|
علاوي يقترح فرض حظر جوي على سوريا بدل ضربها
محمد ضياء عيسى العقابي
الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 16:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
علاوي يقترح فرض حظر جوي على سوريا بدل ضربها محمد ضياء عيسى العقابي ورد في الأخبار ما يلي: " قال رئيس القائمة العراقية أياد علاوي إن ضرب سوريا لا يُمثل حلا, حيث ينبغي بدلاً عنه فرض منطقة حظر جوي أو تعطيل نشاط مطاراتها.
وأضاف علاوي إنه ينبغي على روسيا المشاركة في إعادة عقد مؤتمر جنيف باستثناء الأسد وأولئك الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية." أقول: 1- إن روسيا، كما هو واضح للعيان، هي التي تلاحق أمريكا والمعارضة على ضرورة عقد مؤتمر جنيف2، علماً أن الحكومة السورية قد حددت وفدها المفاوض على عكس المعارضة المشتتة. 2- أصبح السيد أياد علاوي أكثر تأمركاً من الأمريكيين الذين وافقوا على مبدأ مشاركة الحكومة السورية برئيسها الأسد في مؤتمر جنيف2، وقام وزير خارجيتها جون كيري بالتحدث هاتفياً مع وزير خارجية سورية وليد المعلم. أما علاوي فيرفض ذلك للتأكيد على ولائه. 3- إن السيد أياد علاوي والطغمويين* الذين يقودهم بجميع أشكالهم وتلاوينهم من جماعته إلى جماعات السادة أسامة النجيفي وحيدر الملا وظافر العاني وسلمان الجميلي، دعموا النظام البعثي السوري عندما كان ماسكاً بتلابيب شعبه يحصي عليه الأنفاس كما كان يرعى ويدعم التفجيرات الإرهابية في العراق. ولكنهم سرعان ما إنقلبوا عليه عندما توقف النظام السوري عن دعم الإرهابيين في العراق لإنشغاله بمواجهة مؤامرة إسرائيلية أمريكية سعودية تركية قطرية، لا على النظام وحسب بل على الدولة السورية والجيش العربي السوري أساساً بهدف إنهاء محور الممانعة العربية. كان ذلك الإنقلاب ،بتقديري، تماشياً مع الموقف الأمريكي – الإسرائيلي وذيولهما في المنطقة أي السعودية وتركيا وقطر. 4- إن موقف علاوي، في تصريحه هذا، دليل على ما قلتُه، من قبل، من أن الطغمويين هبوا لفترة وجيزة يدعمون الثورة المسلحة ظناً منهم بأن التدخل العسكري الأمريكي قادم لا محالة قياساً على الحالة الليبية؛ ثم سكتوا عن التحريض والدعم العلني لا لحرصهم على الوقوف بوجه المؤامرة بل لأن التدخل الأمريكي بات بعيداً ولأن النظام البعثي السوري هددهم بفضح كل نشاطهم الداعم للإرهاب في العراق منذ 2003، وهذا هو الأهم.
أما اليوم فتصاعد، ثانيةً، منسوب الثقة لدى السيد علاوي ورفاقه من أن النظام السوري زائل بلا جدال بعد التهديد الأمريكي بتوجيه ضربة عسكرية، لكنهم لم يفقهوا كونها محدودةً تخدم أهدافاً تكتيكيةً ثانويةً وهذا ما يسمح به التوازن الستراتيجي الدولي في المنطقة والعالم. على وهم هذا الجهل إنطلق اللسان الحبيس للسيد علاوي، فأطلق تصريحه الذي نحن بصدده. 5- إن مقترح السيد علاوي بفرض حظر جوي على سوريا هو أشد فتكاً بالجيش السوري من الضربة المحدودة التي يريد الرئيس أوباما توجيهها لسوريا مع الضمان الذي أعلنه، أوباما، بعدم إستهداف الحكومة السورية وعدم الإخلال بالتوازن الداخلي القائم. للعلم إن مقترح علاوي رفض من قبل الحلف الأطلسي منذ الأيام الأولى لإندلاع القتال في سوريا إذ صرح أمين عام الحلف السيد راسموسن وكذلك قادة البنتاغون بأن سوريا تختلف عن غيرها حيث أن الدفاعات الأرضية السورية قوية جداً وأن أي قصف للقوات على الأرضية سيتسبب بضحايا كثيرين وقد تسقط، جراءه، "بعض طائراتنا وقد يضطرنا إلى التدخل على الأرض وهذا أمر خطير لا نريده". لم يفصّل راسموسن مصدر الخطورة لأنه لم يرد أن يقول "إن ذلك محظور علينا روسياً". كان هذا الحال قبل إستلام سوريا لصواريخ أرض - جو (س - 300) الروسية ذات الفاعلية العالية ضد الطائرات، فما بالك الآن؟ 