|
بريطانيا: فرص جديدة لإعادة تركيب على اليسار
ألان ثورنيت
الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 09:15
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
بتأثير التقشف، دخلت السياسة ببريطانيا حالة اضطرابات. تلقى حزبا الائتلاف الحكومي اليميني (المحافظون والليبراليون الديمقراطيون) للتو هزيمة نكراء في الانتخابات المحلية التي جرت في انجلترا الأسبوع الأخير، لصالح حزب استقلال المملكة المتحدة UKIP، وهو حزب يميني شعبوي مناهض للمهاجرين نجح في هذه الأشهر الأخيرة في دفع الأحزاب الأخرى نحو اليمين. حقق حزب العمال تقدما، لكن محدودا، عدديا وسياسيا على حد سواء، لأن إجابته على التقشف هي نسخته الخاصة بالتقشف وتملقه للمشاعر المعادية للمهاجرين في أثناء الحملة الانتخابية.
لم يكن أي مكان لليسار في هذه الانتخابات –لم يكن ثمة أي شيء يسمح بتجميع اليسار على نحو ما قام به حزب استقلال المملكة المتحدة UKIP بتجميع اليمين المتطرف –ما يبين من جديد الحاجة الملحة لحزب يساري عريض بوسعه الشروع في تحقيق ما فعله حزب سيريزا في اليونان: تقديم برنامج واضح معاد للتقشف بإمكان الطبقة العاملة الارتكاز عليه.
أبان حزب سيريزا إمكان كسب ائتلاف قوى منظمة ديمقراطيا في حزب واحد لدعم الجماهير وتدمير نفوذ أحزاب النظام القائم الرئيسة، بما في ذلك أحزاب الاشتراكية الديمقراطية.وقد جرى بناء أحزاب شبيهة بعدد من البلدان الأوربية.
قبل بضعة أشهر بالكاد، كانت احتمالات تشكيل هكذا حزب في انجلترا تبدو ضعيفة للغاية. طالب حزب المقاومة الاشتراكية SR [فرع الأممية الرابعة في بريطانيا، الذي ينتمي إليه كاتب هذا المقال-هيئة التحرير] باستمرار بتأسيس مثل ذاك الحزب، متوجها لكل اليساريين المستعدين للانصات إليه جيدا لاقتناعنا على نحو راسخ بضرورة ذاك الحزب. نشرنا كتابا، ونظمنا منتديات وندوات حول المسألة وناقشنا مع منظمات يسارية أخرى. كان ذلك صعبا، لكن الفضاء من أجل تأسيس ذاك الحزب كان قائما دوما، بل ازداد في الواقع على مر السنين.
غير أن اليسار ذاته من كبّد نفسه بالكامل وزر هذا الوضع البئيس [وضع التشتت والتنافس- هيئة التحرير]. وجرى تفويت فرص هامة لتأسيس هكذا حزب بسبب العصبوية خلال 15 سنة الأخيرة. ما أدى إلى جملة انشقاقات ضارة قوضت جذيا مصداقية ذاك المشروع.
تمثل العامل الأساسي في كل تلك الحالات في الديمقراطية الداخلية –أو بالأحرى غيابها أو انتهاكها. كل مرة، دار كل شيء حول مدى ضمان هذه التشكيلات الجديدة لسيرورة قرار خاص مستقلة عن منظمات أقصى اليسار الرئيسة المشاركة أو عن الشخصية الرئيسية القائمة على رأس المبادرة، وحول إمكان حياة سياسية داخلية لهذه التشكيلات وتطور سياسي خاص بها.
شهد حزب العمل الاشتراكي SLP –الذي أسسه آرثر سكارغل [أحد قادة إضراب عمال المناجم المديد في سنتي 1984-1985-هيئة التحرير] بعد تحكم طوني بلير بحزب العمال عام 1994- في آخر المطاف تمزقا بسبب ما ألح عليه دوما سكارغل من فرض طابع الشخصية بشكل مفرط على اشتغال الحزب، وبدقة من أعلى إلى أسفل، وبسبب رفضه السماح –أي سكارغل- بأدنى تعدد وسط حزب العمل الاشتراكي.
كان التحالف الاشتراكي SA الذي تأسس عام 2000 قد ضم خلال فترة كل أحزاب أقصى اليسار تقريبا، بما في ذلك حزب العمال الاشتراكي SWP، والحزب الاشتراكي SP [منظمتا اليسار الثوري الرئيسيتان في بريطانيا، اللتان تمثل كل واحد منها اتجاها تروتسكيا بريطانيا وعالميا- هيئة التحرير] بجانب قوى دالة متحدرة من يسار حزب العمال. تَفجر التحالف الاشتراكي لما خرج منه الحزب الاشتراكي لمعارضته تطبيق مبدأ «عضو واحد، صوت واحد» خلال مؤتمرات حزب التحالف الاشتراكي SA.
