أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - نخلة كركوش..














المزيد.....

نخلة كركوش..


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4206 - 2013 / 9 / 5 - 21:14
المحور: الادب والفن
    


بسم الله الرحمن الرحيم
قصة قصيرة:
نخلة كركوش..


**بينما كنت أسير في شوارع المدينة المزدحمة بالناس ،لا أعرف احداً من الوجوه التي تمر سريعاً أمامي،وكلها غريبة عني:الوجوه، اللغات ..العادات اليومية ..الشوارع .. قفز (الماوس العصبي) لدي بلا لمس و تحريك الى تلك الواحة الصغيرة المسماة (كركوش) يا لها من ذكريات جميلة في طيات هذه الواحة الصغيرة التي تضم بحنان الأم لأطفالها الصغار ،أنها ثلاث نخلات باسقات و بئر صغيرة تضخ الماء باستمرار كما ترضع الأم الحنون صغارها ..و هنا أُنشيءَ مخفر متواضع للحفاظ على المسافرين و العابرين من هنا ..فالواحة تقع في منتصف الطريق بين مدينتي مندلي و بلدروز ..و السيارات آنذاك من الطراز القديم (سكس ويل) ننطق هذه الكلمة و نحن صغار و لم نعرف معناها،و تسمى هذه السيارات أيضاً بـ(دك النجف) خالية من الزجاج إلا الواجهة ليسيطر السائق على المقود ..الشبابيك مغطاة بــــــ(الجادر) ذي أحزمة صغيرة جميلة تشد أثناء هبوب عاصفة ترابية؛ لأنَّ الطريق غير مبلط الى السبعينات من القرن الماضي ..وننزل بهذه الواحة الجميلة و تحت أفياء نخلاتها الثلاث بأمر من مأمور المخفر حيناً ليتأكد من سلامة المسافرين وعدم حيازتهم على أشياء غير مرغوبة،أو بسبب مكالمة لاسلكية قادمة من مدير شرطة القضاء بوجود مهربين لأشخاص أجانب عبر الحدود كون مندلي متاخمة للحدود الإيرانية للتوجه الى بغداد العاصمة حيث فرص العمل متوفرة هناك ،و تقع نوادر و لطائف يرويها رجال المخفر في تغيير الزي و عدم معرفتهم باللغات المحلية و من هنا يقع أولئك الغرباء في فخ الشرطة و و قبضة القانون فيعيدونهم من حيث أتوا...و نحن صغار مسافرون مع والدنا نتمتع بكل شيء يقع تحت أنظارنا بدءاً من ركوب السيارة الى بغداد الزاهية ..لنحكيها فيما بعد لأترابنا بحماس في المحلة أو في المدرسة.. خيول الشرطة بل زيهم العسكري،حتى الخيط الأسود فوق الذراع..كان مأمور المخفر يعرف والدي فقدم لنا كوبين من الشاي الحار من موقد طيني جميل يصعد منه دخان ضعيف،و بيده سيكارة لف (مزبن) و يحكي له قصة سيارة مرّت من هنا بدون سائق و هو يضحك ، فقلت لوالدي كيف ذلك يا أبي ؟ ابتسم الشرطي قائلاً: مرت هنا قبل أسبوع سيارة قادمة من مندلي واغبر الجو من حركتها، و لم أرَ سائقها فأشرت له ولم تتوقف السيارة عن السير بل مضت سريعة و استخدمت الصفارة لإيقافها و لم أفلح أيضاً فاتصلت بضابط المركز قائلاً :مرّت من هنا سيارة بلا سائق ،فقهقه الضابط :لا تقلق إن سائقها (فلان..) و هو معروف لدى أهالي مندلي كان رجلاً نحيفاً قصير القامة قد لا يظهر عندما يجلس خلف المقود،وشوش عليه التراب ..
وأنا في خضم هذه الذكريات مع نخلات كركوش..أسمع جرس الحافلة التي تنقلنا الى المنزل كل مساء ..و تدور عقارب الساعة و تمرّ السنون..و بعد ثلاثين عاماً من آلام الهجرة و الغربة .. عدت الى مدينتي بسيارة (كيا- الفأرة) الأوتوماتيكية ذات مقاعد جميلة و مريحة و ذات تبريد ،و زجاج براق ..وتعاودني تلك الذكريات المركبة ،لنضيف عليها ذكرى ثالثة مارّين بكركوش التي لم أرها كالسابق بتلك الطلعة البهية ..غير نخلة واحدة تختزل ذاك السِّفر الجميل ..و أخبرني بعض أصدقائي بأن هناك فكرة إحياء هذه الواحة الصغيرة و التي تحمل أشياء جميلة في متون ذاكرتها... و كلّما أمرُّ بقربها،أسلّمُ عليها منشداً:
مالي فُتنتُ بجذعِكِ المفتولِ هلا رققتِ لعاشقٍ متبولِ



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة التهجير وتمزّق الأثير
- حوار في الحافلة
- تكريم متأخر لإمرأة مجهولة
- حسين صفر المندلاوي..شاعر الحكمة و الحنين
- إنّما عيدي مضى..!!
- في استقبال النبأ
- وأد الطفولة..
- مندلي يا نسرين
- طيارتي من الورق
- إن كانت الدنيا..
- أمثال كورديّة من بدرة:جمال في المبنى وحكم في المعنى/3
- أمثال كورديّة من بدرة:جمال في المبنى وحكم في المعنى/2
- أمثال كورديّة من بدرة:جمال في المبنى وحكم في المعنى/1
- أهلاً ببنتِ الوطنِ
- الشاعر محمد دارا
- لا تطلب الودَّ
- استعارة جناح
- أنا فيلي.. أنا فيلي
- رجل من طينة العقارب
- مرثيةعصفورة


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - نخلة كركوش..