|
منظرو الجماعة !
أمينة النقاش
الحوار المتمدن-العدد: 4212 - 2013 / 9 / 11 - 14:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لعلها المصادفة وحدها هي التي قادت لنشر مقالين في يوم واحد «السبت الماضي» أحدهما للمستشار «محمود الخضيري» في المصري اليوم، والثاني للاستاذ «عبدالغفار شكر» في الأهرام ينطويان علي فكرة واحدة هي أن شباب الإخوان «ثروة يجب الحفاظ عليها» في رأي الأول، وأن المجتمع مسئول عن حماية هذه الثروة البشرية والأخذ بيدها كي لا تنحرف إلي العنف في رأي الثاني، وأن المجتمع عليه ان يميز بين جرائم ارتكبتها قيادة الجماعة ينبغي ان تحاكم عليها، وبين هؤلاء الشباب الذين شاركوا في الاحداث بأوامر منها.
والفكرة من حيث المبدأ لا اعتراض عليها، إلا أن المبررات التي ساقها الكاتبان تدعو للدهشة والاستغراب والتوقف امام توارد الخواطر!
فالمستشار «الخضيري» يقول إنه ذهب للمشاركة في اعتصام رابعة العدوية، رغم خلافه مع القائمين عليه، لاعجابه الشديد بالشباب المعتصم، وبقدرتهم علي تحمل الحر والتعب في فترة الصيام حيث كان الجميع ـ كما يقول ـ «يراهن علي عدم تحملهم ذلك وانصرافهم في أول يوم من أيام رمضان، ولكن العدد زاد والتصميم استمر والعزيمة اشتدت!! ثم ينتهي إلي القول بأن هذا التصميم وهذه العزيمة، هي التي دفعت الحكومة إلي فض الاعتصام بعنف وإلي ارتكاب مجزرة في رابعة والنهضة وفي أماكن أخري، وهي اكاذيب وذرائع، لا يروجها سوي الإخوان وأعوانهم، برغم ان المستشار دائم القول بأنه «ليس من جماعة الإخوان».
لم يقل لنا سيادة المستشار رأيه أين القوة والعزيمة والجلد في أن يجري احتلال منطقة رابعة العدوية ويبني بها مستوطنة تخطف الناس وتروعهم، أو تستأجرهم بالاموال وتعذبهم وتقتلهم وتحول المكان الي مخزن للاسلحة والذخيرة، وتتلف الممتلكات العامة والخاصة وتقطع الطرق والكباري، وترفض الاستجابة لنداءات الشرطة بالخروج الآمن وتبادر باطلاق النار الحي علي أفرادها من فوق أسطح المباني، وتخطف ضباطا من بينهم وتقوم بتعذيبهم، وتفرض اتاوات علي سكان المنطقة في الخروج والدخول اليها، ثم يجري التلاعب وبالالفاظ والكلمات ليسمي كل هذا الارهاب بأنه (قوة) أو (عزيمة) و (صبر) ولا يخجل أحد من المشاركة في أعماله.
لقد طال صبر الدولة علي هذا الخروج الفظ والكريه والإرهابي علي القانون والاعتداء شبه اليومي علي المواطنين وعلي القوات النظامية التي سقط من بينها نحو 45 شهيدا، دون ان يدين المستشار هذه الاعمال الاجرامية داخل رابعة والنهضة التي انتهي اعتصامها دون اسالة دماء وليس بمجزرة كما يزعم مقاله، كي يبريء القتلة ويدين الضحايا دفاعا عن مشروع الإخوان الفاشل للقضاء علي الدولة المصرية الذي أسقطه الشعب المصري في 30 يونيو، وعززه في السادس من عشرين من يوليو، حيث يخوض الجيش المصري الآن معركة باسلة لتحرير سيناء من أوكار الجريمة والقرصنة والارهاب الدولي والتهريب الذي يرفع شعارات دينية، وكان يصول ويجول في حماية حكم جماعة الإخوان المسلمين.
المجزرة – ان كانت هناك مجزرة – المسئول الأول عنها من رفض الاستماع لنداءات ورجاءات الشرطة عبر مكبرات الصوت بإجلاء ميدان رابعة سلميا وإلقاء منشورات تحذيرية وإلقاء القنابل المسيلة للدموع واستخدام خراطيم المياه، لكنهم كانوا يفخرون بانهم «يطلبون الشهادة»!! ويجلبون اطفالا صغارا يحملون اكفانا ويرتدون تي شيرتات موحدة مكتوب عليها «مشروع شهيد».
المجزرة؟! إن كان هناك مجزرة ارتكبها الذين كانوا يتباهون بوقف الارهاب في سيناء اذا ما عاد «مرسي» الي سدة الرئاسة، لكن المستشار الخضيري كغيره من منظري الجماعة يري القشة في عين السلطات النظامية ولايري الخشية في عين جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم الذين يلوكون كذبة واحدة هي الاستخدام المفرط للقوة في فض الاعتصامين وعدم استخدام الوسائل المتدرجة لفضه وهي فرية تكذبها وقائع الخطة المتدرجة المعلنة التي اتبعها الأمن لفض الاعتصام. وماجري في النهضة خير شاهد علي ذلك.
يبدي الأستاذ «شكر» تأسيه لأن المجتمع يتجه الي «تبني مواقف حادة تدين كل من شارك في المظاهرات التي نظمها الاخوان وحلفاؤهم والاعمال التخريبية التي تمت خلال الفترة من 3 يوليو حتي الآن وفيما يبدو أنها دعوة لاستثناء شباب الجماعة الذين شاركوا في القتل والتخريب من المساءلة والمحاكمة وهي دعوة تعيدنا الي نقطة الصفر لأنها لاتجعل المرجعية ـ كما كان الامر في ظل حكم الجماعة ـ ليست لدولة القانون والمؤسسات.
في مصر الآن حرب ضروس ضد ارهاب لا ضمير له ضد الجيش والشرطة وكل المؤسسات التي تحمي مقومات الدولة المصرية، ولا مجال فيها لانصاف الحلول والمواقف التي يروج لها منظرو الجماعة!! في كل مجال، لانقاذ الجناة لتبقي بلادي هي الضحية عاجزة دوما عن الدفاع عن نفسها .. وهيهات أن يسمح الشعب المصري بذلك!
#أمينة_النقاش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر ليست منقسمة
-
بلاغات للنيابة العامة
-
وزيران للعدل
-
جرائم بلا مساءلة
-
من «الوسط»إلي اليمين در
-
المتهمون بإحداث الفتنة
-
فضيحة دولية
-
الشيطان يعظ
-
عودة الوعي للجماعة الصحفية
-
ظاهرة نجيب ساويرس
-
وحدة اليسار ضرورة وطنية
-
تعظيم سلام للجيش المصري
-
ليته يبگي علي حالنا
-
دستور الشيخ برهامي
-
مصر تقاوم
-
أزمة سياسية لا قانونية
-
الشرعية الانتخابية لا تحمي النظم
-
انسحب يا فضيلة الإمام
-
مليشيات الإخوان الفضائية
-
خيمة علي النويجي
المزيد.....
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21
...
-
” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل
...
-
زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ
...
-
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا
...
-
24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
-
قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با
...
-
قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى
...
-
المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو
...
-
استهداف ممتلكات ليهود في أستراليا برسوم غرافيتي
-
مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|