نشأ تحالف Respect عام 2004 بعد طرد النائب جورج غالوي من حزب العمال بسبب معارضته للحرب على العراق، وما كان بقي من التحالف الاشتراكي SA ذاب في هذا التحالف الجديد. كان لحزب Respect تأثير أوسع، بوجه خاص ضمن المسلمين الذين تجذروا سياسيا ضد الحرب. كان هذا التحالف قادرا على انتخاب جورج غالوي في البرلمان (أول نائب يساري في حزب العمال يُنتخب في البرلمان منذ سنوات 1940!) ومجموعة هامة من مستشاري البلديات، أساسا في شرق لندن وبرمنغهام. غير أن تحالف Respect انقسم في آخر المطاف (بين حزب العمال الاشتراكي SWP وجميع الأحزاب الأخرى تقريبا) لما رفض حزب العمال الاشتراكي SWP تليين هيمنته على اشتغال المنظمة.
تشكل تحالف Respect Renewal بعد انشقاق حزب العمال الاشتراكي SWP. وتم تدميره أيضا في آخر المطاف لما فرض جورج غالوي تحكمه الشخصي من أعلى إلى أسفل محولا إياه إلى مجموعة دعم لشخصه –حتى بعد الفوز بطريقة مذهلة في الانتخابات الجزئية في برادفورد الغربية في آذار/مارس الأخير، ما كان قد فتح إمكانات جديدة لتأسيس حزب عريض.
أقصى اليسار
كانت احتمالات توحيد أقصى اليسار في انجلترا تبدو بالقدر ذاته من القتامة قبل بضعة أشهر وحسب. كانت تهيمن على أقصى اليسار طيلة سنوات عديدة منظمتان كبيرتان (على مستوى أقصى اليسار) وهما حزب العمال الاشتراكيSWP ، والحزب الاشتراكي SP، وكان تنضاف إليهما مجموعات صغيرة مُهمشة إلى حد كبير، بما في ذلك مجموعتنا (في نسخها السابقة والحالية).
كان الحزب الاشتراكي SP كسر القوقعة واتجه نحو الخارج لما كان عزز التحالفات الاشتراكية على المستوى المحلي في مطلع سنوات 1990. كان حزب العمال الاشتراكي SWP (أكبر قليلا من منافسه) هو الآخر اتجه نحو الخارج للانضمام للتحالف الاشتراكي SA عام 2000، قاطعا في الآن ذاته فجأة مع انعزاليته الماضية. لكن ذلك لم يدم طويلا، في كلتا الحالتين. كان حزب العمال الاشتراكي SWP يتصرف على نحو متزايد لأجل مصلحته الخاصة وبعد انشقاقه ومغادرته تحالف Respect ، عاد إلى موقف انعزالي.
لما بدأ النضال ضد الاقتطاعات [في ميزانيات الخدمات العامة، بوجه خاص الاجتماعية- هيئة التحرير] عام 2000، أعيد انتاج هذه الانقسامات التاريخية وسط أقصى اليسار على نحو مدمر في الحركة العريضة. فبدل تشكيلة وطنية واحدة، وجدنا أنفسنا إزاء ثلاث حملات ضد الاقتطاعات: الشبكة الوطنية للممثلين النقابيين NSSN بقيادة الحزب الاشتراكي SP، وتوحيد المقاومة UtR بقيادة حزب العمال الاشتراكي SWP، وتحالف المقاومة الذي تأسس على قاعدة أوسع وأكثر انفتاحا من قبل مجموعة Counterfire المنشقة عن حزب العمال الاشتراكي (...)
فرص جديدة
بيد أن تطورات حديثة فتحت الوضع يسارا إلى حد كبير –على مستوى تشكيل حزب عريض على يسار حزب العمال وعلى مستوى توحيد أقصى اليسار على حد سواء.
كان الحدث الأكثر إثارة هو دعوة من أجل تأسيس حزب يساري جديد عريض أطلقها المخرج السينمائي كين لوش بمناسبة عرض فيلمه الجديد «روح 1945» - المدافع بشكل متألق عن أفكار الاشتراكية والتشريك، وبوجه خاص الملكية العمومية والخدمات العامة.
