أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد الحسيناوي - موافقة الاسد على مراقبة الكيمياوي هي الكيمياوي















المزيد.....


موافقة الاسد على مراقبة الكيمياوي هي الكيمياوي


عماد الحسيناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4211 - 2013 / 9 / 10 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حسنا فعل الرئيس السوري بشار الاسد بموافقته السريعة على المقترح الروسي القاضي بوضع اسلحة الحكومة السورية "الكيمياوية" تحت المراقبة الدولية ليدحض دليلا غير ناهض بل ملفقا رفعه وزير الخارجية الامريكي جون كيري كقميص عثمان بإعلانه ان الحكومة السورية هي من استخدم السلاح الكيمياوي ضد المدنيين مهددا بمعاقبتها ويعلم الجميع ان هذا ال"كيري" لا يعير اهمية لا لعثمان ولا لقميصه ولا للضحايا الابرياء الذين قضوا في هذا الهجوم لكنه يريد قلع مخالب الاسد وتفتيت قوة سوريا واخراجها من معادلة موازنة القوى مع اسرائيل ..
مادامت الحكومة السورية كررت مرارا انها لم ولن تستخدم اي سلاح كيمياوي لا ضد شعبها ولا ضد الارهابيين القادمين من الخارج كالأفغانيين والشيشانيين المنتمين علنا لجبهة النصرة " الاسم المحلي لتنظيم القاعدة العالمي" فلماذا لا تجعل هذا السلاح تحت الاشراف الدولي ولتجعل دور الصديق الروسي ذا فاعلية وترفع من تأثير قطبيته المتصاعدة في العالم الجديد... وتُظهِر نفسها للعالم على انها الاسرع للقبول بايّ اقتراح من شانه ان يمنع القتل والدمار ويطمئنّ الاخرين لسلوكها السلمي والشفاف.........
ثم ان هذا السلاح المزعوم قديمٌ ومتهرئ وغير ذي فائدة وقد اشتراه السوريون منذ السبعينات حين فاضت الميزانية السورية نتيجة الحصة الدسمة التي حصلوا عليها من الخليجيين اثر قرار مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في الخرطوم في 29 اوغسطس عام 1967 بعد نكسة حزيران بشهرين تقريبا وسمي مؤتمر اللاءات الثلاث ( لا للتفاوض ولا للاعتراف ولا للصلح) والذي اعلنت فيه الدول المنتجة للنفط فتح حساب سخي للدول المتضررة من النكسة ودول المواجهة فكان نصيب السوريين منه كبيرا.......
ولو قورن هذا السلاح الكيمياوي السوري بما لدى اسرائيل من اسلحة تقليدية تُحَدَّث ( من التحديث) مع بداية كل سنة لتواكب ما تتوصل اليه التكنلوجيا العسكرية المتطورة باضطراد لأعْتُبِرَ "مگوارٌ مقابل مدفعٍ" كما يشبهها العراقيون ..هذه المقارنة مع الاسلحة التقليدية فماذا ستكون النتيجة لو قورن مع اكثر من مئتي راس نووي تمتلكها اسرائيل باعتراف العالم الاسرائيلي النووي الشجاع مردخاي فعنونو........
يتصور البعض ان موافقة الاسد على المقترح الروسي لن تجدي نفعا لأنها موافقة تشبه ما وافق عليه صدام ولم يخلص من السقوط الحتمي..........وهذا التصور محل تأمل...
صحيح ان صداما سمح للأمريكيين بتفتيش كل شيء حتى البسته الداخلية ليثبت لهم عدم وجود سلاح كيمياوي لديه ولم يقتنعوا به ولم يصدقوه واحتلوا العراق وتركوا العراقيين يعدمونه بصورة مهينة امعانا في اذلاله ولم يخرجوا من العراق الا بعد ثمان سنوات... لكن هذا سوف لن يحصل مع بشار الاسد ...لان اوباما الديموقراطي المتردد ليس بوش الجمهوري المتهور والاقتصاد الامريكي المتفجر عام 2003 هو غيره الكسيح عام 2013 والاقطاب العالمية المتعددة الان هي ليست القطب الامريكي الاوحد في 2003 ....
موقف بشار الاسد اليوم لا يشابه موقف صدام باي حال فصدام كان تحت حصار اقتصادي مهلك لأكثر من ثلاثة عشر سنة مُنِعَ خلالها من استيراد اي مادة يمكن ان ترفع من قدرته العسكرية المعدومة تقريبا وحُدّدَ مدى رمي مدفعيته الهزيلة ل150 كيلو متر فقط ودمرت اغلب مطاراته ولم يكن يملك طائرات مقاتلة بعد ان هرّب معظمها الى ايران قبل اخراج قواته من الكويت والطائرات التي كانت بحوزته بعد "ام معاركه" عدّت بأصابع اليد ولم تكن تصلح الا للقمع الداخلي فقط كما حصل مع الانتفاضة الشعبانية ..وتململ غالبية جنوده وفقدوا الكثير من معنوياتهم وحماستهم بسبب قلة الرواتب والتجهيزات وفساد طعامهم ومستوى التدريب العسكري الرديء لديهم مقارنة مع ما كانوا عليه ايام الحرب العراقية الايرانية .....
لهذا كان سقوطه حتميا..
اما في حال بشار الاسد فانه يملك قوات متمرسة ومدربة واكتسبت خبرة متراكمة خلال السنتين الماضيتين فعند بداء الاحداث كان الجنود السوريين فرائس سهلة للإرهابيين نتيجة عدم تصديق هؤلاء الجنود انسلاخ مواطنهم سوري من وطنيته وقوميته وعروبته التي يرضعها مع حليب امه ويدع الطائفية تقوده كالأعمى ليقتل ويذبح ويفجر......
عندما لمس الجنود السوريون هذا وعندما تكشفت الحقيقة من ان هذه هجمة عالمية تريد تمزيق دولتهم افاقوا من غفلتهم وبدأوا يتعاملون مع الاحداث بمهنية وصلابة وخاضوا معارك نموذجية كالقصير وحمص بانت فيها اندفاعاتهم العالية وحماستهم الشديدة وخطوطهم المتماسكة وخططهم الناجحة اضافة الى وجود نخبة بين صفوفهم من مقاتلي حزب الله المجربين والمعدّين لخوض حروب الشوارع والمدن وعلى استعداد عال لأي معركة......وحصول الاسد على دعم مفتوح من الايرانيين في كل المجالات ووصل اليوم الى دمشق الفريق التكنولوجي الايراني الذي انزل الطائرة الامريكية بدون طيار في ايران للقيام بمهام مشابهة على الاراضي السورية ...وتوقّع دخول الايرانيين الحرب مع الاسد اضافة الى مواقف اخرى كموقف العراق المؤيد للأسد على استحياء والجزائر والقوميين العرب ...اما افضل ما حصل عليه الرئيس السوري بشار الاسد ويبدو ان لحسن حظه يد فيه هو سقوط مرسي و "اخوانه المسلمين" في مصر وتحول مصر من معادية حكومة وشعبا الى مؤيدة حكومة وشعبا لان الحكومة التي تبنت المنهج الناصري القومي بشخص السيسي هي من وجّه الاعلام لتأييد السوريين باعتبار الاخوان المسلمين بنسختيهما السورية والمصرية عدو مشترك وكلنا يعرف الاعلام المصري وتأثيره الهائل على المتلقي العربي من خلال التوك شو التي يجيدونها عمالقتهم بإبداعية حرفية كباسم يوسف وعمرو اديب ولميس الحديدي وما مَنْعُ قناة الجزيرة والتشويش عليها وانخفاض عدد مشاهديها الا احد هذا "الافضل" الذي حصل عليه الرئيس بشار الاسد ..هذا على الجانب العربي والاقليمي
اما على الجانب الدولي فَرَفْضُ مجلس العموم البريطاني اعطاء تفويض لديفيد كاميرون رئيس الوزراء وتأكيد المانيا كما كررت مستشارتهم ميريكل وغالبية الدول الاوربية على اعطاء الوقت الكافي للمفتشين الدوليين قبل اتخاذ اي اجراء ومعارضة جميع دول امريكا الجنوبية تقريبا والهند والصين وروسيا وكوريا الشمالية والكثير من الدول كَبَحَ جماح الاندفاع الامريكي لضرب سوريا ..ان لم يكن أَلْغَوْهَا فعلا...
موافقة الرئيس السوري بشار الاسد على المقترح الروسي هي اطلاق قذيفة كيمياوية " ذكية" على اعداءه لم يصاحبها نار او دخان وسيجني محصولها بمنجل الصديق الروسي الحاد كثيرا هذه الايام



