أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرح البقاعي - توق الشاعرة














المزيد.....

توق الشاعرة


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1202 - 2005 / 5 / 19 - 10:32
المحور: الادب والفن
    


حين تطوف حول قصائد نواب تكتشف أن العبور إلى العالمية لا يكمن في اتخاذ الإنكليزية لغة للتعبير فحسب، بل إن شرطه يتأكد بمدى انغماس الشاعر بالشأن الإنساني، والقضايا العامة، بوعي ودراية بليغين.
بقلم: مرح البقاعي وكريس توماس



كم هو حجم الجراءة المنوط بخوض مغامرة النص الشعري، عموما؟ وكم يتضاعف ذاك التهوّر الإبداعي حين يُجترح هذا الفعل بقلم أنثوي يجسر على لغة البوح وتعرية النفس لمقذوفات فوّهة ضمير الشاعر الحارقة؟ وكيف ينتصر المجتمع- بخصوصيته البنيوية الثقافية - لهذه "الظاهرة" في حيّز تغيب فيه شراكة المرأة في صناعة الحدث؟ وكم تتراجع أولوية التقييم الفني للعمل كقيمة إبداعية وإنسانية على حساب الفضول الجمعي للتعرّف على الصوت الذي تجرأ على صمت النساء الداكن؟ وماذا لو أضفنا إلى كل إشارات الاستفهام تلك الفعلَ الباهر لهذا الصوت الشاب المتحدّر من مكة "نعمة إسماعيل نواب" الذي يصوغ أدبياته لا بلغة الضاد هذه المرة، بل بأدوات الأبجدية اللاتينية؟

تقول الشاعرة نواب في مجموعتها الشعرية التي حملت عنوان The Unfurling، والصادرة في الولايات المتحدة باللغة الإنكليزية عن دار نشر Selwa Press في ولاية كاليفورنيا، وهي دار تعنى بنشر تاريخ السعودية المعاصر بالإنكليزية حصرا:


الحرية/ أما آن لأفكاري/ أن تحوم/ وتجوب وتعبر صحاري الربع الخالي الشاسعة/ وتسري وتجوس خلال الكهوف الغائرة؟
أما آن لصوتي أن ينطلق/ صوت من لا صوت له/ يكسر حاجز الصمت؟

يبدو أن نواب لا تفصل حالتها الشعرية ونزوعها إلى عملية الحرية المعقدة في إطار جغرافي وتاريخي قد حجب هذا الحق عنها لعهود حين تقوم بمواجهتها الثانية وتدعو إلى حفل عام لتوقيع الكتاب في مكتبة جرير بجدة كاسرة بذلك تراكم تابوات حدّت من سيل المرأة في تيار الحياة العامة.

تقول النواب التي تعيش في مدينة الظهران السعودية مع زوجها وطفليهما: "لم أتوقّع هذا الإقبال اللافت على المكتبة حين عقدنا حفل التوقيع وكان الأول من نوعه لسيدة في المملكة. كل ما أردت آنذاك هو مشاركة الآخرين حالة الشعر التي تعتمر في نفسي. لقد ذهب بي الشعر أبعد من ذلك. لقد توّجني بمحبة الحضور وقراء الشعر".

بدأ الشعر بنبض في عروق الشاعرة نواب في سن مبكّرة. لقد تفتّحتْ ذاكرتها الفتيّة على أمهات الشعر الإنكليزي بتوجيه من أبيها حين كانت برفقته لمتابعة علومه في أدنبرا-اسكتلندا. تقول نواب: "عندما كنتُ في الثامنة من العمر كان والدي يقرأ عليّ أشعار شكسبير كل يوم مساء قبل أن أخلد إلى النوم. لقد لوّنتْ هذه القصائد ذاكرتي وأمدّتْني بدفق من الحس الموسيقي الشعري الجارف. ووجدت نفسي في سن الـ14 عاما أقرأ مسرحية يوليوس قيصر وأهيم شغفا بنصوصها إلى الحد الذي جعلني أحفظ العديد من مقاطعها غيبا".