عرض الفيلم مساء منتصف آذار/مارس في آن واحد في 50 قاعة سينمائية (عدد كبير منها مليء بالكامل)، وأعقبت ذلك جلسة أسئلة وأجوبة في قاعة سينما، ونُقل بثها مباشرة في معظم الأخريات. خلال تلك الجلسة أطلق كين لوش نداء من أجل تأسيس حزب يساري جديد. بعد ذلك تم نشر ندائه في موقع left unity الذي كان الهدف من إنشائه قبل فترة وجيزة الدعوة إلى تشكيل حزب جديد والذي انخرطنا في صفوفه منذ البداية.
وفي غضون أيام، وقع 6000 شخص هذا النداء. ومنذ ذلك الحين، تطور المشروع بوتيرة لافتة للنظر. وهناك الآن أكثر من 90 مجموعة محلية في مراحل تقدم مختلفة. تم تعيين لجنة تنظيم خلال لقاء عقد في لندن لتدبير تلك التطورات ودعم المجموعات المحلية. وسينعقد أول لقاء وطني لممثلي المجموعات المحلة يوم 11 آذار/مارس للاتفاق على المراحل التالية اللازمة. ويبدو أن الأفكار الأولى حول تاريخ انعقاد مؤتمر لانطلاق حزب جديد تتجه نحو شباط/فبراير أو آذار/مارس من العام المقبل.
لن يكون تأسيس حزب جديد عريض مسألة سهلة، نظرا لنزوع اليسار في بريطانيا لإهدار مثل تلك الفرص واعتبارا لإرث الإخفاقات السابقة –وبوجه خاص نضالات كبرى منظمات أقصى اليسار. لكن الرغبة الملحة مازالت قائمة وتشكل أفضل فرصة أُتيحت منذ مدة طويلة.
ويبدو أن ثمة إجماعا حول وجوب أن تكون هذه التشكيلة الجديدة حزبا معاديا للتقشف، على يسار حزب العمال، وعريضا وتعدديا، دون هيمنة اي منظمة من أقصى اليسار بطريقة غير ديمقراطية. علاوة على ذلك، يلزم أن يكون هذا الحزب معتمدا على العضوية الفردية، وألا يشكل فيدرالية منظمات.
لم تُناقش بعدُ الإستراتجية الانتخابية، لكن جلي أن مقاربة التحالف النقابي والاشتراكي TUSC –القاضية بتعيين مرتجل لمرشحين في دوائر انتخابية دون عمل نضالي ميداني مسبق ودون القيام بأي نشاط في فترة ما بين الانتخابات- ستكون مرفوضة [التحالف النقابي والاشتراكي TUSC هي أحدث محاولة وحدوية، أطلقها عام 2011 الحزب الاشتراكي SPومركزية نقابية للنقل العمومي، وانضم إليها حزب العمال الاشتراكي SWP -هيئة التحرير].
لم يشارك حزب العمال الاشتراكي SWP ولا الحزب الاشتراكي SP في هذه المبادرة –ما عدا بضعة أشخاص على الصعيد المحلي. وليس ثمة أيضا قائد كبير كارزماتي. أكيد للغاية أن كين لوش سيواصل دعم المشروع، لكن دور «القائد العظيم» لعنة بالنسبة له. ليس ثمة شخصيات من حجم جورج غالوي أو تومي شيريدان [الشخصية العامة الرئيسة في الحزب الاشتراكي الاسكتلندي، وهو مبادرة توحيد لليسار في اسكتلندا، شهد نجاحا باهرا في أواسط سنوات 2000 قبل أن يتفجر بسبب الصعوبات الناجمة عن تصرفات شيريدان إزاء نشر الصحافة فضائح حول حياته الخاصة- هيئة التحرير]. قد يشكل هكذا غياب شخصيات بارزة عقبة لما يتعلق الأمر بالانتخابات، لكنه ينطوي على جانب ايجابي، نظرا لما سببت تلك الشخصيات من أضرار في الماضي القريب.
يعني هذا وجوب بناء الحزب ذاته لسمعته الخاصة بعمله وبما سيحقق من نتائج .
نحو تجميع بأقصى اليسار
بدأ أول تطور ايجابي فيما يتعلق بوحدة أقصى اليسار مع تشكيل المبادرة المعادية للرأسمالية ACI في نيسان/أبريل من العام الفارط، باقتراح من مناضلين قطعوا مع المجموعة الصغيرة التروتسكية السلطة العمالية Workers Power، ومن منشقين سابقا عن المجموعة ذاتها وأشخاص متحدرين من أوساط مستقلة وبديلة. وفي نهاية العام الفارط، أطلقت المبادرة المعادية للرأسمالية ACI دعوة من أجل تأسيس نوع من منظمة أقصى اليسار أكثر انفتاحا وأكثر ديمقراطية. نشر مفكران في حزب المبادرة المعادية للرأسمالية، وهما لوك كوبر وسيمون هاردي كتابا بعنوان: ما بعد الرأسمالية؟ مستقبل السياسة الراديكالية» دفاعا عن تلك المقاربة.
