محمد هاكوهين
الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 19:52
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
إنها قصة من أهم القصص في تاريخ الإنسانية, والتي تتجلى بها أسمى طاقات الطاعة والإخلاص من عبدين مصطفين مختارين لله رب العالمين.
إبراهيم عليه السلام أبو الأمم الموحد بالله سبحانه المهاجر الصابر و إبنه إسحاق المبشر به لأبيه بشرتين بشرة وهبته على كبر أبيه إبراهيم وامه سارة عليهم السلام و بشرة أبيه باستحقاق ابنه للنبوة جزاء لحلمه وصبره على الابتلاء.
ولأن تمام الفهم للقصص القرآني يلزمه النظر و التدبر في التوراة إيمانا بها و بكل الكتب السماوية, ومصداقا لقوله سبحانه: والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون, أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون.
هي القصة الايمانية التاريخية الجغرافية التي اختلف عليها الأمم على جبل موريا أورشليم القدس.
يرى إبراهيم عليه السلام رؤية في المنام انه يذبح إبنه إسحاق و يعلم انه أمر من الله سبحانه واجب الطاعة فيعد عدته و يأخذ ابنه حبيبه الى جبل موريا و يبني المذبح في نفس المكان الذي بني به مذبح قربان هابيل و هو نفس المكان الذي بنى به نوح عليه السلام.
المذبح في قمة جبل موريا أورشليم القدس في إسرائيل, المكان الطاهر المبارك الذي بناه الأنبياء و الصالحين من قبل.
المذبح هو بنفس المكان في قلب بيت الله كما بناه سيدنا سليمان عليه السلام وكما بناه الملك داوود من قبل.
سوف نستعرض نصوص التوراة و القرآن, و بعض تفاسير القرآن و أوجه الاختلاف و التناقض في التفاسير ثم بيان اللسان العربي و مقاييس اللغة وإحقاق الحق و رؤية اللطائف.
نصوص التوراة:
1- وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم, فقال له يا إبراهيم فقال: هاأنذا
2- فقال خذ ابنك وحيدك, الذي تحبه إسحاق, واذهب الى أرض الموريا واصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك.
3- فبكر إبراهيم صباحا وشد حماره, واخذ اثنين من غلمانه معه, وإسحاق ابنه, وشقق حطبا للمحرقة وذهب الى الموضع الذي قال له الله.
4- وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيد.
5- فقال إبراهيم لغلاميه اجلسا أنتما ههنا مع الحمار, وأما أنا والغلام فنذهب الى هناك ونسجد, ثم نرجع إليكما
6- فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحاق ابنه, وأخذ بيده النار و السكين, فذهبا كلاهما معا.
7- وكلم إسحاق إبراهيم أباه وقال: يا أبي فقال: هاأنذا يا إبني فقال: هوذا النار والحطب ولكن أين الخروف للمحرقة.
8- فقال إبراهيم: الله يرى له الخروف للمحرقة ياابني, فذهبا كلاهما معا.
9- فلما أتيا الى الموضع الذي قال له الله, بنى هناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب وربط إسحاق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب
10- ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح إبنه.
11- فناداه ملاك الرب من السماء وقال: إبراهيم إبراهيم, فقال: هاأنذا
12- فقال: لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا, لأني الأن علمت أنك خائف الله, فلم تمسك ابنك وحيدك على
13- فرفع إبراهيم عينيه ونظر, وإذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه, فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه
14- فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه, حتى أنه يقال اليوم: في جبل الرب يرى.
نصوص القرآن:
قال تعالى: " قال إني ذاهب إلى ربي سيهدين, رب هب لي من الصالحين, فبشرناه بغلام حليم, فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا آبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين, فلما أسلما وتله للجبين, ونادينه أن يا إبراهيم, قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين, إن هذا لهو البلاء المبين, وفديناه بذبح عظيم, وتركنا عليه في الآخرين, سلام على إبراهيم, كذلك نجزي المحسنين, إنه من عبادنا المؤمنين, وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين, وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين" الصافات 99:113 – 37
تفاسير القرآن:
لم أر اختلاف بين المفسرين كمثل هذا الاختلاف في أيهم الذبيح اهو إسحاق أم إسماعيل, حتى إن من المفسرين يستدل بقول أحد الصحابة أو التابعين في موضع و يأتي مفسر أخر يستدل بنفس الشخصيات في الرآي النقيض, مثلا ذكر ابن الجوزي في كتابه زاد المسير في علم التفسير أن أبي هريرة ممن قالوا بأن الذبيح هو إسحاق, في حين ذكر القرطبي في كتابه التفسير الجامع لأحكام القرآن أن أبي هريرة ممن قالوا بأن الذبيح هو إسماعيل.
إن هذا الاختلاف المتناقض يدل على الفوضى , لا هم ردوا الخبر للكتب السابقة كما بين الله أن بها الهدى , ولا هم أعملوا العقل و المنطق في فهم آيات القرآن حيث ادعوا أن الذبيح المفدى قد يكون هو إسماعيل, بالرغم عن أن اسم اسماعيل لم يذكر ابدا في سورة الصافات و هي السورة الوحيدة التي ذكرت قصة الذبيح المفدى , وبل على العكس أن آيات الصافات ذكرت أنه إسحاق و بشرت به إبراهيم مرتين بأنه سيرزق بغلام صالح و الاخرى بأنه يكون نبيا بعد أن تجاوز الاختبار.
من الذي قام باختلاق هذا الكذب و لماذا؟ هل لأغراض سياسية تم تزوير الحقيقة؟
على العرب و المسلمون ان يجددوا فقههم بداية من الايمان بكتب الله التي أنزلت من قبل مرورا بقصة الذبيح المفدى وأنه هو إسحاق عليه السلام, والكثير من الامور التي أضحت بالمسلمين يعيشون في ظلمات كثيفة.
ولأن البعد عن الايمان بالكتب التي أنزلت من قبل وهو شرط أصيل في أصول الفقه لم يعتبر به المفسرون , فقد وقعوا في مشكلة معضلة في الفهم يستحيل عليها الاجماع حسب أصول فقههم بل هي حالة ليست لتأصيل الفهم و إنما هي الفوضى, فلنر ما نقله المفسرون من كثير من الشخصيات وكم الاختلاف و التناقض في هذه القصة المهمة جدا.
تفسير الجامع لأحكام القرآن , المؤلف :القرطبي تاريخ 671 هـ
وٱ-;-ختلف العلماء في المأمور بذبحه. فقال أكثرهم: الذبيح إسحاق. وممن قال بذلك العباس بن عبد المطلب وٱ-;-بنه عبد اللّه وهو الصحيح عنه. روى الثوريّ وٱ-;-بن جريج يرفعانه إلى ٱ-;-بن عباس قال: الذبيح إسحاق. وهو الصحيح عن عبد اللّه بن مسعود أن رجلاً قال له: يا بن الأشياخ الكرام. فقال عبد اللّه: ذلك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح اللّه بن إبراهيم خليل اللّه صلى اللّه عليهم وسلم ـ. وقد روى حماد بن زيد يرفعه إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: " إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلى الله عليه وسلم " وروى أبو الزبير عن جابر قال: الذبيح إسحاق. وذلك مروي أيضاً عن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه. وعن عبد اللّه بن عمر: أن الذبيح إسحاق. وهو قول عمر رضي اللّه عنه. فهؤلاء سبعة من الصحابة. وقال به من التابعين وغيرهم عَلْقَمة والشّعبي ومجاهد وسعيد بن جُبير وكعب الأحبار وقتادة ومسروق وعِكرمة والقاسم بن أبي بَزَّة وعطاء ومقاتل وعبد الرحمن بن سابط والزهريّ والسديّ وعبد اللّه بن أبي الهذيل ومالك بن أنس، كلهم قالوا: الذبيح إسحاق. وعليه أهل الكتابين اليهود والنصارى، واختاره غير واحد منهم النحاس والطبري وغيرهما. قال سعيد بن جبير: أُرِيَ إبراهيمُ ذبح إسحاق في المنام، فسار به مسيرة شهر في غداة واحدة، حتى أتى به المنحر من مِنىً؛ فلما صرف اللّه عنه الذبح وأمره أن يذبح الكبش فذبحه، وسار به مسيرة شهر في رَوْحة واحدة طويت له الأودية والجبال. وهذا القول أقوى في النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين.
وقال آخرون: هو إسماعيل. وممن قال ذلك أبو هريرة وأبو الطفيل عامر بن واثلة. وروي ذلك عن ٱ-;-بن عمر وٱ-;-بن عباس أيضاً، ومن التابعين سعيد بن المسيّب والشّعبي ويوسف بن مِهْران ومجاهد والربيع بن أنس ومحمد بن كعب القُرَظيّ والكلبي وعلقمة.
تفسير جامع البيان في تفسير القرآن المؤلف: الطبري تاريخ 310 هـ
وقوله: { وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيـمٍ } يقول: وفدينا إسحاق بذبح عظيـم، والفدية: الـجزاء، يقول: جزيناه بأن جعلنا مكان ذبحه ذبح كبش عظيـم، وأنقذناه من الذبح.
