أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - لا شيء يعجبني














المزيد.....

لا شيء يعجبني


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4206 - 2013 / 9 / 5 - 19:05
المحور: سيرة ذاتية
    


في الأيام الأخيرة لاحظتُ بأن سلوكي تغير وأسلوبي مع الناس تغير ولوني تغير,وطبعي تغير وكل شيء حولي تغير إلى ما هو أسوء من كل الاحتمالات ,ولستُ أدري كيف أصف لكم ليلي ونهاري وصيفي وشتائي ,أشعرُ بأن هنالك ظاهرة غريبة أمر فيها وهي أنه لا يوجد ولا أي شيء من الممكن أن يعجبني أو أن ينال إعجابي في هذا البلد, فحتى سقف السماء الذي فوق رأسي لا يعجبني وبودي لو أقوم بتغيير لونه إلى أي لونِ آخر,وكذلك الأهل والأصحاب رغم أنه لا يوجد عندي أصدقاء أزورهم ويزروني فأنا مشتبه به وخطير جدا والناس تخاف من إلقاء السلام عليّ أو التعامل معي,لذلك لا شيء يعجبني فلا الزوجة تعجبني أو تغريني بالحياة ولا الأولاد يعجبونني ولا الشوارع تعجبني ولا رئيس الحكومة يعجبني في قراراته,فكل شيء بالنسبة لي أصبح لونه قاتم والأبيض صار عندي مثل الأسود والرمادي مثل الأخضر أو الأحمر وكأني مصاب بعمى الألوان, ولا الجيران يعجبونني ولا حتى أصدقائي على الفيس بوك يعجبونني فكلهم صاروا مثل الأدوية التي أبلعها قبل النوم,كلهم مملون ومقرفون, وطعمهم في فمي يزداد مرارة يوما عن يوم ويفرضون حالهم عليّ فرضا.

وأنا بالنسبة لي فالموضوع خطير جدا وليس سهلا أو بسيطا, فأن يتغير ذوق المواطن العادي فهذا لا يهم ولا يؤثر على الناس ولا على المستقبل,أما أنا فالموضوع عندي مختلفٌ جدا فأن أصاب في ذوقي أو في نفسيتي ونظرتي للحياة فهذا يعتبر موضوع خطير جدا ذلك أنني أكتب للأجيال القادمة التي ستتنور من كتاباتي,فأن يصاب مستوى كتاباتي بالضرر فهذا معناه أن الجيل القادم سيتضرر جراء ما يحصل لي,وأنا يصاب مخي بلوثة عقلية أو قلبي بلوثة عاطفية فهذا خطير جدا لأنه سيؤثر على مستوى الكتابة عندي,وسيتضرر الكُتّابُ الذي تستهويهم كتاباتي والقراء الذين يمخمخون على كتاباتي,لهذا أنا أحاول جاهدا أن أسترد عقلي وقلبي معا.

وسلوكي اليوم على غير عادته,ملل وقرف وتغير في مستويات ضغط الدم وأحسستُ من خلال طقطقة مفاصل اليدين والأصابع بأن ضغطي غير مستقر وفتحت الكتابَ لأقرئ ما فيه ولم أجد فيه ما يعجبنِ وندمتُ على شراءه وحمله معي مسافة 120كيلو متر ولم أقرئ منه إلا صفحة واحدة وتركته مفتوحا للرياح تلعبُ فيه وتعد ورقاته عدا كآلة عد النقود,فكانت الريح تقرئه مرة من اليمين إلى اليسار ومرة من اليسار إلى اليمين,ومرة من فوق إلى تحت ومرة من تحت إلى فوق,وأحيانا كل عشرين ورقة مرة واحدة وأحيانا تقرئه ورقةً ورقة بالترتيب,وفتحتُ فمي لأتكلم فلم أجد شيئا يعجبنِ فلا السياسة نافعة ولا الأدبُ نافعٌ ولا الاقتصاد نافع والدنيا مسودةٌ من كل الاتجاهات ولا شيء يغريني لأتمتع فيه وانتابتني نوبة من الخوف ولم أجرؤ على النطق ولا بأي كلمة رغم أنني أعرف الكثير من المعلومات الخطيرة,ولكن لم يعجبنِ أي شيء,وتركتُ فمي للرياح تملأه بالهواء وبالأكسجين دون أن أسجل إعجابي بما ينطقه الناس من كلماتٍ وحروف, وبعد أقل من ربع ساعة توجهتُ إلى المطبخ في وسط المنزل وفتلتُ فيه فتلة سريعة وفتحتُ باب الثلاجة(البراد) لألتقط أي شيء فلم يعجبنِ أي شيء وتركتُ الباب مفتوحا وخرجتُ من المطبخ إلى غرفة النوم حيث نقلتُ منذ مدةٍ قصيرة الكمبيوتر إلى هنالك وقمتُ على الفور بفتح الكمبيوتر ولم يعجبنِ أي شيء حتى لعبة البلياردو التي تستهويني لم تعجبنِ وبعد نصف ساعة فتحتُ حسابي على الفيس بوك وعلى الياهو وبصراحة لم يعجبنِ أي شيء وتركت حسابي مفتوحا وحاسوبي مفتوحا للفيروسات النشطة.

