أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - في استقبال النبأ














المزيد.....

في استقبال النبأ


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4206 - 2013 / 9 / 5 - 10:24
المحور: الادب والفن
    



... زهرة برية متفتحة وسط الصحراء،تبث عبيرها و أريجها فيما حولها ليل نهار دون انقطاع ، و بلا أجر يُرجى..إنّها لوحة فنيّة رائعة..بمسحة رومانسية تملأ الرّوح بهجة و جلالاً..و شاء القدر أن مرَّ بقربها فتى ذات يوم ..نظر إليها بإمعان؛ متأملاً جمالها الأخّاذ، و عطاءها الجميل وسط هذه البيداء القاحلة..تُرى ماذا تنتظر هذه الزهرة الفريدة ؟ وماذا تبغي!!..
تأمل الفتى – عابر سبيل - هذا المشهد،و أغمض عينيه ليقرأ حروفاً ما بين رموش هذه الزهرة البريّة النابتة من بين هذه الأشواك والأدغال.
إنتبه الفتى الى هذا الصمت المطبق اللطيف مخاطباً نفسه:
- لكنّني أراها سعيدة، و مليئة بالحيوية و الطّموح..هذا ما يظهر على قسمات وجهها اليانع..وعطاؤها الدائم ينبيء بذلك بلا شك ..إذاً في المسألة أمر ما،بل سرٌّ ما؛أجهله !!.. دعني أطوف قليلاً في روض الخيال؛و أتمطى براقه الأصيل، علّني أجد شيئاً ما يساعدني في معرفة وضع هذه الزهرة البريّة اليانعة ، أظنّها مدرسة للعِبَرِ ،وسِفرٌ مليءٌ بالمواعظ و الحِكَم ..
- آه ماذا أرى:الأشواك و الأدغال تريدان الزحفَ نحوَها والسيطرة على حرمتها و تلويث رونقها.. إنّهما تزحفانِ بشراسة لجعل تلك الروضة منبتاً شوكياً مؤذياً لا غير،بلا عبير، و أريج،و بهجة..لكن الزهرة شامخة تكافح من اًجل بقائها و الإعتناء بآصاصِها الصّغار؛ وللسير على نهجها في العطاء مستقبلاً..حقاً إنّـها معركة قاسية بين هذه الزهرة اللطيفة و خصومها من الأشواك و الأدغال المتوحشة..و الزاحفة نحوها بشراسة للإنقضاض عليها،و على آصاصها..و تخريب عشّها الجميل.
سألَ الفتى نفسه ثانيةً:
- هل بإمكاني معونتها و إنقاذها من هذه الورطة، ولكن كيف؟ أأقلعها و آخذها معي الى المدينة لأضعها في مزهريّة جميلة في غرفة الإستقبال ..أو على شرفة المنزل؟؟.
- لا لا إنّها لا تحبُّ العبوديّة، والرّوتين المقيت..نشأت هنا في هذا الفضاء الحرّ ..حتماً إن لم تمتْ من عناء الطّريق، ستموتُ إشتياقاً الى منزلها و فضائها الطليق،وأنا لا أريد مكروهاً لها أبداً و لا إيذاءها؛ بل حبّاً لها ورجاءً لإنقاذها من براثن خصومها..لا،لا أفعل هذا أبداً،ما دام في الفعل إحتمال إلحاق الأذى بها...حسناً هناك فكرة ثانية أَ يمكنني إقلاع كل هذه الأشواك و الأدغال الزاحفة نحوها ؟ هذا أمر يحتاج الى جهد كبير و وقت كافٍ.. يصعب إجراؤه بمنفردي ..
نظرَ (الفتى) الى السّماء نظرة تأمل .. فرأى قرص الشّمس يسير نحو الزوال..و هو عابر سبيل و لابّد له من مواصلة المسير..وقف هنيهة؛وقال:
- لربَّما أجد حلاً و إنا سائر الى مبتغاي.. حسناً السير أولى من الوقوف و البحث عن حلول، و أعتقد أنّ الحل الناجح لا يأتي بسهولة و على عجالة.. وأحياناً تأتي الحلول من حيث لا يعلم المرء .
نظرَ إليها.. وفي داخله تعابير يعجز عن تفسيرها،غير أنّه قالَ:
- وداعاً يا زهرتي الجميلة و القويّة ..
سارَ خطوات سريعة ..أبصر من بعيد مشهداً يشبه ما رآه قبلَ قليل تماماً..
- يا إلهي إنها نفس الزهرة بلطافتها؛ و عبيرها؛و موقعها بين الأشواك و الأدغال،دعني أقترب أكثر..نعم نفس المشهد أشواك و أدغال متوحشة تعلن حرباً ضارية على زهرة وديعة ذات عطر و أريج..لكنّها صامدة لن تستسلم لخصومها ..إذاً دعني أهمس في آذانها ذاك السرّ الذي توصلت اليه قبل قليل،بإنّ لها أختاً في نفس المأزق؛ لكنّها صامدة و صبورة بانتظار اللحظة الحاسمة التي تفصلها عن تلك النتوءات الشائكة اللعينة..
لاحظَ (الفتى) إبتسامة زاهية على وجهها المتورد.
- عجباً لقد فهمتْ كلامي بسرعة من دون إسهاب و تفسير..هذا جيد إذاً ..
وتركَها قبل أن يزحف عليه الظلام ..أسرع خطواته أكثر من قبلُ؛ حتى أبصر المشهد نفسه للمرّة الثالثة،و دار ما دار بينهما على عجالة ،لأن البطء لا يخدمه،والظلام قادم يزحف نحوه ..سار بسرعة أكبر من ذي قبل،وتكرر المشهد عدة مرات،هنا أخذ يختزل تلك الصور وهذه المشاهد برموز شفافة،و إشارات قليلة وضعها على وريقة إقتطعها من إحدى الشّجيرات و يرميها في حضن الزهرة التي يلتقيها في الطريق.
إنَّها فكرة جميلة، أختزل فيها الوقت و الجهد كي لا يداهمه الظلام ،و العجيب تكرر المشهد مرات و مرات..و في كلِّ لقاء يلوّح لهم بتلك الإشارة المعلومة (البرقيّة الناعمة )..متلقياً منهم البشاشة و التّفاؤل بالمولود القادم..قبل وصوله للمدينة اختفى الفتى،و في صباح اليوم التّالي و الشّمسُ تعانق الأفق.. تفاجأ الناس بنبأ ثورة الياسمين الذي داهمهم مع نسائم الصباح العليلة!!..



