|
نداء البطريركية الكاثوليكية الكلدانية لمساعدة قرانا ونوم العافية لنواب شعبنا
حبيب تومي
الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 02:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نداء البطريركية الكاثوليكية الكلدانية لمساعدة قرانا ونوم العافية لنواب شعبنا بقلم د. حبيب تومي [email protected] مبدئياً نداء البطريركية يشكل عملاً إنسانياً لا غبار عليه ، فطلب المساعدة من ميسوري الحال وأهل الغيرة والشهامة لإسعاف المحتاجين ، او لتقديم الإغاثة والمعونة في حالات الكوارث الطبيعية او الإنسانية ، كل هذه الحالات وغيرها من الحالات تعتبر حالة إنسانية ضرورية ينبغي دعمها ، ولا ريب ان زيارة غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكوالكلي الطوبى للمنطقة قد اتاح له الأطلاع عن كثب على احوال شعبه الكلداني وبقية المسيحيين القاطنين في القرى المسيحية المنتشرة في قرى ومدن الأبرشية الموحدة في زاخو وعمادية . وانطلاقاً من ثقتي بأن غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى يحترم ويقبل الرأي الآخر ، ولهذا اكتب رأيي الصريح عسى ان يكون له صدى لدى اصحاب القرار . اولاً ورد في نداء طلب المساعدة هذه الفقرة : ( وجهت البطريركية الكلدانية، ومقرها بغداد، نداءً لمساعدة القرى المسيحية في شمال العراق، مادياً، لحثهم على البقاء في مناطقهم.) انتهى الأقتباس . في الحقيقة ان مصطلح ( شمال العراق ) قد أبطل تداوله ، وكانت في العهود السابقة وزارة باسم وزارة شؤون الشمال إذ كانت لفظة كوردستان ممنوعة من التداول ، وكان يشار الى منطقة كوردستان بمصطلح شمال العراق او الشمال فحسب ، لكن بعد ان اصبحت دولة العراق دولة اتحادية تضم اقليم كوردستان ، ولم يعد من يستخدم مصطلح شمال العراق بل اقليم كوردستان ، وإن المسؤولين العراقيين في بغداد ومن اعلى المستويات يتداولون مصطلح اقليم كوردستان في خطاباتهم وتصريحاتهم ولا ادري سبب عودة البطريركية الموقرة الى المصطلح القديم . ثانياً مد يد المساعدة ، مادياً ، لحثهم على البقاء في مناطقهم ، وأعتقد انه يراد في هذه الفقرة بحثهم على عدم الهجرة والبقاء في الوطن . في الحقيقة إن مسألة الهجرة تعتبر من المعضلات الشائكة والمعقدة التي لا يمكن أيقافها بتقديم الدعم المادي للعوائل او للافراد فحسب . في سنة 2009 قابلت الأستاذ سركيس اغا جان وكان وزيراً للمالية في حكومة اقليم كوردستان وجرى الحديث عن الهجرة ، وقلت في وقتها : ان المبالغ الشهرية التي تعطى للعوائل ليس الحل الأمثل للمساعدة ، هنالك مثل صيني يقول : (لا تعطيه سمكة بل اعطيه العدة وعلمه كيف يصيد سمكة ) ، اجل ان تقديم المساعدات لشاب يستطيع ان يعمل ويكدح ، فإننا نزرع فيه روح التسول وزعزعة الثقة في النفس ، ودعوت حينذاك لإنشاء المصانع الأنتاجية وحقول دواجن وتسمين العجول وغيرها من المشاريع بدلاً من تشييد الكنائس الفخمة او الأديرة او بنايات ، إن هذه الأبنية ما الفائدة منها ، إن هجرها الأنسان ، إنها لاتشكل سبباً مقنعاً لتشد الإنسان على البقاء والأرتباط بالأرض ، إن الذي يشده هو مصدر رزقه ، فمعمل تعليب الفواكه مثلاً مدننا ، يعمل فيه مدير المعمل والسواق والموظفين ومسوقي الأنتاج والعمال واكثر من ذلك تطرح الأسهم لشرائها من قبل الأفراد فيكون حافز العمل والمساهمة ، اجل يأتي بعد الوضع الأمني والسياسي يأتي العامل الأقتصادي ، فالعاطل عن العمل ، يستعد لقطع آلاف الأميال بغية ايجاد وظيفة او عمل يكفل معيشة عائلته واطفاله . هكذا تكون مدننا وقرانا بأمس الحاجة الى إنشاء مشاريع انتاجية لكي نساهم في ( تعليم الشباب كيف يصيدون سمكة ، بدل اعطائهم سمكة ) . ثالثاً قرأنا على المواقع وفي وسائل الإعلام قبل حوالي سنة او اكثر بأن الحكومة الأيطالية قدمت مساعدة للقرى والأرياف في جنوب العراق قدرها 400 مليون دولار ، وسؤالنا لماذا لم يخصص جزء من ذلك المبلغ الكبير لدعم قرانا المسيحية في اقليم كوردستان ، ولمن ذهبت تلك الملايين ؟ ولماذا لم يكن للمسيحيين اي حصة من ذلك المبلغ الضخم ؟ كان المسيحين اولى بتلك المساعدات ، وهم بأمس الحاجة الى اي مساعدة ، حيث قطعت ارزاقهم وجرى الأستيلاء على دورهم او بيعت بأبخس الأثمان ، فلماذا لم ينصف المسيحون بشئ من تلك الملايين ؟ اسئلة لمن يهمه الأمر حبذا لو نجد جواباً لها . رابعاً علمنا ان القرى التي زارها غبطة البطريرك هي بحاجة الى خدمات ومطالب اخرى وحسب ما جاء في بيان البطريركية ، وفي بيان لاحق وحسب الرابط الأول والثاني في نهاية المقال إذ ورد : (ان البطريركية الكلدانية تتابع "من كثب مطاليب أبناء شعبنا مع الحكومة المركزية وحكومة الإقليم. وأبدت الحكومتان النية الصادقة في تلبية المطاليب، ولكنها بحاجة إلى الوقت. فمثلاً أبناء القرى المهجورة في السابق وأتى آخرون وبنوا على أراضيها بيوتهم وزرعوا فيها، يحتاجون إلى تعويض وبيوت لينتقلوا إليها. وهناك وعود وإجراءات حقيقية لمعالجة هذا الملف) وعن المطالب البسيطة ورد : (أما المساعدات الآنية فهي تعبير عن الشراكة والتشجيع في سبيل معالجة المطاليب البسيطة. عالجت البطريركية بعضها من خزانتها، ولكنها غير قادرة على تلبية جميع الاحتياجات. نذكر بعضها: باص صغير لنقل الطلاب، إصلاح بعض البيوت، اثاث لروضة الاطفال، تكييف، مستوصف، مساعدة مرضى واشخاص وحدانيين، ارامل، ايتام، اصلاح بساتين، شراء شتلات...) . حسناً كل هذه المطالب شخصها غبطة البطريرك اثناء زيارته القصيرة للمنطقة ، ونحن من حقنا ان نسأل : اين ممثلي شعبنا الذين انتخبهم الشعب الكلداني وبقية المسيحيين ومنحوهم الثقة لتمثيلهم في البرلمان الكوردستاني ، لماذا لم يحركوا ساكناً الى اليوم . اقول : لقد أُصبنا بالصمم من من صياح وتبجح احد الكتاب من شعبنا وهو لا ينفك يردد مقولته بمناسبة وبدون مناسبة فيقول : بأن ( شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ) قد انتخب ديمقراطياً ممثليه ولم ينتخب الكلدانيين لأنهم انقساميين والى خره من المصطلحات التخوينية ، فنحن نهمس بأذن هذا الكاتب المعروف بتنقلاته من هذه الضفة الى تلك ، نقول له ولمن يردد هذه الأحجية المملة : لماذا لم يحرك هؤلاء الممثلون (الشرعيون) ، المنتخبين ديموقاطياً ولم يحركو ساكناً في برلمان اقليم كوردستان ؟ الم يمنحهم الشعب الكلداني وبقية مسيحيي العراق ثقتهم ؟ لماذا هم غارقين في سباتهم ؟ لماذا لم يكلفوا انفسهم بزيارة المنطقة والأطلاع على مشاكلها لعرضها على المسؤولين في البرلمان وفي حكومة اقليم كوردستان ؟ لماذا شخص البطريرك النواقص خلال زيارته القصيرة في حين ممثليه غارقين في نوم العافية ، هل انتهى دورهم بعد الأستحواذ على اصوات الناخبين من ابناء شعبنا الكلداني ومعم الآشوريون والسريان ؟ ولحد الآن لم نسمع منهم اي تصريح بما صرحت به البطريركية فالذي نقوله لممثلي شعبنا في اقليم كوردستان وحتى في برلمان العراق نقول لهم : صح النوم ، ونوم العافية . د. حبيب تومي ـ في 06 ـ 09 ـ 2013
#حبيب_تومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حقوق الكلدان ليست ضد الآثوريين او السريان او ..