#عماد_الحسيناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن ينهزم بشار الاسد......ولن ينتصر ايضا
- أبطال الأنتفاضة الشعبانية ......حقوقكم عندي
- الاكراد والحمار سموك
- حمد بن جاسم رئيساً للوزراء؟
- طارق الهاشمي رئيساً للوزراء؟
- شبوطٌ..في بركة المالكي
- فتح الفخذين في عيد الصحافة العراقية


المزيد.....




- حاول تثبيتها فسقطت منه في البحر.. شاهد ما التقطته كاميرا تحت ...
- علماء يكتشفون سببًا محتملًا لإعادة بناء نصب -ستونهنج- قبل آل ...
- أحبّها بعمق.. قد يصدمك ما فعله رجل ليبقى بقرب حبيبته
- فيديو يظهر محاولة اقتحام سجن مكسيكي بعد أعمال شغب دامية.. شا ...
- -العنف الطائفي بعد الإطاحة بنظام الأسد أقل حدة مما كان متوقع ...
- آلاف السوريين يحتشدون في ساحة الأمويين في الجمعة الثانية بعد ...
- إل ألتو البوليفية: -المنازل الانتحارية- مهددة بالانهيار والس ...
- فنلندا تجدد رفضها فتح الحدود مع روسيا
- ليبيا.. ضبط شبكة نشطت في تصنيع وبيع الخمور المغشوشة في بنغاز ...
- مصر تدين اعتداء الدهس في ألمانيا وتؤكد رفضها كل أشكال الإرها ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد الحسيناوي - موافقة الاسد على مراقبة الكيمياوي هي الكيمياوي