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأد الطفولة..
- مندلي يا نسرين
- طيارتي من الورق
- إن كانت الدنيا..
- أمثال كورديّة من بدرة:جمال في المبنى وحكم في المعنى/3
- أمثال كورديّة من بدرة:جمال في المبنى وحكم في المعنى/2
- أمثال كورديّة من بدرة:جمال في المبنى وحكم في المعنى/1
- أهلاً ببنتِ الوطنِ
- الشاعر محمد دارا
- لا تطلب الودَّ
- استعارة جناح
- أنا فيلي.. أنا فيلي
- رجل من طينة العقارب
- مرثيةعصفورة
- قصائد مكتّمة في زمن الرعب
- أصل الكلمة الشعبية في الذاكرة الفيلية:/2
- أسوان
- حان الفرح..عن مركز مندلي/2
- لا تعقيم الضمائر..
- ترانيم الفرح على بوابة العودة


المزيد.....




- نخبة من نجوم الدراما العربية في عمل درامي ضخم في المغرب (فيد ...
- هذه العدسات اللاصقة الذكية تمنحك -قدرات خارقة- أشبه بأفلام ا ...
- من بينها -يد إلهية-.. لماذا حذفت نتفليكس الأفلام الفلسطينية؟ ...
- تونس تحيي الذكرى المئوية لانتهاء مهمة السرب البحري الروسي
- مصر.. نجمات -جريئات- يثرن جدلا في مهرجان الجونة السينمائية ( ...
- منصة ايكس تعلق حساب قائد الثورة الاسلامية باللغة العبرية
- -مصور العراة- يجرد الآلاف من المتطوعين من ملابسهم لالتقاط صو ...
- إسرائيل لم تضرب المنشآت النووية والنفطية الإيرانية فهل هي مس ...
- طوفان الأقصى يشعل حرب السايبر
- من مدرسة قرآنية إلى مركز فن حديث.. تجديد إبداعي لمعلم تاريخي ...


المزيد.....

- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - في استقبال النبأ