نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1202 - 2005 / 5 / 19 - 07:43
المحور:
الادب والفن
هذا نص كتبته على خلفية ما قرأته للشاعر العراقي وجيه عباس لحظة أعداده مراسيم دفن الشاعر العراقي عقيل علي الذي توفي تحت مظلة انتظار حافلة نقل الركاب .
النص : ..انتهت رواية صديقي وجيه عباس
هذا الموقف يخلق لدي قناعة مفادها : ليس الأمريكان وجيوش الأجناس المتعددة فقط هم من يحتلوننا !
نحل نحتل أنفسنا أيضا ونمارس سلطة القسر عليها وغير ذلك أن كانت رواية الشاعر وجيه عباس صحيحة . كيف تخرج هذه الجملة من فم مثقف واع ورئيس اتحاد أسسه الجواهري وأنا من الذين يحترموه ويجلوه : أعيدوا باقي المائة دولار . ولماذا لم يأمر بالمساهمة بدفن حالم عراقي بالدينار العراقي ؟
أقرأ مقالة وجيه عباس وأرى تفاصيل موت شعراء سومر أنها لا تختلف عن موت الأمس الأوري حين يموت شعراء أور على مصاطب حانات المدينة ولالوح تعرفي قربهم سوى شفتان تتدحرج منهما الكلمات بمسمارية موسيقية تقول : كنت شاعراً ومت الآن ....
مراسيم تقرأ فيها كآبة اليوم الوطني وشيئا من مجهول البلد . قدر بضبابية زرقاوية وعشاق ينتظرون سرمديتهم بخناجر قطاع الطرق بين بغداد وكربلاء كما حدث للشاعرالشهيد أحمد آدم .
عليك أن تجمع نفسك حتى تعرف ما يمكن أن يصلح تفسيرا لما يحدث . لقد عرف نوح كيف يقود السفينة . وربان تايتانك فشل في قيادتها . فأين نحن هل في تلك أم في هذه .؟
موت يتناثر مثل حبات الكرز على فم عاشقة ثملة . موت يؤسطره الفقر والجمل الهائلة وانقطاع التيار الكهربائي وزحام الطرق . موت مبعثر فوق أسرتنا كما تتبعثر أحجار الكاهنة السومرية وهي ترى في مستقبلنا درب الصد مارد .
لهذا ما أدركه هو أن هكذا مجانية تقع ضمن زاوية القدر المكتوب لشعب وليس لشاعر يموت . وتلك مأساة كبيرة قد تحل حين يعود السيد وجيه عباس إلى رئيس اتحاد البلد بباقي الفكة الزائدة من ورقة المائة دولار التي تبرع بها مشكورا رئيس اتحاد أد باء سومر وبابل وأشور إسهاما منه في سد تكاليف موت شاعر سومري يدعى عقيل علي ..
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