أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الرباع - الديموقراطية العربية بين الواقع والتطبيق














المزيد.....


الديموقراطية العربية بين الواقع والتطبيق


سامي الرباع

الحوار المتمدن-العدد: 4211 - 2013 / 9 / 10 - 19:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكثيرون في عالمنا العربي يعتقدون بان الديموقراطية عبارة عن حبة أسبرين نتناولها وعلى أثرها تزول كل انواع الصداع لدينا.....

الكثيرون لايدركون بأن الديموقراطية عملية ديناميكية تتطلب الجهد المتواصل والصبر والتحرك بأصغر وأدق الخطوات في اتجاه بناء حياة ديموقراطية تتسم بالشفافية والنزاهة والعدالة في كافة المجالات الاجتماعية والسياسية والحضارية علاوة على الاعتياد بالاعتراف بالهزيمة مهما كانت مريرة بالاضاقة الى التعقل في حوار الد الاعداء اديولوجيا.

الديموقراطية ظاهرة جديدة على مجتمعاتنا العربية لم نمارسها قطعا خلال تاريخنا الطويل لافي حياتنا السياسية ولا حتى في بيوتنا الخاصة مع افراد عائلاتنا.

فالديموقراطية ليست بنظرية فلسفية مجردة بل هي طريقة في الحياة عملية تطبيقية تتطلب الممارسة اليومية في البيت، في المدرسة وفي المجتمع المحلي بدابة على الاقل.

للاسف الشديد نادرا مايتم تطبيق السلوك الديموقراطي في الحياة اليومية العربية بشكل بناء. اننا نبالغ في المجاملة والكلام المعسل ولا نجروء على تسمية الامور باسمائها الحقيقية، وفي كثير من الاحيان لاندري ماذا نريد بالتحديد.

اثبتت العديد من الدراسات الاجتماعية الميدانية في عدد كبير من المجتمعات العربية قام بها باحثون في جامعات المانية بالتعاون مع زملاء لهم في بعض الجامعات العربية، بأن العائلة العربية تفتقر الى ابسط السلوكيات الديموقراطية في الحياة اليومية.

الاب عادة في العائلة العربية التقليدية هو الامر الناهي. نادرا ما يستشير افراد العائلة في القرارات التي يتخذها مهما كبرت أو صغرت هذه القرارات. واي اعتراض على قرارات الاب تقابل بالرفض وأحيانا بالشتيمة والكف او العصا من قبل الاب الديكتاتور .

ايضا في المدرسة، اي طالبه او طالب يجروء على توجيه النقد مهما كان بناءا الى المدرس او المدرسة. عادة مايتلقى الطلبة ردودا غير حضارية: من لايعجبه هذا أو ذاك فليبلط البحر!

في ظل هذا الجو التربوي الكابح لابسط قواعد الديموقراطية ينشاْ الفرد بعقدة: لامجال للتغيير فهم يطبقون ما يحلو لهم على اية حال! لاتتعب حالك.

أيضا في الوقت الذي نطالب فيه الاخرين بتطبيق قواعد الديموقراطية، نمارس الدكتاتورية في سلوكنا اليومي.

نحن العرب نميل بشكل عام الى لوم الاخرين على المشاكل التي تواجهنا سواء كانت سياسية او اقتصادية او ثقافية او غير ذلك.

كثير من العرب يوجهون اللوم على الغرب لتعثر بناء الديموقراطية في مجتمعات الربيع العربي، وفي تحاليلهم الخاصة والعامة يرددون: ياأخي الغرب لايريد الخير لنا....

مرة اخرى، الديموقراطية بالدرجة الاولى تربية و ممارسة.
تعالو نسأل: أي بيت عربي يعلم اطفاله رمي القمامة في المكان المخصص لها؟ أي بيت عربي يعلم اطفاله احترام الصالح العام قبل الخاص؟ ماهي نسبة العرب الذين يحترمون قواعد المرور؟

أيضا في عالمنا العربي، الغالبية لاتؤمن بالتغيير الى الافضل من خلال خطوات صغيرة. نحن العرب لانؤمن بفاعلية الخطواط الصغيرةـ عادة مانرى لونين فقط في الحياة: اما الاسود واما الابيض. نفكردائما ب اما أو، لابديل لنا قي الوسط .

