|
هو وهى والزمان
حمدى السعيد سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 02:17
المحور:
الادب والفن
صورتها غائمة ...مضطربة متداخلة الظلال والألوان .... فحينما أنظر اليها من جانبها المضىء استريح جدا ....وحينما انظر اليها من جانبها المعتم الغامض اتوجس خيفة !!... انها جنية من جنيات الاساطير !!...ولكنها جنية مودرن !!! تلبس الجينز وتستطيع قيادة السيارة والسفر بمفردها الى أى مكان فى العالم !!...هى من ذلك النوع من النساء الذى يحرق مدينة باكملها لتشعل سيجارة !!!...
انه غرور الانثى الجميلة ..المثيرة ... الصارمة ...لديها غرور يبتلع اوسع البحار واعمقها واخطرها !!.. لديها غرور يستفز معظم الرجال !! لذلك اضافوا جسدها الى قائمة أطعمتهم !!!.. فتصور الاثرياء انهم يستطيعون التهامها بالمايونيز !!! وتصور الشباب أنها قطعة من الهامبورجر فى حاجة الى قليل من الكاتشب !!! ..لكنهم لايعرفون اسرار تلك المرأة الرائعة الجمال ولا كيف يتعاملون معها !!!..
انها صارمة فى ادارة ماكينة جسدها الذى لايطاوعها ويتمرد على تلك الصرامة من خلال آلام الظهر !!...وكأن الجسد سيارة ....انها سحر يحول لسانك الى حجر !!!....انها تخشى الحب لانها تخشى أن توقع كمبيالة بالعبودية لرجل يعلبها وينهب ثرواتها الجسدية والعقلية !!!... انها تخشى الحب حتى لايستعمرها رجل !!.. او يذبحها ويسلخ جلدها ويسحبها الى فراش من المسامير !!!...ولأنها امرأة تحمل رائحة الزبد الفلاحى ونعومته ودسامته وبراءته !! لكنها تعيش فى عالم مبهر ...ساخن ومتوتر يحطم الايقاعات البطيئة ... ويجبر الابرياء على الالوان الفاقعة والتصرفات الحمقاء المؤلمة والسرعة الجنونية ...
لذلك من تجاربها السابقة اصابها مرض الشك أو الوسواس القهرى ... والوسواس القهرى مرض نفسى لاعقلى ... يتغلغل الى الداخل بسبب سيطرة الافكار المريضة والخاطئة ... وهى سيطرة قد تؤدى الى الجنون !!..فممكن ان تتصور امرأة متعلمة حاصلة على الدكتوراة مثلا فى الفيزياء أنها لو صافحت رجلا ستصبح حبلى منه !!!.. لذلك فهى تسارع الى غسل يدها دائما وفورا ....
هذه الحالة التى لديها من حالات الوسواس القهرى لانها تشك وتتوجس خيفة من الحب وتشكك فى حبيبها باستمرار لمجرد أن له ماض غير مشرف قد اعترف به لها !!! فقالت له : أنا أمك التى تمسح اخطائك وتغفرها لك !!.. فأنت ابنى وفلذة قلبى وتوأم روحى !!... لقد أدمنت الوسواس القهرى وانعكس ذلك على علاقتها بحبيبها !!!..وانهارت علاقتهما !!..ونست انها كانت له أما ... ووعدته بالغفران والمسامحة !!!...وهجرت حبيبها وهى تظن أن ذلك سيؤلمه !!..
ولكنها نسيت انه رجل قوى قادر على أن ينقل الجبال والبحار والحكومات من مكانها ... كما أنه قادر ذو مقدرة عجيبة على أن يفتح ثقبا فى جدار الأسمنت الذى هو حياتنا !!... ولدية موهبة وبراعة على تخليصنا نهائيا من جاذبية الارض ومن ضغط أفكارنا وثيابنا التى نرتديها !!! انه المخلوق الوحيد على ظهر الكوكب الذى لدية عبقرية تجعلنا نصرخ أو ننتحر أو نكتب رسائل حب !!!....
عندما احبها رسمته من جديد وغيرت ملامحه ... واختارت لون عينيه ... وحددت طول قامته وعدد ضربات قلبه ... وخطوات مشيته وكثافة الدم فى عروقه !!!...لقد كانت تلك المرأة بالنسبة له جرعة حب حقيقية بعد أن جف فمه واشرف على الهلاك !!.. وتشققت شفتاه وتخشب قلبه !!! فانتفض كالعصفور ... بعد أن كان مذهولا كطفل فقد أمه فى شارع مزدحم !!... احبها وبوصلته مكسورة وأشرعته ممزقة ... واصابعه مبلوله من نجاسة مياة بحر الساقطات .... احبها وحريته مسلوبة ونظام حياته اصابه الخلل والعطب !!!...