لماذا اليوم بالذات لا يعجبني أي شيء,ولا يستهولني أي شيء! هل هذه هي النهاية التي كنت أخاف منها أم أنها إحدى حماقات الطبيعة معي؟ هذه المرحلة كنت أخشاها وكنت أخاف من أن يأتي يومٌ عليّ فأقعُ فيها,هل هذه فعلا هي بداية النهاية أم أنها غُمة وستزول عني؟مرحلة وستتعدى مثلها مثل أي مرحلة!, أم أنها بداية مرحلة جديدة أمر فيها أم أن تحليلي خاطئ؟ حتى الأغاني القديمة التي أعشقها لم ترق إلى مستوى ذوقي الرفيع ولستُ أدري ما الذي حدث لي ولهذا العالم المأفون؟ومن الذي تغير أنا أم العالم؟أنا أم الناس؟لماذا تبدل ذوقي؟هل أصبح مستوى ذوقي هابطا أم أنه ازداد علوا على فوق ما هو عالي؟لماذا أشعر وكأنني أعيش في سجنٍ كبير؟ماذا حدث لذوقي؟ كنت أتلذذ على سماع الفن الراقي ولكن منذ مدة وأنا لا يعجبنِ العجب ولا الصيامُ في رجب.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الدينية والدولة العلمانية
- هؤلاء هم العرب
- الثالوث المقدس
- صدمة لغوية:الحج هو الحك
- أسئلة الغطارفة
- خاطرة المساء
- الإنسان سينقرض
- لا أندم على خسارتي وإنما أندم على كسبي
- مهمة خالد الكلالدة
- ابتسامة الموناليزا
- أوهام السعادة
- الشهادات الجامعية في العلوم الإسلامية
- الإسلام والعقل والعلم والمنطق
- طريقة صنع نبيذ العنب
- موازنة الأردن
- لا يوجد عندي عيد
- هل الطلاق شريعة سماوية؟
- خطأ علمي في القرآن
- رأيتُ فيما رأيت
- حكمة من التوراة


المزيد.....




- محكمة روسية تبدأ النظر في قضية -الخيانة- ضد راقصة باليه مزدو ...
- خبيران يكشفان لـCNN ما -أذهلهما- بزيارة بوتين إلى كوريا الشم ...
- عدد الحجاج المتوفين يتجاوز الألف معظمهم غير مسجلين
- رئيس الوزراء الفيتنامي يعلق على زيارة بوتين
- سيئول تحتجز سفينة شحن بدعوى انتهاكها العقوبات الدولية على كو ...
- -بوابة العالم السفلي- تعود إلى موطنها بعد اختفاء محير لأكثر ...
- محكمة سويدية تبرئ ضابطا سوريا سابقا من جريمة حرب
- أوكرانيا بلا كهرباء والولايات المتحدة توقف طلبيات -باتريوت- ...
- مجلة أمريكية تنصح أوكرانيا وحلفاءها بالتنازل عن الأراضي التي ...
- علماء: أكبر إعصار في النظام الشمسي على وشك الاختفاء والأرض ا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - لا شيء يعجبني