-
لماذا أحجمت الأحزاب الكلدانية عن الأشتراك في انتخابات برلمان
...
-
فلك الدين كاكائي الإنسان.. التواضع من خصال الكبار
-
رئاسة اقليم كوردستان بين التمديد في البرلمان وبين العودة لأس
...
-
الخطا في خلط المفاهيم الثلاثة لوحدتنا : القومية والسياسية وا
...
-
باسم دخوكا وحبه في الزمن الصعب
-
زوعا خسرت الكثير من شعبيتها بسبب غرورها وقصور افقها السياسي
-
قبس من ذكرياتي في دشتة د نهلا وقرية جمه ربتكي قبل نصف قرن
-
الرئيس البارزاني لا يمكن ان يسمح بالأعتداء او التجاوز على ال
...
-
شمول واعتدال البيان الختامي لسينودس الكنيسة الكلدانية ولنا ب
...
-
الرئيس البارزاني والدستور وكلمة الفصل تكمن في أستفتاء الشعب
...
-
لا يليق بأقليم كوردستان إهمال وتهميش حقوق الشعب الكلداني وال
...
-
لحظات الأفتتاح الكبير للمؤتمر القومي الكلداني في ديترويت
-
اجل الشعب الكوردي بحاجة الى الرئيس (البيشمركة ) مسعود البارز
...
-
ترشيح الرئيس مسعود البارزاني لولاية ثالثة ما له وما عليه
-
ازمة الندايي واليباسي عكست تعلق الشعب الكلداني بتراثه وتاريخ
...
-
انحياز البطريركية لشعبها الكلداني ليس إثماً ..تعليق على توضي
...
-
المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد والمؤتمر القومي الكلداني ا
...
-
مغالطات الأخ ليون برخو في احكامه القطعية
-
دولة كوردستان قادمة لا محالة .. كيف ولماذا ؟
المزيد.....
-
-المعادن النادرة مقابل المساعدات العسكرية-.. ترامب يكشف ملام
...
-
الاتحاد الأوروبي يستعد للمواجهة بعد تأكيد ترامب فرض رسوم جمر
...
-
ترامب يطالب أوروبا بزيادة المساعدة لأوكرانيا
-
-بوليتيكو-: قلق كبير يعيشه نظام كييف إزاء تقارب المواقف الرو
...
-
السعودية واليابان توقعان مذكرتي تفاهم حول إنشاء مجلس الشراكة
...
-
-رويترز-: الولايات المتحدة تستأنف ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا
-
-Senego-: فرنسا تبدأ في سحب قواتها من السنغال
-
الرئيس الجزائري يندّد بـ-مناخ ضار- في العلاقات مع باريس
-
عشية زيارته إلى تركيا... الشرع يؤكد أن تنظيم انتخابات في سور
...
-
النائب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي جو ويلسون يدعو إلى ق
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|