جسد الأمنيات وهي بملابسها الداخلية مفتونة بهذيان الحكمة الغاربة والحنين المتهالك شبقا على أوردة شاشات تشد من حنق الكلام الذي يبث صهيله حيا في أقاصي الروح . كحجيج بملابسهم بيضاء وسحناتهم السوداء يتدافعون كي يقترفوا آخر الحكايات ويصيدوا فتنة أكثر ضراوة من صمت مفتعل أو حتى أنكسار منتشي أو سقوط مائل على أحذية الليل كقمر يجاهر الشمس بعرجونه القديم . بشظف لامع صالح للرغبة والاشتهاء يمجدون فوضى الحواس المترهلة بلا حمية تحد من امتداد التمدد للرغبات الغير مسرجة وغير مشذبة ، فتستطيل كأعشاب ضارة مغرية لاتلبث أن تترك رائحة نتنة في ذاكرة الليل وفتنة الصباحات الخاصة وتترك حسرة في القلوب التي حين تنتبه ستجد أنها تعبر وحيده بلا نعلين وبلا ذائقة تفصّل الموت على مقاس الخيبة الطارئة . محترفو الصيد لايأهبون بالسقوط فالنشوة بلاغة الفوضى ، والانشطار رغبة العارف بالوصول لمرامي الفتنة الضارية ، يرمون شباك اللذة بين أعين صدفات الفرح المغتر بضحكته الصفراء ، ويقامرون النجوم بحنين صدئ ولا مقاس محدد كي يصلح للجميع ، ويبعثرون خرافة العطر في صدور القوافي ، وينفخون الجمر الرابض في قعر الموقد حتى إذا اشتدت الريح كفى اللعاب القبلة شهقة الحضور وأطفأ النور نيران الحمى . وإن أخذلت المواقد حنين الريح للشهقة يممت شطر غياب دافئ وطويل حتى يتسنى للوجه خلع أقنعة السلام البائت كعشاء الفقراء ، وحتى يتسنى استبدال حداء البحارة بحناء الغربة أو العكس فلا فرق ، حينها يكشر عن أظافر التلويح التي تخمش الظل بصمت وتنصب ظلها للنباح . جديدو الجهر بأصوات اللعبة يسرحون بعيدا في غناءات الصوت ويسرّحون حنينهم في مراعي اللهفة ، ويطلقون أقمارهم من خدر الغيم ، يحفرون الضوء بأمنيات بيضاء لاتزال ملتصقة بثوب الرب ، ويبنون صوامع الصلاة ببطء على عثرات الليل وإنكسارات النهارات اللزجة ، يصلّون للسماء أن ترعوي حين تقرر النفخ في الرماد كي يشتعل ، وحين يستبيح الغناء أصابعهم يفاجئون بظهور محدودبة كأعلام الحداد ، وتلويحة غير مكتملة الوجه . ثمة من يهرع حافي الخطوة للوضوء ، يقامر بكله كي يحني دم المسافة ويختصر إثم الرحلة ، وثمة من يحدب العمر في جملة غائبة ، وثمة من يشد عرى الروح بنصف ارتباكة وثمة من يذبل بصمت كالآلهة ، وثمة من يشرق بالجزع ، وثمة من يمتطي براقع القبور كي يموت بلا ضجيج . ولا إلا أصابع تتساقط من نافذة القطار العابر للضوء بلا محنة تفكير ولا قليل إلتفات ، أصابع مزمومة الخطى بلا خجل يقلل من حجم جلالة الخزي ، أصابع تجوس شعر الليل بلا هوادة ، أصابع عابرة للقارات وللجغرافيا وللحزن وللفرح ، أصابع تتشكل بطواعية الطين اللازب غربة ، ووطنا ، حزنا وضحكا ، سخرية ووعيا ، أصابع تغري اللهاث باللهاث ، والحزن بالحزن ، والغربة بالغربة ، أصابع بأقنعة قوس قزح. وليس إلا لون يندس تحت أجنحة الضوء مباركا قيامتك العجلى وحزنك المقدس ، لون يمجد شظايا العبور ووهج الوعي وحرفنة الأسئلة ، لون له فتنة الصمت لخيالات المآتة التي يعبرها القادمون من متاهات الأخيلة والزرقة والأفق الممتد بلا بياض الياسمين وبلا حرقة الزيف . وليس إلا ضوء مبارك يستبيح الخرزات الزرقاء ، والحمراء والبيضاء ، ضوء ينهش الداخل بضراروة ، ويكسب الرهان ضد خسارات العالم المتجددة وانكساراته الآيلة للتكاثر ، وانهزام الإنسان في السوق المستفحل بشدة ، والعزلة التي يقوّم الزمن عودها المترهل بالأيمانات الناقصة والأخيرة .
#فاطمة_الشيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علامة تعجب! : حول قضية المرأة أيضا
-
على أطراف الغربة
-
الهند : جواب وحيد لأسئلة كثيرة
-
كائنات الموسيقى
-
قناطر العبور
-
ملائكة النرد / كائنات القيح
-
فواصل الوهم
-
تيــــــــــــــــه
-
الحرب والسلام
-
تسونامي : الموت الجمعي لايصلح للبكاء
المزيد.....
-
تناغمٌ بدائيٌّ بوحشيتِه
-
روائية -تقسيم الهند- البريطانية.. وفاة الكاتبة الباكستانية ب
...
-
-مهرج قتل نصف الشعب-.. غضب وسخرية واسعة بعد ظهور جونسون في
...
-
الجزائر تعلن العفو عن 2471 محبوسا بينهم فنانات
-
أفلام كوميدية تستحق المشاهدة قبل نهاية 2024
-
-صُنع في السعودية-.. أحلام تروج لألبومها الجديد وتدعم نوال
-
فنان مصري يرحب بتقديم شخصية الجولاني.. ويعترف بانضمامه للإخو
...
-
منها لوحة -شيطانية- للملك تشارلز.. إليك أعمال ومواقف هزّت عا
...
-
لافروف: 25 دولة تعرب عن اهتمامها بالمشاركة في مسابقة -إنترفي
...
-
فنان مصري: نتنياهو ينوي غزو مصر
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|