أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيل التهامي - حركات الاسلام السياسي : معادلة السلطة ام الارهاب ؟














المزيد.....

حركات الاسلام السياسي : معادلة السلطة ام الارهاب ؟


فضيل التهامي

الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 17:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في ظل الانظمة السياسية العربية السابقة تم ابعاد حركات الاسلام السياسي المتشددة من الساحة السياسية الرسمية نظرا لتطرفها ، و تطرف مشاريعها السياسية المتناقضة تماما مع الاسس والتوجهات العامة لبناء دولة مدنية " لا دينة و لا عسكرية " حديثة ، يمكن ان يعيش في ظلها الجميع ، رغم اختلاف توجهاتهم الدينية و الاديولوجية .
وبحكم هذا الاقصاء وطول مدته جاءت الفرصة السياسية " ما سمي بالربيع العربي " ، لوصول هذه الحركات الى السلطة في مجموعة من الاقطار العربية مستغلة بذلك خطابها الاخلاقي ، ووازعها الديني ، اضافة الى الامية المنتشرة في صفوف القواعد الشعبية العربية . وفي الوقت الذي اعتقد فيه الكثيرون من مردي هذه الحركات و المتعاطفين معهم ان فترة التواطؤ مع الكيان الصهيوني قد ولى ، و اننا على وشك وقوع تغييرات في استراتيجيات السياسة الخارجية اتجاه امريكا و اسرائيل ، و دعم القضية الفلسطينية ، و خلق نوع من التضامن بين الدول العربية و الاسلامية ، ظهر العكس بإثباتهم عدم قدرتهم على تغيير معادلة الصراع التي كانت قائمة ، نظرا لاستمرار الوجود الاجنبي و تأثيره في سياساتهم ، و باعتبارهم ايضا الحليف الاستراتيجي التاريخي للمشاريع الامبريالية في مناطق عديدة من العالم .
وبعد هذا الفشل الدريع في الادارة الداخلية و الخارجية ، اجتاحت العالم العربي موجة ثالثة من الحراك الاجتماعي ، طالب بتنحي الحكومات التي يقودها " الاسلاميون "، على اساس ان هناك عقد اجتماعي بينهم و بين الشعوب التي منحتها اصواتها ( بغض النظر عن العوامل المساهمة في ذلك ) ، هذا العقد ينبني على منح الشعوب اصواتهم للحكام مقابل قيامهم بما عجزت عليه الانظمة السابقة : التشغيل ، العدالة الاجتماعية ، الحرية ، الكرامة... لكن هذه الحركات ذهبت عكس المطالب الشعبية ، بل اكثر من ذلك استأثرت بالسلطة و اقصت جميع المكونات السياسية و المجتمعية من ادراة و تدبير الشأن السياسي و المجتمعي ، لتكون قد اخلت بالعقد الاجتماعي المبرم ، الشيء الذي اعطى الشرعية للمعارضة بتصعيد الاحتجاجات التي واجهتها الحركات الاسلامية بكل اساليبها ( ماديا ، اديولوجيا )، الى ان وصل بها الامر بإعطاء الضوء الاخضر لعلمائها بإصدارهم لفتاوى تكفر كل من يخرج عن طاعة ولي الامر . فتطور حده هذه المواجهات اذا ادخلت هذه الدول ( مصر و تونس خصوصا ) في دوامة من العنف بين انصار الطرفين ، الشيء الذي دفع الجيش في الحالة المصرية الى اقالة الرئيس محمد مرسي من السلطة حفاظا على الدولة المصرية ، و في تونس مازلت الاحتجاجات ضد الاسلاميين قائمة ايضا.
وفي الوقت الذي بقيت فيه هذه الحركات مدة طويلة خارج اللعبة السياسية ، لم يلبثوا الى القليل بعد وصولهم الى دوائر القرار، الشيء الذي جعلهم لم يستوعبوا ما حدث ، نظرا لوجود كبت سياسي ونزوع حب السلطة . من هذا المنطلق وبعد ادراكم انه لا رجعة لما اسموه " الشرعية " نهجوا معادلة " اما نحن ام الارهاب " ، او ما يسمونه " جهادا ". هذه المعادلة ترجمت الى ارض الواقع في العديد من العمليات الارهابية التي تبنتها هذه الحركات بتنسيق مع القاعدة ، كمحاولة اغتيال وزير الداخلية في مصر محمد ابراهيم ، واغتيال شكري بلعيد في تونس ، كلها عمليات نفدت بطريقة تنظيم القاعدة ( سيارات المفخخة ، وفتح النار مباشرة و الفرار ) ، ومما يزكي ان هناك تواطئا بين الاخوان المسلمين في مصر مع هذا التنظيم ، الافراج الفوري الذي اقدم عليه محمد مرسي على معتقلين من تنظيم القاعدة بعد وصوله الى السلطة.
ان هذه الاستراتيجية " الارهابية " التي نهجتها هذه التنظيمات تعطي رسائل مشفرة الى الدولة و المجتمع ، مضمونها انها ستبث الفوضى ، وستدفع بحروب طائفية ، و اديولوجية انتقاما لإزاحتها ، ووضع الجميع اما اختيار صعب : " اما نحن ام الارهاب " مما سيدفع بالدولة الى استحضار امكانية حلها . فأمام هذه التنظيمات نهجين اساسين : اما العدول عن تبني العمليات الارهابية ، و تجديد اديولوجياتها ، و القبول بالواقع السياسي القائم ، وهذا سيناريو ربما سيعالج الازمة ، وإما انها ستواجه من طرف الدولة والمجتمع ، وهذا سيزيد الامر تعقيدا...



#فضيل_التهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتقال الديمقراطي ومعيقاته في البلدان العربية
- الازمة السورية... الى اين ؟
- اشكالية محاربة الفساد في المغرب
- - الربيع المغربي - ماذا تحقق ؟؟؟
- إنه الشارع يا رئيس الحكومة .
- المغرب : بين خطاب الإصلاح و الديمقراطية المؤجلة
- الثورات الديمقراطية في العالم العربي – تونس نموذجا – ( الجزء ...
- الثورات الديمقراطية في العالم العربي – تونس نموذجا – ( الجزء ...
- ثورة 25 يناير المصرية و الصراع العربي- الإسرائيلي
- بين ميكيافليي و ماركس -القيمة الفردية العليا -
- الرؤى الغربية اتجاه الصراع العربي – الاسرائيلي ( القدس تحديد ...
- ملاحظات حول حركة تمرد المغربية
- إيران و الأمن القومي العربي.
- موقف الحسن الثاني من عدم تنفيذ اتفاقية تسوية الحدود المغربية ...
- حركات الإسلام السياسي : بين الصعود و السقوط


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيل التهامي - حركات الاسلام السياسي : معادلة السلطة ام الارهاب ؟