6- إجمالاً، فإن مقترح السيد علاوي بفرض حظر جوي على سوريا هو تأكيد من جانبه لإمريكا وإسرائيل وذيولهما في المنطقة بإستعداده لمواصلة تنفيذ الصفقة المختمرة منذ مدة معهما وهي تمكينه من الوصول للسلطة مقابل دعم الجهد الرامي إلى إسقاط النظام السوري وشن حرب على إيران لتتسلل أمريكا وإسرائيل تحت جناحها لضرب المفاعلات النووية هناك، حيث أن الخبراء العسكريين الأمريكيين أصروا على عدم جدوى ضربها من بعيد بالطائرات أو بالصواريخ بعيدة أو متوسطة المدى؛ وكذلك لتقديم النفط العراقي للشركات الأحتكارية التي تصر على التعاقد وفق مبدأ "المشاركة في الإنتاج" الذي يوفر لها ربحاُ مقداره (22-25) دولاراً للبرميل الواحد؛ بينما تحصل الشركات التي تعاقدت معها الحكومة العراقية وفق مبدأ "عقود خدمة" في جولات التراخيص الشفافة على ربح مقداره دولار واحد فقط للبرميل(2).
[للعلم فإن الطغمويين في مجلس النواب (وللأسف بدعم الصدريين والمجلس الأعلى) حاولا إيقاف جولات التراخيص بحجة وجوب موافقة مجلس النواب عليها ولكن السيد المالكي والدكتور الشهرستاني تحديا تلك الإعتراضات وإلا لكان مصيرها كمصير مشروع قانون البنى التحتية الذي أجهزوا عليه في مجلس النواب. وبالمناسبة، لولا جولات التراخيص التي أجرتها الحكومة العراقية والتي أدت إلى رفع الإنتاج النفطي للعراق، لأصبح حال الشعب العراقي المعاشية مأساوياً في ظروف الأزمة الإقتصادية العالمية الخانقة التي ضربت الإقتصاد العالمي خلال السنين الأخيرة.] خلاصة: أولاً: إن موقف الطغمويين من القضية السورية يثبت ما طرحتُه في الهامش (1) أدناه حيث قلت إن الطغمويين البعثيين والقوميين في العراق وعلى طول سنيّ عملهم السياسي منذ أربعينيات القرن الماضي ولحد الآن، أخضعوا الشعارات القومية الرفيعة كالوحدة العربية وتحرير فلسطين لمصالحهم الطغموية الطبقية المتمثلة بإستلاب السلطة من الشعب والهيمنة على منافع البلد المادية والمعنوية. فلم يكونوا حقاً مخلصين لهذه الشعارات بل كانوا يستفيدون منها للتسلق إلى السلطة. اليوم يصطفون إلى جانب أمريكا وإسرائيل والسعودية وتركيا وقطر ضد سوريا وحزب الله وهما والفلسطينيون يشكلون آخر معاقل الممانعة العربية، وضد إيران المناصرة للقضية الفلسطينية بنزاهة. هل يصدق أحد أن عراقياً ذا شيء من الضمير يلوم العراق على سوء العلاقة مع النظام السعودي ويستسخف حتى التقارير الأمريكية السرية التي تشير إلى تورط السعودية في الإرهاب ضد العراق؟ هذا ما فعلته النائبة الدكتورة ندى الجبوري نيابة عن إئتلاف العراقية الطغموي(3). ثانياً: لو كان السيد أياد علاوي مخلصاً للمصلحتين الوطنية العراقية والقومية العربية لأعلن دعمه للمبادرة المتسمة بروح المسؤولية القومية والوطنية التي طرحها رئيس الوزراء السيد نوري المالكي قبل يومين. ثالثاً: أما يعلم السيد أياد علاوي أن مقترحه بفرض حظر جوي على سوريا يعني الإنتصار لجبهة النصرة ولدولة العراق والشام الإسلامية وغيرهما من التنظيمات التكفيرية؟ أم هل يريد أن يضحك علينا كما حاول جون كيري الضحك على الجمهور والكونغرس الأمريكي فأطلق كلاماً غير دقيق عن هذه التنظيمات وقلل من شأنها وخطرها حتى أن الرئيس بوتين قد وصفه بالكذاب؟ أنا لا أعلم كيف كدس الطغمويون في نفوسهم وعقولهم هذا الكم الهائل من الكره للعراق وشعب العراق إذا لم يكن لعبة بين أيديهم وإذا لم يكن نعجة ذبيحة بين سيوفهم. دآبوا منذ أن رفض الشعب زعيمهم السيد اياد علاوي في إنتخابات كانون ثاني عام 2005 ولعهد قريب – دأبوا على حث الأمم المتحدة على إحتلال العراق بموجب الفصل السابع الذي فرض على العراق وأفقده سيادته منذ إحتلال الكويت. دأبوا في كل صغيرة وكبيرة على حث أمريكا على إلغاء الدستور والعملية السياسية مثلما طلب السيدان علاوي والنجيفي من وزيرة الخارجية الدكتورة كونداليزا رايس عام 2007. وعلى طول الخط تعاونوا ودعموا وتستروا وتناغموا مع الإرهاب بل مارسوه فعلاً ويشهد على ذلك حراس طارق الهاشمي ورافع العيساوي. وعلى طول الخط مارسوا التخريب من داخل العملية السياسية. إنهم مغرمون بالسلطة ومصممون على إسترجاعها بأية وسيلة كانت شرعية أو غير شرعية. لقد أعماهم الطمع والحقد. الكره الشديد الذي تحدثت عنه لا يوازيه من حيث التطرف في مجال إختصاصه إلا التكفيريون الذين قتلوا عشرات الآلاف من الأبرياء وآخرها جريمة اللطيفية يوم الأربعاء 4/9/2013 حيث ذبحوا وشوهوا وأحرقوا جثث (18) شهيداً وأصابوا (12) في هجوم على 3 بيوت لعائلة واحدة عادت للتو من هجرتها القسرية فقتلوهم ثم فجروا البيوت. أخيراً: هل ألوم الطغمويين والتكفيريين وحسب؟ ...... كلا وألف كلا. ألوم وأدين كل من يخلط الأوراق ويساوي بين الضحية والقاتل ويجعل من نفسه مطية لحمل قاذوراتهم الكلامية الديماغوجية إلى ديار الأبرياء، وأخيراً يشجع القاتل على أفعاله من حيث وعى أو لم يعِ. إنهم جميعاً يستغلون الديمقراطية لنحر الديمقراطية لأنهم فشلوا في ميدانها. ــــــــــــــــــــــــــــــ (1): للإطلاع على "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995 http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305 http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181 (2): حسب إفادة الخبير النفطي المهندس حمزة الجواهري التي ذكرها في فضائية (الحرة – عراق / برنامج الأسبوع الإقتصادي) بتأريخ 29/8/2013. (3): تصريحات الدكتورة ندى الجبوري منشورة على الرابط التالي: http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=27850
#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملاحظات حول بعض أحداث يوم الأربعاء 2013/9/4
-
صور الخميني والخامنئي في بغداد
-
لماذا العويل وقرع الطبول حول عمليات -ثأر الشهداء-؟
-
قضية الرواتب التقاعدية جزء من ستراتيجية الفساد
-
دعوة -متحدون- لمقتدى خطة لحرب أهلية
-
تعقيب على نداء لتشكيل -حكومة إنقاذ وطني-
-
عودة الحلفاء إلى بعضهم رغم أنفهم!!
-
إرحموا العراق يا صدريون
-
سقطت الديمقراطية في مصر
-
أعلن النجيفي إنتصاره على علاوي في لقاء الحكيم وأيامنا صعبة6/
...
-
أعلن النجيفي إنتصاره على علاوي في لقاء الحكيم وأيامنا صعبة6/
...
-
أعلن النجيفي إنتصاره على علاوي في لقاء الحكيم وأيامنا صعبة6/
...
-
أعلن النجيفي إنتصاره على علاوي في لقاء الحكيم وأيامنا صعبة6/
...
-
صابرين والسيطرات الوهمية غطاءان للسلاح الكيمياوي
-
التظاهرات غطاء لموجة الإرهاب المنفلت4l3
-
التظاهرات غطاء لموجة الإرهاب المنفلت4l2
-
التظاهرات غطاء لموجة الإرهاب المنفلت4/1
-
ما المقصود من زج الجيش في السياسة؟
-
يحتقرون الشعب ويريدون قيادته!!!
-
التآمر على العراق في ورطة كبيرة!!
المزيد.....
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
-
الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا
...
-
فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز
...
-
سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه
...
-
مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال
...
-
جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
-
قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
-
البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة
...
-
مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
-
-الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد
...
المزيد.....
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
المزيد.....
|