استقلال المرأه اقتصاديا ضروري ومهم

سناء بدري

الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 16:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

تناضل المرأه منذ سنوات في الوطن العربي لمساوتها بالرجل ومن اجل حقوقها المشروعه والتي هي ليست منه من الرجل بل حق طبيعي من المفروض ان لا تحارب من اجله .نحن نعلم ونعي اوضاعها في منطقتنا نتيجة الموروث الديني والتحريض المستمر من قبل المجتمع الذكوري والهيئات الدينيه والذين يحضون من كرامة وشخصية المرأه لتكريس هيمنة الرجل وامعانه في استغلالهاوتحقيرها واذلالها.لذا كان واجب على المرأه ان تتسلح بالعلم والمعرفه والثقافه.ونتيجة لذلك اتجهت الكثيرات للتحصيل العلمي لكي يكونوا مستقلات اقتصاديا يعتمدن على انفسهم و شريكا للرجل في تحمل اعباء الاسره الماديه وقادرين على اعانة ورفع مستوى العائلي ماديا ومعنويا.
تشير الاحصائات ان نسبة من يكملن تعليمهن من الاناث هي اضعاف الذكور وذلك بسب قدرتهن على التحمل اكثر من الرجل ونتيجة التصميم والاراده لكي يثبتن انفسهن في شتى المجالات العلميه.
نتيجه لما ذكر فقد تخرج اعداد كبيره من شتى التخصصات العلميه والادبيه فهناك الطبيبات والمهندسات والمحاميات ومن المؤكد كلنا يعلم انه هناك مئات التخصصات والتي في الكثير منها تفوقت المرأه على الرجل.
ان التسلح بالعلم يدفع المرأه للبحث عن وظيفه في مجال تخصصها والانخراط في العمل وهناك الكثير من المبدعات في مجالات العمل والمميزات.
نتيجة الكم الهائل من الخرجين والخريجات ونتيجة سياسات الحكومات والاوضاع التي افرزتها الثورات العربيه هناك الملاين من العاطلين عن العمل ونصيب الاناث هو الاكبر.
لو تخطينا فرص الحصول على وظيفه والشواغر التي تستطيع المرأه ملئها لوجدنا ان الكثيرات يقبلن بوظائف اقل شأنا من تحصيلهن العلمي وذلك نظرا للظروف والامكانيات وايضا التميز الذي يمارس تجاه المرأه للحصول على وظيفه.
الحصول على وظيفه وقبض راتب معناه استقلال المرأه ماديا واكتفائها اقتصاديا وهذا يجعلها تعتمد على نفسها وانها تستطيع اعالة نفسها وعائلتها بعيدا عن سلطة الرجل. او اذا تزوجت تستطيع معاونة الزوج في اعباء مصاريف ومعيشة الاسره.واذا حصل الطلاق فانها تستطيع اكمال مسيرة حياتها دون الاعتماد على الرجل ولو انه شرعا يجب ان تحصل على نفقه .
الاكتفاء الذاتي للمرأه اقتصاديا وعملها خارج نطاق البيت له اثار وتداعيات في مجتمعاتنا.منها انها تتحمل العمل خارج البيت وداخله وتتحمل اعباء تربية الاولاد وحدها اذا كان الزوج غير متفهما ويعلم ان الحياه الزوجيه هي شراكة يجب التعاون والمشاركه.
كثير من الازواج يشعرون بعقدة النقص اذا كان راتب الزوجه او وظيفتها اعلى منه منزلة.وهنا تحصل خلافات وتؤدي الى الطلاق في كثير من الحالات.
تواجه المرأه مقاومه ومكائد من قبل الرجل اذا كانت هي ربة العمل او مديره او مسؤولة للاقاع بها في الاخطاء بغية التخلص منها او اظهار ضعفها بالقياده وانها ليست جديره بالمنصب.
المرأه المتعلمه والعامله حظها من العنوسه كبيرا وذلك بسب عزوفها عن زواج من هم اقل منها علما او عزوف الرجال المتقدمين لطلب يدها على اساس تفوقها العلمي والوظيفي وهم اقل شأنا. رفض الكثير من الرجال عمل زوجاتهم المستقبليات لاعتقادهم ان عمل المرأه يحط من قدرهم ولا يستطيعون السيطره والهيمنه ولانهم يريدون جواري يقمون على خدمتهم وتلبية طلباتهم. انخراط الكثيرات في العمل لساعات طويله وتحت ضغوطات وعبئ المسؤوليه يجعل الكثيرات يتجاهلن موضوع الزواج.وهناك كثير من الرجال يضع شرط عدم عمل المرأه وهذا يتعلق بالمرأه اما القبول والزواج او رفض الزواج لان المكتوب يقرأ من عنوانه أي انه بعد الزواج سيتحكم الزوج بمفاصل الحياه الزوجيه وسيطبق مقولة الرجال قوامون على النساء.
لقد كان على المرأه الفلسطينيه ان تتحمل اعباء اعالة الاسره نتيجة ظروف الاحتلال ووجود اكثر من 12 الف سجين سياسي مما اضطرها للالتحاق بالعمل لانها المعيل الوحيد .تشير الاحصاءت ان اكثر من نصف مليون فلسطيني دخلوا السجون الاسرائيليه ولمدد مختلفه هذا عدا الشهداء.
لقد اوردت مثال الحاله الفلسطينيه لكن المرأه في العالم العربي اتجهت الى العلم والعمل لمساعدة الاسره والاستقلال المادي والاعتماد على النفس.فنحن نرى المرأه المتعلمه والعامله في اقطارنا العربيه ولو اختلفت النسب. في مصر والعراق وسوريا والاردن ولبنان ومن المؤكد في المغرب العربي. في تونس لربما وضعها متميزومتقدم ومازالت مثل بقية النساء تحارب وتناضل في سبيل استقلاها الذاتي الاقتصادي والثقافي.في تونس هناك فضائيه نسائيه ومساواة المرأه لربما الافضل ولو انه تراجع قليلا نتيجة المد الاصولي المتزمت وقيادة الاسلام السياسي.
رغم هلع وخوف الرجال ورفضهم لتعليم وعمل المرأه لانهم سيخروجون من تحت عباءة الرجل و السيطره الذكوريه يجب على المرأه ان تتسلح بالعلم والمعرفه عندها سيكون نضالها في الدفاع عن مكتسباتها وحقوقها اسهل وستختصر الطريق .
رغم واقعنا الاليم والمتشائم الا ان الامل والاماني والاحلام تتحقق اذا كان هناك مدافعا ومطالبا يسعى لتحقيقها.

#سناء_بدري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات