أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - !الحقونا : لماذا يبيع المصريون أعضاءهم؟














المزيد.....

!الحقونا : لماذا يبيع المصريون أعضاءهم؟


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1204 - 2005 / 5 / 21 - 09:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


هذا موضوع كان حتي الماضي القريب في عداد الخيال. وعندما تناولته احد الافلام المصرية منذ سنوات اعتبره بعض النقاد فانتازيا صارخة. لكن ما كان خيالا اصبح حقيقة واقعة تفقأ عيوننا وتتحدي ما تبقي فينا من انسانية.
والحكاية - كما سجلتها محاضر الشرطة وتحقيقات النيابة - ان مواطنا مصريا أوهمه شخصان بتوفير فرصة عمل في احدي الدول العربية، وضرورة اجراء فحص طبي عليه من اجل الحصول علي شهادة طبية تؤكد خلوه من الامراض.. وبالفعل، دخل احد المستشفيات الاستثمارية الخاصة حيث اجريت له الفحوص، وقال له »الاطباء« انه مصاب بعدة حصاوي في الكلي ولابد من استئصالها، اي الحصوات، وان هذا يستلزم اجراء عملية جراحية سيتحمل تكاليفها صاحب العمل الذي سيقوم بتوظيفه في الدولة العربية الشقيقة.
وبالفعل، دخل المسكين المستشفي واجريت له العملية، الا انه اكتشف بعد خروجه ان العملية التي اجريت له هي استئصال كليته اليمني.
وبعد الإنكار المعتاد والمتوقع من جانب المستشفي تبين قيام طبيبة، هي في نفس الوقت استاذة بكلية الطب!، بسرقة الكليتين الخاصتين بالمواطنين مصطفي عمرو ومحمود زكي وزرع احداهما لاحد المرضي »عربي الجنسية«.
والخطير في هذه الواقعة انها كشفت النقاب عن حالات اخري عديدة، يتم فيها التحايل علي المواطنين البسطاء، والالتفاف علي القوانين، والانتهاك الفظ لمواثيق شرف مهنة الطب النبيلة وقسم ابوقراط، سواء لسرقة كلي البعض أو لتسهيل الاتجار فيها من وراء ظهر القانون.
وبالتالي.. فان ما هو اهم من بشاعة هذه الحادثة بذاتها، التخوف من ان تكون مجرد الجزء البارز والظاهر من جبل الجليد الذي تختفي كتلته الهائلة والاساسية تحت السطح.
ولا يهمنا في هذه الواقعة ان تكون عملية نصب علي مواطنين غلابة او ان تكون خلافا علي السعر بين »بائع« و»مشتر« لـ»سلعة« هي جزء من الجسم البشري.
ما يهمنا اكثر ان هذه الواقعة تدق لنا جرس انذار بتنامي رقعة الفقر ووصوله الي حدود مروعة تجبر الانسان علي بيع اعضائه.
وهذا واقع يجب الاعتراف به والعمل علي مواجهة تحدياته ومخاطره الحالية والمستقبلية بدلا من الاستمرار في اجترار الارقام والاحصائيات.. الحقيقية او غير الحقيقية.
الامر الثاني.. هو ان منظمات المجتمع المدني اصبحت اكثر من أي وقت مضي مطالبة بممارسة دورها للتصدي لمثل هذه الظواهر وعدم انتظار الحكومة وفرماناتها.
وفيما يتعلق بموضوعنا، فانه من الواضح ان علي نقابة الاطباء ان تتخذ اجراءات فعالة، ليس فقط لعقاب الاطباء الذين يثبت تورطهم في مثل هذه الاعمال القذرة، وانما ايضا واساسا لدراسة هذه الظاهرة بجميع ابعادها الطبية وغير الطبية واقتراح »علاج« حقيقي لها بالاشتراك مع باقي الاطراف، وبالمكاشفة الكاملة وطرح الحقائق امام الرأي العام.
وحسنا فعل وزير الصحة الدكتور محمد عوض تاج الدين الذي كان اول المبادرين بالتحقيق في الواقعة المشار اليها واصدار توجيهاته العاجلة لتحويل ملف القضية كاملا الي نقابة الاطباء لاتخاذ الاجراءات القانونية ضد المتورطين.
لكن المسألة لا تقع فقط داخل دائرة اختصاص وزارة الصحة، وانما تشمل دوائر كثيرة اخري.. لعل اخرها وزارة الصحة.
فبداية الخيط توجد في مستنقع الفقر ورقعته المتزايدة الاتساع والعمق والوطأة.. ولذلك، فان روشتة العلاج لا تبدأ في وزارة الصحة، وانما تبدأ اساسا في حقل التنمية الانسانية الشاملة.
وليس هذا امرا مبتوت الصلة بالجدل الدائر في المجتمع الان حول قضية الديمقراطية بجميع استحقاقاتها ومستوياتها. ولذلك فليس من المبالغة القول بان الطريق لوقف بيع المصريين لاعضائهم يمر عبر صناديق الاقتراع الزجاجية الشفافة، والممارسة النزيهة للحرية والرقابة الشعبية.. بعيدا عن ألاعيب ترزية القوانين.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نتفاوض مع أمريكا.. ولا نتحاور مع أنفسنا؟!
- مفاجآت من الوزن الثقيل فى استطلاع رأى رجال الأعمال
- !فضيحة العرب بجلاجل.. حتي في برازيليا
- أخيراً .. شئ يستحق القراءة !
- إرهابيون عشوائيون .. وإعلاميون على باب الله
- البريطانيون يقاطعون.. والعرب يطبّعون !
- القرن الآسيوي .. يدق الأبواب
- عناد الوزير الذى تجاهل وعد الرئيس
- علمـاء بـريطـانيا يهـددون بمقـاطعة الإسـرائيليين المتـواطئين ...
- ! ومازالت صاحبة الجلالة فى بيت الطاعة
- هل يحمل أخطبوط الإرهاب شهادة منشأ مصرية؟
- حوار عراقي.. بدون سلاح.. في القاهرة
- ثورة السوسن .. واللوز.. والليمون
- »ولفويتز« يقتحم البنك الدولي بأسلحة الدمار الشامل
- قاطرة مشروع الشرق الأوسط الكبير .. تدخل المحطة اللبنانية
- الفشل التاسع والعشرون
- يد تقود ثورة البرمجيات .. ويد تحمي الحرف التقليدية
- إسرائيل تحتل الأرض التى ينسحب منها -التنابلة- العرب .. فى ال ...
- الوطن اكبر من الاقتصاد .. والمواطن ليس مجرد مستهلك
- أحوال أكبر ديمقراطية في العالم


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - !الحقونا : لماذا يبيع المصريون أعضاءهم؟