يبرهن هذا الاستطلاع الذهني والانسجام المعرفي مع ثقافات الغرب تحوّلا ديناميكيا وتفاعليا يترافق مع انهيار الحوائل الجغرافية في وجه مد الاتصالات في عصر الفكر العولمي. والمثقف العربي ليس بمعزل عن حمأة هذه التحوّلات العالمية إذا كان خياره الانفتاح والحوار مع الآخر المختلف، وبلغته. وقد جاهرت نواب بخيارها بعيدا عن عُقَد الانتقاص أو الشيزوفرينيا الثقافية. لقد اخترقتْ نواب، وبجراءة لافتة، العزلة اللغوية والمعرفية لتشرف على العالم بنص قوامه نبض الشرق الدافق ورصانة الثقافة الإنغلوسكسونية، فأتى نصها الشعري مهاتَفة لـ"الآخر" بأصالة صوت "الأنا" وهمها الوجودي. وقد أعلنتْ نواب عن هذا الموقف في مقدمة كتابها حيث استعارت من أقوال الشاعر والفيلسوف الألماني جوهان غوتيه ما مفاده: "مهمة الشاعر أن يخاطب جوّانيّته أولاً.. عندها فقط ينطلق ليحاور العالم".

تتابع نواب رحلتها في تقديم كتابها في مناسبات عامة حيث عقدت مؤخرا أولى حفلات التوقيع في العاصمة الأميركية واشنطن في مكتبة بارنز أند نوبل الشهيرة في جادة جورج تاون، وهي المحطة الأولى من سلسة حفلات ستلتئم في ولايات أخرى. وهذه الجولة التي تُوّجت بنجاح وإقبال لافتين قد تكون سابقة لشاعرة سعودية في الولايات المتحدة. ونواب التي انطلقت الشرارة الشعرية الأولى لقصائد ديوانها إثر لقائها بالشاعرة الأميركية نعومي شهاب ناي حين كانت الأخيرة في زيارة لدولة البحرين في العام 2000 وبعد حوار معمّق ومستفز عن التجربة الشعرية والإبداعية الأنثوية عادت نواب إلى أوراقها لتخطّ أولى قصائد مجموعتها The Unfurling التي ضمت بين جناحيها 80 قصيدة اختارتها الشاعرة من مجموع 135 عمل شعري.

وهي لا تنأى بنفسها عن الرغبة في نقل الامتداد إلى اللغة العربية ليتسنّى للقارئ العربي متابعة أعمالها بلغته الأم.

إلى جانب اشتغالها بالشعر تمارس نواب التصوير الفوتوغرافي، ولها العديد من الدراسات المنشورة في الصحافة السعودية والدولية تناولت فيها قضايا متغايرة في شأن الإسلام، والفن، والتشكيل، والخط العربي، تُرجم بعضها إلى اللغات اليابانية والفرنسية والهولندية والبرتغالية.

حين تطوف حول قصائد نواب تكتشف أن العبور إلى العالمية لا يكمن في اتخاذ الإنكليزية لغة للتعبير فحسب، بل إن شرطه يتأكد بمدى انغماس الشاعر بالشأن الإنساني، والقضايا العامة، بوعي ودراية بليغين يتأصل فيهما الداخل الحميم ويمتد ليشارف العالمي المشترك بين أطياف البشرية جمعاء.

تصدّرتْ تغطيات حفل توقيع مجموعة نواب الشعرية الصفحات الثقافية لصحف عدة في السعودية. وكتبتْ صحيفة "اليوم" عنوانها بخط عريض: "لأول مرة... شاعرة سعودية توقع ديوانها بنفسها للقراء". أما صحيفة "عكاظ" فوصفت الحفل بـ"الظاهرة".



#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة مرح البقاعي الشعرية الجديدة بالإنكليزية
- لأول مرة في الصحافة العربية جريدة بلغة برايل للمكفوفين
- أوراق أورشليم
- الموسيقى في صناعة الحرية
- لا
- شعر العالم: الشاعر آليكسي شيرمان
- فبراير الأسود البشرة
- حرية القرن الأمني
- شعر: عين واحدة
- النفوذ الحر
- شعر: المنتحرون
- شعر:صولجان
- شعر العالم: الشاعرة كيم آدونيزو
- ملف شعر العالم: الشاعرة ساسيكا هاميلتون
- ملف شعر العالم: الشاعر روبرت كاندل
- ملف شعر العالم تنقله إلى العربية: مرح البقاعي - الشاعرة ديني ...
- ملف شعر العالم: الشاعر جيف هيلدبرانت
- ملف شعر العالم: الشاعر ديفس مكومبس
- سََحَابات القصيدة.. وحمأة التكنولوجيا
- حوار الغائب: المسرح في العصر


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرح البقاعي - توق الشاعرة