واختلف أهل التأويـل فـي الـمفديّ من الذبح من ابنـي إبراهيـم، فقال بعضهم: هو إسحاق. ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا ابن يـمان، عن مبـارك، عن الـحسن، عن الأحنف بن قـيس، عن العبـاس بن عبد الـمطلب { وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيـمٍ } قال: هو إسحاق.
حدثنـي الـحسين بن يزيد بن إسحاق، قال: ثنا ابن إدريس، عن داود، بن أبـي هند، عن عكرمة، عن ابن عبـاس، قال: الذي أُمِر بذبحه إبراهيـم هو إسحاق.
حدثنا ابن الـمثنى، قال: ثنا ابن أبـي عديّ، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عبـاس { وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيـمٍ } قال: هو إسحاق.
حدثنـي يعقوب، قال: ثنا ابن علـية، عن داود، عن عكرمة، قال: قال ابن عبـاس: الذبـيح إسحاق.
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا زيد بن حبـاب، عن الـحسن بن دينار، عن علـيّ بن زيد بن جُدْعان، عن الـحسن، عن الأحنف بن قـيس، عن العبـاس بن عبد الـمطلب، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم فـي حديث ذكره، قال: «هو إسحاق».
حدثنا ابن الـمثنى، قال: ثنا مـحمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبـي إسحاق، عن أبـي الأحوص، قال: افتـخر رجل عند ابن مسعود، فقال: أنا فلان ابن فلان ابن الأشياخ الكرام، فقال عبد الله: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبـيح الله ابن إبراهيـم خـلـيـل الله.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا إبراهيـم بن الـمختار، قال: ثنا مـحمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبـي بكر، عن الزهري، عن العلاء بن حارثة الثقـفـي، عن أبـي هريرة، عن كعب فـي قوله: { وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيـمٍ } قال: من ابنه إسحاق.
حدثنـي يعقوب، قال: ثنا هشيـم، قال: ثنا زكريا وشعبة، عن ابن إسحاق، عن مسروق، فـي قوله: { وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيـمٍ } قال: هو إسحاق.
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يـمان، عن سفـيان، عن زيد بن أسلـم، عن عبـيد بن عمير، قال: هو إسحاق.
حدثنا عمرو بن علـيّ، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا سفـيان، عن زيد بن أسلـم، عن عبد الله بن عمير قال: قال موسى: يا ربّ يقولون يا إله إبراهيـم وإسحاق ويعقوب، فبـم قالوا ذلك؟ قال: إن إبراهيـم لـم يعدل بـي شيئاً قطّ إلا اختارنـي علـيه، وإن إسحاق جاد لـي بـالذبح، وهو بغير ذلك أجود، وإن يعقوب كلـما زدته بلاء زادنـي حسن ظنّ.
تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن المؤلف: الطبرسي تاريخ 548 هـ
واختلف العلماء في الذبيح على قولين أحدهما: أنه إسحاق وروي ذلك عن علي (ع) وابن مسعود وقتادة وسعيد بن جبير ومسروق وعكرمة وعطاء والزهري والسدي والجبائي.
والقول الآخر: أنه إسماعيل عن ابن عباس وابن عمر وسعيد بن المسيب والحسن والشعبي ومجاهد والربيع بن أنس والكلبي ومحمد بن كعب القرظي وكلا القولين قد رواه أصحابنا عن أئمتنا (ع) إلا أن الأظهر في الروايات أنه إسماعيل.
تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي تاريخ المحلي 864 هـ
وَفَدَيْنَٰ-;-هُ أي المأمور بذبحه، وهو إسماعيل، أو إسحاق: قولان
تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ)
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱ-;-لسَّعْىَ إلى الحج، ويقال: إلى الجبل { قَالَ } إبراهيم عليه السلام لابنه { يَٰ-;-بُنَىَّ إِنّى أَرَىٰ-;- فِى ٱ-;-لْمَنَامِ }
قال مقاتل: هو إسحاق، وقال الكلبي: هو إسماعيل،
وروى معمر عن الزهري، قال في قوله { فَبَشَّرْنَـٰ-;-هُ بِغُلَـٰ-;-مٍ حَلِيمٍ، فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱ-;-لسَّعْىَ } قال ابن عباس: هو إسماعيل، وكان ذلك بمنى، وقال كعب: هو إسحاق، وكان ذلك ببيت المقدس.
تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي ت 597 هـ
واختلفوا في الذَّبيح على قولين:
أحدهما: [أنه] إِسحاق، قاله عمر بن الخطاب، وعليّ بن أبي طالب، والعباس ابن عبد المطلب، وابن مسعود، وأبو موسى الأشعري، وأبو هريرة، وأنس، وكعب الأحبار، ووهب بن منبّه، [ومسروق]، وعبيد بن عُمير، والقاسم ابن أَبي بَزّة، ومقاتل بن سليمان، واختاره ابن جرير. وهؤلاء يقولون: كانت هذه القصة بالشام. وقيل: طويت له الأرضُ حتى حمله إلى المَنْحَر بمِنىً في ساعة.
والثاني: أنه إسماعيل، قاله ابن عمر، وعبد الله بن سلام، والحسن البصري، وسعيد بن المسيّب، والشعبي، ومجاهد، ويوسف بن مهران، وأبو صالح، ومحمد بن كعب القرظي، والربيع بن أنس، وعبد الرحمن بن سابط. واختلفت الرواية عن ابن عباس، فروى عنه عكرمة أنه إسحاق، وروى عنه عطاء، ومجاهد، والشعبي، وأبو الجوزاء، ويوسف بن مهران أنه إسماعيل، وروى عنه سعيد بن جبير كالقولين. وعن سعيد بن جبير، وعكرمة، والزهري، وقتادة، والسدي روايتان. وكذلك عن أحمد رضي الله عنه روايتان. ولكلِّ قومٍ حُجَّة ليس هذا موضعها، وأصحابنا ينصُرون القول الأول.
تفسير تفسير القرآن/ ابن عبد السلام تاريخ 660 هـ
بِغُلامٍ إسماعيل، أو إسحاق { حَلِيمٍ } وقور.
تبين مما سبق حالة الاختلاف الكبيرة والتضاد بين المفسرين و الصحابة و التابعين و الرواة على من هو الذبيح المفدى إسحاق أم إسماعيل عليهما السلام!
وكما علمنا أن الهدى في الايمان بالتوراة والقرآن.
1- في القرآن ذكرت قصة الذبيح المفدى مرة واحدة فقط و في سورة الصافات
2- قصة الذبيح المفدى لم يذكر بها اسم اسماعيل ابدا.
3- القصة بسورة الصافات في القرآن ذكرت أنه إسحاق مرتين, المرة الأولى عندما ذكرته ضمنيا أنه الغلام المبشر به, ولم يذكر القرآن البشارة بالغلام لسيدنا إبراهيم إلا لابنه إسحاق و قد وردت قصة البشارة بالغلام اسحاق في أكثر من مكان بالقرآن. و المرة الثانية بعد أن اجتازا هذان العبدان المخلصان الصابران هذا البلاء العظيم فكانت البشرى الثانية لابراهيم بأن يكون ابنه إسحاق نبيا جزاء له على صبره.
4- اشتراك التوراة و القرآن في الفاظ على نفس مستوى الجذر اللغوي العبري و العربي: وهو اسم المكان المقدس وموضع المذبح
المذبح هو السعي
تقول التوراة في سفر التكوين 22:9
فلما أتيا الى الموضع الذي قال له الله, بنى هناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب وربط إسحاق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب.
و في القرآن سورة الصافات 37:102
فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى, قال يا أب افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين.
و من معاني السعي في لسان العرب هو الضفر وهو البناء بحجارة بغير كلس ولا طين , والضفر في مقاييس اللغة: وهو ضم الشيء إلى الشيء نسجا أو غيره عريضا.
فالسعي المذكور في الأية السابقة هو المذبح الذي بين الله أن اسم المذبح مرتبط برؤية الله لهذا المكان الطاهر الذي شهد تقرب الانبياء و الصالحين فيه لله , أدم و إبراهيم وإسحاق و بناه الملك داوود و كان المذبح في قلب هيكل الملك سليمان من قبل.
تحت قبة الأرواح فوق جبل موريه
ومن اللطائف اشتراك اسم المذبح واسم المكان على مستوى الجذر اللغوي العبري و العربي
الجذر: يرى
الجبل: موريه
سفر التكوين 22:14
فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه, حتى انه يقال اليوم في جبل الرب يرى.
اسم ذلك الموضع: يهوه يرأه , جبل الرب يرى
سورة الصافات 37
فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى. 102
فانظر ماذا ترى. 102
قد صدقت الرؤيا 105
سورة النجم 53
أم لم ينبأ بما في صحف موسى و إبراهيم الذي وفى, ألا تزر وازرة وزر أخرى, وان ليس للإنسان إلا ما سعى, وأن سعيه سوف يرى 36-40
فلما بلغ معه السعي, وأن سعيه سوف يرى , فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه.
#محمد_هاكوهين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