كان ذلك الكتاب قطيعة صريحة مع ماض عصبوي/ ونحن ملتزمون بقوة قدر الإمكان بمباشرة نقاشات ولقاءات عامة مع المبادرة المعادية للرأسمالية ACI في لندن، ومانشستر وأماكن أخرى تتواجد بها مجموعتينا معا. اشتغلنا معهم منذ أولى خطوات left unity، حتى قبل مبادرة كين لوش، وواصلنا الاشتغال معهم في هذا الإطار منذ ذلك الحين.
حدث التطور الثاني لما انفجرت الأزمة في حزب العمال الاشتراكي SWP (أو مرحلة جديدة من هذه الأزمة) علانية في كانون الثاني/يناير من هذا العام في المؤتمر السنوي لهذا الحزب. جرى نقاش كبير – باتت خطوطه العريضة معروفة الآن بشكل جيد- بخصوص الطريقة التي تمت بها معالجة (أو عدم معالجة) اتهامات بالتحرش الجنسي ضد قائد بارز في الحزب.
كان بعض أعضاء حزب العمال الاشتراكي SWP قد طُردوا قبل هذا المؤتمر بتهمة السعي إلى تشكيل تكتل. وبعد وقت وجيز من المؤتمر، قدمت مجموعة تناهز 200 عضو بحزب العمال الاشتراكي SW استقالتها من المنظمة بسبب الخلاف حول طريقة دفاع قيادة الحزب عن موقفها بشأن تلك المسألة [ تهمة التحرش الجنسي-المترجم] والأساليب السياسية المستعملة لذلك. قاموا بتأسيس الشبكة الاشتراكية العالمية ISN التي عقدت لقاءها الأول على الصعيد الوطني يوم 13 نيسان/أبريل ودعوا منظمة المقاومة الاشتراكية SR وكذلك المبادرة المعادية للرأسمالية ACI للحضور بصفة ملاحِظَين وتقديم وجهات نظرهما.
أيا كانت طريقة تحليل تراجع حزب العمال الاشتراكي SWP، الذي مثل مدة طويلة قوة رئيسية يسارية، غيرت هذه الأزمة كثيرا مشهد أقصى اليسار، وفتحت به فضاء جديدا لإعادة تشكيل. في الواقع، جلي منذ البداية أن لهذه المجموعة الجديدة مقاربة مختلفة للغاية– بل حتى مختلفة بشكل مذهل- عن مقاربات من غادروا حزب العمال الاشتراكي SWP في السنوات الأخيرة. كان يسود في لقاء الشبكة الاشتراكية العالمية ISN جو بحث مشترك غير عصبوي بشكل لافت للنظر ومنفتح على الخارج.
كانت المقاربة المفضلة في ذلك اللقاء السير نحو بناء نموذج تنظيم لأقصى اليسار أكثر انفتاحا وديمقراطية إلى حد كبير. أكيد أنهم قرروا خلق منظمة/تنسيق جديدة، لكن بغية تجميع أقصى اليسار، والمنظمات التي كانت مستهدفة في هذا الصدد هي المقاومة الاشتراكية SR والمبادرة المعادية للرأسمالية ACI. وصرح متحدثون عديدون، أنه إذا لم يتحقق هذا التجميع في غضون سنة، فسيعني فشل مشروعهم.
أعرب المشاركون في اللقاء أيضا عن دعم قوي لمبادرة كين لوش، التي اعتبرها معظم المتحدثين تطورا متميزا، ولكنه هام في الآن ذاته.
انعقد اجتماع نساء على حدة للمناقشة، وقدمن فيما بعد تقريرا عن ذلك أمام المجلس وطرحن اقتراحات نظامية خاصة بحماية النساء وبكيفية معالجة هذه المسألة بطريقة مختلفة للغاية عن طريقة حزب العمال الاشتراكي SWP.
تم انتخاب مجموعة إشراف تضم النساء بنسبة 50%. وتتمثل إحدى مهامها في تنظيم «حفل سياسي» [نقاشات سياسية، وورشات تكوين، وأنشطة ثقافية،... على منوال ما ينظمه حزب العمال الاشتراكي كل صيف تحت اسم «الماركسية»-هيئة التحرير] السنة المقبلة والعمل على مباشرة منظمة المقاومة الاشتراكية SR والمبادرة المعادية للرأسمالية ACI لاشراكهما في تنظيم ذلك].
