وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4211 - 2013 / 9 / 10 - 07:18
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
التجارة أيام المماليك
ومع ذلك , وبالرغم من الظروف المعاكسة , فقد كان هنالك شيء من الحيوية , وإن كانت حيوية من نوع غير مستقر , يميز الحياة التجارية للكثير من الفترة المملوكية . واستناداً إلى روسو فقد كانت بغداد في أيام حكم سليمان العظيم ( 1780 _ 1802 ) مركزاً لتجارة غنية وواسعة , وكانت منتجات آسيا وأوربا تتدفق من كل الأنحاء , وبينما هذا كان يوفر الوفرة , فإنه كان يوفر للتجار (( وسيلة ضخمة للمضاربة وتأكيداً لبناء ثروة سريعة ورائعة )) . صحيح أن العقد التالي شهد بداية وهن يعود بشكل رئيسي إلى النزاعات بين أجنحة المماليك , وشهد سلب الوهابيين لنجد والأخطار التي أحاقت بالملاحة في البحر الأبيض المتوسط بسبب النزاع بين انجلترا وفرنسا النابليونية , ولكن بغداد عادت في ظل حكم داود باشا ( 1817 _ 1831 ) , القوي و المسالم تسامحاً , (( كما كانت قبلاً , مركزاً تجارياً غنياً )) .
وإذا كانت الزراعة و الصناعة المحليتان قد مرتا بتلك الأوضاع السيئة , فإنه يمكننا أن نتساءل : ماذا كان مصدر تلك الحيوية الملحوظة والهشة في آن معاً ؟ من أجل فهم صحيح لتاريخ طبقة التجار العراقية لابد أن نتذكر أن تجارة المرور ( الترانزيت ) عبر العراق , في عهد المماليك ولزمن طويل بعد سقوطهم , قزّمت تماماً تجارة البلاد بأسرها .
وبالرغم من أن تجارة الترانزيت بالعراق تأثرت جدياً , إلا انها لم تدم . فالأراضي الإسلامية , وتلك الأوربية إلى حد ما , استمرت في استخدامها للطرق القديمة . وإضافة إلى هذا , يبدو أن موقع العراق قد تحسن نسبياً عندما ارتبط هذا بساحل البحر الأبيض المتوسط مرة أخرى في أعقاب فتح السلطان التركي سليمان العظيم لبغداد سنة 1534 .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