احبها وجسده مشتعل بالأثارة مثل لفافة تبغ مشتعلة !!.. وعندما قرر أن يلقى بنفسه فى مياه بحرها أكتشف أنه لايعرف السباحة ولا فن العوم !!.. وهى احبته حتى الثمالة رغم انها عاشت عدة تجارب عاطفية حادة وفاشلة !!.. فالحب هو الحب والمرأة هى المرأة حتى لو كانت فى كل تجربة حب عاشتها قد اخذت صورة مختلفة او سوداوية عن الحب !!!.. فالحب العظيم هو الذى يلقى بنفسه فى البحر بدون طوق نجاة او أى حسابات !!... ورغم الحبل الكبير والعظيم بينهما هجرته وعاشت داخل نفسها وبين ظلمات الجسد وكهوفه كان تهرب من الناس حتى لايراها أحد منهارة او شاحبة !!.. ونسيت انها أحبت رجلا سفينته فى حاجة الى مرفأ !!... ونسيت انها احبت رجلا يمشى على اطراف اصابعه ليتفادى الالغام المزروعة فى طريقه !!!.. ونسيت انها أحبت رجلا احترقت اصابعه وهى تمسك بالشمس !!!... ونسيت أنها احبت رجلا عبقريته على سن قلمه !!...
لذلك مسحت جبينه وهدأت من روعه لقد كان يعيش فى أحدى نوبات الفشل العاطفى عندما تعرف عليها كسرت زجاج قلبه !!! لقد نزل حبها عليه كالصاعقة !! وهى المرة الأولى التى يشعر فيها بالحب !!! ولكنه فشلت معه لانها تصورت أن جسدها أذكى من عقل الرجل !!! لذلك خسرته بعد أن تسلل الى عقلها ومن عقلها الى جسدها بعد أن راوغته كثيرا !!!..من خلال تغطية اهدافها بطبقة من كريمة الكلمات !!!...
لابد من الفلسفة احيانا خاصة عندما نعجز عن فهم امرأة ما !!...انها امرأة فى اعماقها شوق طفولى دائم للبكاء ..لكنه بكاء بلا دموع !!.. الدموع تنهمر فى داخلها فتملأ مغارات الحزن فى قلبها فتهدد القلب بالموت غرقا أو الموت حزنا أو اختناقا !!... رغم أن نهديها خنجران يرشقان فى عينى من ينظر اليهما !!! فهى امرأة تنخلع مسامير الرجال من أجسامهم بمجرد رؤيتها !!!...دموعها مثل الشمع والحرير .... هل سيجود الزمان عليهما بأن يظلا عاشقين حبيبين كما خططا فى أول لقاء ... أم ان القصة قد انتهت ولا مجال للرجوع ...
حمدى السعيد سالم
#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحليل جيوبوليتيكي استراتيجي للأزمة السورية
-
ارحلى ..
-
كشف المستور عن مؤامرة الربيع العربى
-
يا توكل كرمان او ( تبول خرمان ) قبل ما تنصحى غيرك انصحى نفسك
-
الواقع فشخ الخيال فى علاقة اوباما بالاخوان
-
نظرية الدومينو السياسية تعكس عمق مخاوف اوردوغان من العسكر ال
...
-
يا اوردوغان : خليك فى حالك!!
-
امريكا هى الدولة الراعية للاخوان
-
اسماء محفوظ العميلة جنت ثمار الثورة المصرية ودماء الشهداء
-
السيسى اخرج الاخوان من المشهد السياسى بالضربة القاضية
-
كبريائى
-
هل للحب وجود ؟؟؟
-
كل عام وانت حبيبتى
-
هل أتاك حديث البرادعى عميل الامريكان؟!!
-
تباريح حبى ...
-
اللبؤة التى قامت تعجن خروج آمن لقادة الاخوان في البدرية
-
حبيبتى من تكون ؟؟
-
أنا مع الجيش المصرى فى حربه ضد الارهاب الاخوانى
-
تسلم الايادى ... ياسيسى يا أبن بلادى
-
التنظيم الخاص السرى الاخوانى من الداخل
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|