يعتقدون أن أزمة حزب العمال الاشتراكي SWP متواصلة، وينتظرون مغادرة مجموعات جديدة لهذا الحزب في ظروف شبيهة لظروفهم. وبالفعل منذ بضعة أيام، قدم أكبر فرع طلابي لحزب العمال الاشتراكي SWP [فرع مانشستر] استقالته وتمنى هو أيضا، تأسيس نموذج سياسي خاص بأقصى اليسار، بعيدا عن قوقعة تقاليد حزب العمال الاشتراكي SWP.
لما قَدمتُ تحيات منظمة المقاومة الاشتراكية SR في لقاء تأسيس الشبكة الاشتراكية العالمية ISN، تلقيت بترحيب حار جدا منهجيتهم، وصرحت أنه، فيما يتعلق بنا، لا نرى سببا لاستمرار المنظمات الثلاث –الشبكة الاشتراكية العالمية والمبادرة المعادية للرأسمالية ونحن- منفصلة، وأننا مع توحيدها، في المديين القصير أو المتوسط، في منظمة واحدة.
وبصدفة سعيدة، انعقد مؤتمر منظمتنا - المقاومة الاشتراكية SR - نهاية الأسبوع التالي، يومي 20 و21 نيسان/أبريل. وضعنا هذه التطورات الجديدة –مبادرة كين لوش وإمكانات تجميع أقصى اليسار- في مركز اهتمامات المؤتمر، وصادقنا على مقررات لصالح مشاركة كاملة في كلتيهما.
أثار الرفاق مدى إمكانية، في حال سير الامور على ما يرام على المسارين (الحزب العريض وتجميع اقصى اليسار)، اشتغال منظمة اقصى يسار جديدة بطريقة منظمة داخل حزب عريض جديد لمباشرة مسألة تمثيل الطبقة العاملة.
كانت المبادرة الاشتراكية ACI والشبكة الاشتراكية العالمية ISN حاضرتين في مؤتمرنا وقدمتا فيه تحياتهما. كانتا ايجابيتان إزاء أفق تجميع قوانا الثلاث. علاوة على ذلك قدمت كيت هدسون، إحدى منظٍّمات Left Unity ، تحيات هذه المبادرة ورحبت بمشاركة منظمة المقاومة الاشتراكية SR في هذه الأخيرة.
فيما يتعلق بوحدة أقصى اليسار، تم تلخيص وجهة نظر المؤتمر من قبل رفيق صرح بأنه إذا ما بقينا على هذه الحال حتى نهاية العام القادم فسيعنى ذلك أننا فشلنا.
منذ مؤتمرنا، تقدمت الأمور باقتراح عقد لقاء أولي لمناقشة التجميع يوم 12 أيار/مايو –يعني غداة اللقاء الأول الوطني لـ Left Unity.
كل ذلك يعبر عن تغير عميق داخل أقصى اليسار بانجلترا، مازال حجمه غير واضح. لكن جلي أن الأمور قد تبدو، في الفترة ذاتها من السنة المقبلة، مختلفة للغاية لأقصى اليسار.
لن يكون أي شيء من ذلك يسيرا، وبوجه خاص تأسيس حزب عريض بعد التأثير السلبي لمختلف المبادرات التي شهدها التاريخ الحديث. بيد أن منظمة المقاومة الاشتراكية SR منخرطة كليا في المشروعين وسوف نبذل قصارنا كي يُكللا بالنجاح.
لندن ، 4 مايو 2013
ألان ثورنيت
نشر بالانجليزية في موقع Viewpoint
ترجمه إلى الفرنسية جون بيلتييه ونشر في مجلة الأممية الرابعة- انبركور العدد 594 - شهر يونيو 2013
تعريب : المناضل-ة
ألان ثورنيت : عامل متقاعد بقطاع صناعة السيارات، عضو قيادة منظمة المقاومة الاشتراكية (فرع الأممية الرابعة ببريطانيا) و عضو المكتب التنفيذي للاممية الرابعة
#ألان_ثورنيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
«المحكمة العسكرية» تحبس 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ«حق ال
...
-
منظمات دولية تدعو السلطات المصرية للإفراج عن أشرف عمر
-
متضامنون مع الصيادين في «البرلس» و«عزبة البرج» الممنوعون من
...
-
تأييد حكم حبس الطنطاوي وأبو الديار عقابًا على منافسة السيسي
...
-
متضامنون مع “رشا عزب”.. لا للتهديدات الأمنية.. لا لترهيب الص
...
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
المزيد.....
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|