|
التحرش الجنسي بالمرأه والقتل ماض رغم تديننا الظاهر
سناء بدري
الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 14:15
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تزاد يوما بعد يوم حالات التحرش الجنسي والاغتصاب بين النساء والفتيات رغم ان مجتمعاتنا العربيه تتجه يوما بعد يوم الى ظاهرة التد ين والتزمت المصتنع. واقول ظاهره لاننا بالفعل نتجهه الى الدين بشكل مصتنع وتمثيلي ومتزمت اصولي اقصائي عدواني خطير. هل كان ابائنا واجدادنا غير مسلمين هل كانوا من عالم اخر ولماذا كانت تتألف قلوبهم محبه واخلاقهم حميده وعلاقتهم الاجتماعيه افضل من ما هي عليه اليوم .لم تتغير اللغه ولا الدين ولا الجغرافيا .لكن اكيد تغيرت المفاهيم لللاسواء والعادات والتقاليد لم تعد تحترم والاهم التربيه والاخلاق انحرفت وخرجت عن مسارها. لو نظرنا الى مجتمعاتنا العربيه اليوم نجدها تتجهه الى الدين بشكل جنوني ومن المفروض ان تتحسن الاخلاق والمعامله وبقدر ما يزداد الانسان قربا من الله يجب ان يتحسن سلوكه.لكن المعطيات على ارض الواقع تشير الى العكس. في الواقع لقد ازدادنا تطرفا وهمجيه اصبحنا طائفين عنصرين واقصائين خصوصا عن المختلف. ان بروز الاسلام السياسي وكثرة الفضائيات الدينيه التي تحض على الكراهيه بين اطياف المسلمين من شيعه وسنين وبين الاسلام والمسيحيه وبين البلدان العربيه وصراعتها السياسيه ادى الى حالات كراهيه وعداء خطيره نتج عنها تفسخ المجتمعات وانحلالها اخلاقيا وانحدارها الى اسفل السافلين. ما يهمونا هنا هو ازدياد حالات التحرش الجنسي بالنساء والفتيات .المرأه تتعرض الى التحرش في البيت من اقارب الزوج المقربين مثل اخوته وابناء عمومته ووصلت بعض حالات التحرش حتى من قبل والد الزوج. وفي هذه الحاله الضحيه هي المرأه فهي اذا اشتكت لزوجها ان احد اقاريه يتحرش بها لربما لن يساندها ويصدق اقاربه وانها هي نفسها التى افسحت لهم المجال او انها السبب. واذا لم تبوح للزوج ستتعرض للمضايقه والتحرش اكثر فهي بين نارين.البوح او الكتمان.وكم من حالات انتهت بفواجع والضحيه كانت في اكثر الحالات هي المرأه وكان نصيبها اما القتل على اساس الشرف او الطلاق والحالات الاخف هي الضرب في كل المناسبات. المرأه حتى عندما تكون الضحيه فهي زانيه وعاهره وهي المحرض على فعل الفاحشه.الرجل هو الذي تعرض للاغواء وهو في اسواء الحالات نسونجي او جيكالو(عاشق نساء).المرأه تلطخ السمعه والشرف اما الرجل فهو برئ والله غفور رحيم معه وهي تستحق الرجم والقتل. تتعرض المرأه الى التحرش في العمل من قبل مرؤسها والموظفين .ان التحرش الجنسي ليس فقط من خلال اللمس والاحتكاك.لان مفهوم التحرش الجنسي هو اللمس والكلام والنظرات. نشعر نحن النساء احيانا اننا طرائد وحيوانات للرجال .اشبهها احيانا مثل افلام الناشونال جيوكرافي عندما تصطاد الحيوانات المفترسه الاسود والنمور الغزلان والحيونات الضعيفه.وكأننا في صراع على البقاء شامخات بكرامتنا امام هجومهم. التحرش الجنسي من قبل الشباب في الشوارع في ازدباد مضطرد ولا فرق بين محجبه او سافره لان شبابنا اكثر عدوانيه وابتعدوا عن الاخلاق الحميده وهم مغيبون اما تحت تأثير المخدرات او الافلام الاباحيه وحتى مشروبات الطاقه تسبب لهم الهيجان. يكفي مشاهدة أي يوم عادي مجموعات الشبان وهم يطاردون الفتيات في الشوارع عند انتهاء دوامهم المدرسي بلا خجل ولا حياء والفاظ بذيئه وجارحه ومعيبه ومع ذلك لا يكفون عن ملاحقة الفتيات وبعضهم لهم اخوات في نفس المدرسه ويكفي شراره لكي يدب العراك اذا تعرضت اخت احدهم للمضايقه والتحرش. وهنا يتبادر السؤال طالما ان ذلك الشاب يرفض مضايقة اخته لماذا يسمح لنفسه مضايقة اخوات الاخرين. ثم ان الفتاه لا تسطيع الافصاح امام والديها ان اخاها يتحرش بالاخريات.لانها قد تنال علقه ساخنه من الاخ او الاب وحتى الام احيانا لان اخوها ذكر وهي انثى. اذا كانت هذه الاجيال الشابه هي رجال المستقبل فكيف يا ترى سيكونوا ازواج واباء وقدوه لهذه المجتمعات. ما هو مستقبلنا اذا كان حاضرنا بهذه الاخلاق المنحله. ونرفض التبرير بأنه طيش شباب لان الزرعه اي الاخلاق فاسده من الاصل اي التربيه والتوجيه والاخلاق غائبين حتى في الموصلات العامه تتعرض المرأه الى التحرش وتشعر احيانا انها عاريه تمام من النظرات الجائعه والمتعطشه لنهش جسدها . لذا تتحاشي كثير من النساء المواصلات العامه و تفضل الخاصه او حتى المشي لمسافات طويله درأ لتلك النظرات والابتعاد عن التحرش الجسدي واللفظي الذي قد تتعرض له. لم يعد هناك اماكن امنه للنساء لانها قد تتعرض للتحرش في أي مكان في العمل او الشارع او المدرسه والجامعه والموصلات العامه وحتى الخاصه هناك من يلاحق حتى بالسياره. رغم ذلك ترى الجموع أي الرجال والشباب تتجه الى الجوامع للصلاه والتدين والشارع يتجه الى التحجب.الحجاب لم يمنع التحرش بل زاده لربما هناك اثاره اكثر في الموضوع. ما هو دور رجال الدين والشيوخ في الجوامع ما هي رسالتهم للاجيال الشابه وخطابهم الديني عدا الجهاد والنكاح واقصاء الاخر المختلف .اين دور الاسره والعائله في التربيه.ما هو دور المدرسه والجامعه في التربيه والنشئ. المتتبع للاحداث يري ازدياد القتل على جرائم الشرف وغسل العار مثلما يسمونه في كثير من اقطارنا العربيه العراق الاردن فلسطين ومصر والضحيه هي المرأه. كنا نعتقد ان التقدم العلمي والرقي والحضاره لربما تغير من سلوكنا الا انه مع الاسف على ما يظهر اننا رجعنا الى الوراء لمئات السنين وعلينا البدء من نقطة الصفر والانتظار طويلا للاجيال القادمه التي لربما تصل الى ما نحارب من اجله من مساواه وحقوق للمرأه وعدم اذلالها ومهانتها. ان المرأه هي الجمال والعطاء والحياه متى تتعظون.
#سناء_بدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حتى متى سيبقى مسلسل حجاب العقل مستمرا
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|