وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 23:19
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الصعوبات التي كانت تواجه التجار
كان النقل البري يتم , إلى حد كبير , بواسطة الجمال و البغال و الحمير . ولم تكن هنالك تقريباً عربات تسير على عجلات . وكانت شوارع المدن أضيق من أن تستوعب العربات بأنواعها , ولم تكن باستطاعة التربة الرخوة لأجزاء كبيرة من البلاد , وخصوصاً في الجنوب , أن تتحمل ثقل العجلات في غياب العناية الملائمة عنها . وكانت المسالك تصبح أيضاً غير قابلة للاستعمال في الجنوب وقت فيضان دجلة و الفرات .
وكانت أخطار الطريق تتطلب السفر في قوافل مسلحة . وكان متعهدو النقل ورجال الحماية يختارون من أشداء رجال العشائر .
وكان متعهدو النقل يعقدون قبل تشكيل القافلة , اجتماعاً مع التجار الرئيسيين الراغبين في ارسال بضائعهم و ويتفقون معهم على أجور النقل , التي كانت تدفع مقدماً . وكانت العدة أن يتم الاتفاق بحضور رأس التجار . وكان متعهدو النقل يتحملون مسؤولية كاملة عن البضائع . وكانت هناك حالات يكون فيها لعائلات التجار أفراد مقيمون بشكل دائم في بلدان مختلفة تقوم فيها بأعمالها .
وكانت القافلة تتألف عادة من مئات من الجمال , وأحياناً من ألفين أو ثلاثة آلاف منها , وتكون بإمرة شيخ . وكان هذا يسير في مقدمة القافلة مع بعض رجال المرافقة والحماية , أما البيرقدار , أي حامل الراية , فيسير خلفهم مباشرة . وكان الغدّارون , يمشون على الأقدام محيطين بالجمال المحملة . وكان لكل قافلة شاويش ومؤذن وقهوجي .
وكانت القوافل الكبيرة التي كانت تذهب عبر الصحراء إلى حلب , تضم أيضاً الكثير من الحرفيين المسافرين , كالحذائين , والحلاقين , والبياطرة , والنجارين , وغيرهم . وكانت لهؤلاء فوائد جمة وكانوا يمارسون حرفهم بربح جيد . وكان هنالك بيع وشراء للبضائع مستمرين . وكانت القافلة أشبه بسوق متنقل حيث يمكن الحصول لديها على كل شيء ضروري .
وكانت القوافل تتوقف عادة عند حلول الظلام . وكانت هناك خانات مبنية في المدن وفي المناطق المكشوفة قرب الأنهر لاستضافة المسافرين وبضائعهم .
وكانت قوافل بغداد _ حلب , كتلك القافلة التي سافر روسو معها , تستغرق للوصول إلى هدفها ما لا يقل عن ستين يوماً وأحياناً تسعين يوماً , في الفصول الجيدة . وكان السفر مع قافلة سريعة من بغداد إلى الموصل يستغرق ما بين ثمانية وعشرة أيام . وحتى الوصول من بغداد إلى مدينة بقرب الحلة كان يتطلب لا أقل من ثلاثة أيام .
وكانت الأنهار هي تجارة العراق الحقيقية في جنوب بغداد . وكانت الملاحة تتم بواسطة مراكب صغيرة , بعضها يعود في شكله وبنائه إلى عصور قديمة جداً . ( يتبع )
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