يبدو ايضا اننا لغويا – بسبب وجود العامية والفصحى – عاجزون عن التفكير والتعبير عن افكارنا بشكل واضح و متشعب وعملي ومثري للعملية المتنازع عليها او حوله.

بسبب عدم قدرة بعضنا على الحوار بشكل انساني وحضاري ترى البعض في وسائل الاعلام العربية المرئية يرشقون بعضهم البعض ليس فقط بمفردات قذرة بل ايضا بالكراسي التي يجلسون عليها.

طبعا اقامة انتخابات حرة ونزيهة وانتخاب برلمان يمثل كل شرائح المجتمع لايعني بالضرورة وبشكل فوري نهاية الفساد وسيطرة العدالة الاجتماعية.

الانتخابات والحياة البرلمانية هما مجرد وسيلة تتطلب الجهد والصبرمن كافة افراد المجتمع بهدف تأسيس مؤسسات ديموقراطية تخدم كل افراد المجتمع.

الديموقراطية في العالم الغربي علمتنا الكثير. انه طريق شائك ومتعب، الا ان نتائجه – بشكل عام - ايجابية تخدم كافة شرائح المجتمع وهو البديل الافضل الوحيد تجاه الديكتاتورية.



#سامي_الرباع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفاق الغرب
- حررونا من قيود الفصحى وتفاهة مايسمى بالاعراب
- الكويتيون يشترون ويبيعون الشهادات الجامعية
- تكنولوجيا الكومبيوتر وعلم الجينات: معجزات بشرية لاحدود له
- هل يحتاج الانسان الى كل هذه الديانات؟
- المسيحيون في الشرق أقل تدينا وتطرفا من جيرانهم المسلمين
- التطرف الاسلامي فرصة للتنوير والاعتدال
- المنظمات الاسلامية في المانيا متطرفة وفاسدة
- السعودية تنشر التطرف لكنها تتهم الاخرين بالتطرف
- السعوديون يلمعون اسلاما مشوها
- خرابيط اسرار القراَن وأعجازاته العلمية
- هولندية تدعي الاسلام دين التسامح رغم الكراهية والعنف في القر ...
- المهم- ديموقراطية- حتى لو سيطر عليها اصحاب النفوذ وعم الفقر ...
- السعودية بلد الاصلاح والاعتدال!
- المجتمعات الخليجية غنية ماديا لكنها تفتقر الى الانسانية
- الى اين يتجه العالم؟
- تعليمنا تلقيني، شهاداتنا واجهة، وخطابنا متحييز
- هل يمكن تحديث الاسلام؟
- دموع تماسيح الاسلاميون الاتراك
- حقوق الانسان في العالم العربي غير مهمة


المزيد.....




- القتلى صبي و4 نساء وأين المشتبه به السعودي الآن؟.. الشرطة ال ...
- الصين تبني أكبر مطار في العالم على جزيرة اصطناعية
- لبنان.. الاعتداء على عناصر أمن حماية السفارة السعودية في بير ...
- مجرة -أضواء عيد الميلاد- تكشف عن كيفية تشكّل الكون
- -نحفر للعثور على بلاط المنزل-.. سوريون يعودون إلى منازلهم ال ...
- الحرب في يومها الـ 443: الجيش يطلب إخلاء مستشفى كمال عدوان و ...
- صحيفة: قطر -ستوقف- مبيعات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي إذا تم ...
- مستشار السيسي يعلق على موجة الإنفلونزا التي تقلق المصريين
- -البديل من أجل ألمانيا- يطلب عقد جلسة عاجلة للبرلمان على خلف ...
- دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على الخداع والتمسّك بوجهة نظره ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الرباع - الديموقراطية العربية بين الواقع والتطبيق