أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفوت فوزى - عطش














المزيد.....


عطش


صفوت فوزى

الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 23:20
المحور: الادب والفن
    


صغيراً كنت حين مالت عليّ ...نخلة عفية مثقلة بثمارها تضربها الريح ... بأنفاس دافئة تهمس في أذني ... يد حانية تعالج أكرة باب روحي ... وجهها كحبة فول مكمورة ... منقبضة ومعتمة ... علي ملامحها مسحة من الأسي والحيرة والتساؤل , وبقايا صبر يوشك علي النفاد ... تسحبني من يدي ... ممر معتم طويل يفوح برائحة غامضة , وأنا – مأخوذاً – أتعثر في مشيتي , تاركاً نفسي لها تقودني إلي حيث تشاء ، وآلاف من أسئلة مضنية مربكة تمسك بتلابيبي ، فيما تتخلل أصابعها البضة شعري فتنتصب منابته وتشملني ارتعاشة واجفة .
ادخلتني خدرها ... ضوء شفيف دافئ يحتويني ... ثمرات من فاكهة شهية ... عصائر مختلفة الألوان ، وفي الركن قلة ماء منداة تجلس مرتاحة فوق مائدة صغيرة , فتبدو كحورية خرجت تواً من الحمام دون أن تجفف ماءها .
أطلقت شعرها من عقاله ... حقل قمح لوحته الشمس وأنضجته علي مهل ... أمام المرآة تعرت ... بدا جسدها ناعماً براقاً يضوي تحت ضوء المصباح ... مُهرة برية أصيلة لا اهل لها ولا صاحب ... تجري وترمح كما تشاء ... تحسست نهديها النافران ... تضغطهما برفق , فيما اكتسي الوجه المدور – الذي صار وردياً الأن – بارتعاشات نشوانة .
راحت بنعومة تتحسس جسدها قطعة قطعة ... استدارة الكتفين عندما يهمان بالنزول إلي الذراعين ... الساقان الملفوفان الصاعدان تدريجياً باللحم الوردي الممتلئ دون ترهل ... تطوح شعرها إلي اليمين وتميل بجذعها النافر ... ثم تعود فتطوحه إلي الشمال وتنظر بافتتان في المرآة ... أحدق في جسدها الشاهق مأخوذاً .
تستدير لتواجهني ... مفتوح العينين علي إتساعهما أتأمل بروز مؤخرتها في المرآة اللامعة ... شرعت يدها تجوس في جغرافية جسدي صعوداً وهبوطاً ... تمرر إصبعاً متمهلة علي خدي ، وبطني ، وسرتي ... تدغدغني ... وتبحث ، من فوق ملابسي ، عن شئ بين فخذيّ ... وأنا أروغ منها ، غير راغب في أن أبتعد عن يديها ... تتسارع أنفاسها مرتعشة ، تلمس شفتاها وجهي فتقتحمني أمواج الإحساس بروعتها ... خدر لذيذ يتسلل إلي جسدي ... نمل يتمشي ... يلمس بخطواتة الرقيقة منابت العصب ... ارتجافة جياشة تضربني , فيقشعر جلدي وتنبت علي سطحه المحموم نداءات تبلغ كل أعضائي .
هجمت عليّ بغتة والتهمت شفتيّ اللتان كانتا في إنتظارها ... عانقتني بقوة لذيذة ... تدخلني في أحضانها ... تعتصرني بقوة حانية ... كانت خمر حنوها عتيقة وجديدة عليّ ... تنتقل إلي صدري نبضات قلبها ، فيما كانت يداها الناعمتان تدلكان عظامي المنسحقة بملاسة حنون .
واصلت التهامي وهي تقلب في شفتيّ بحثاً عن لذاذات خفية ويداها تعملان بمهارة في عجن عظامي ، وجسدي يتلظي بهذي النار اللاذعة الجميلة ، وعرامة شهوتها المحرقة لا تخبو . كل الأغاني الحلوة التي وعتها ذاكرتي تحتشد الآن برأسي ... تحملها أعطاف الريح ... أرقص علي إيقاعها الفرح ... تحملني نغماتها إلي شواطئ لا حدود لها مغسولة باشعة شمس صباحية وبهية .
بقيت في أحضاني ، تستحلب لحظات الفرحة ... متشبثة بصدري وذراعاها تلتفان حول ظهري ... تتندي عيناها بفيض حنان يغمرهما الأن ويسيل علي وجنتيها ... تبكي وينتفض جسمها من شوق عارم ... تبتسم وتمسح بطرف اصبعها دمعة تحدرت علي الوجه .
وددت لو ابكي ... اضمها ... أقبل رأسها ... واعتذر عن أشياء لا اعرفها .



#صفوت_فوزى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أماكن للعابرين
- الخوف القديم
- هروب
- زحمة
- مرآة
- رفع الحصير
- سمكة -قصة قصيرة
- الفرحة
- انسحاق -قصة قصيرة
- الغائب الحاضر - قصة قصيرة
- كبرياء -قصة قصيرة
- جدى
- انحناء -قصة قصيرة
- فاصل للحلم - قصة قصيرة
- سلبية الأقباط بين مسئولية الدولة ودور الكنيسة


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفوت فوزى - عطش