أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مازن كم الماز - قصة الجندي الطيب سيفيك للكاتب التشيكي ياروسلاف هازيك















المزيد.....

قصة الجندي الطيب سيفيك للكاتب التشيكي ياروسلاف هازيك


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4204 - 2013 / 9 / 3 - 01:22
المحور: كتابات ساخرة
    


قال نابليون أن الطبيعة الحقيقية للإنسان تظهر فقط في غمرة الأحداث الكبرى , و كثيرا ما نسمع في الأوقات العصيبة أن الأوقات العظيمة تستدعي رجالا عظاما , بهذه الفكرة بالتحديد بدأ الكاتب التشيكي ياروسلاف هازيك قصته الجندي الطيب سيفيك ( 1923 ) .. أراد هازيك أن يحدثنا عن أبطال "مجهولين و بسطاء" , لا يتمتعون بمجد نابليون , "لكن إذا عرفتهم عن قرب ستجدهم يتفوقون حتى على الاسكندر الكبير" .. يتابع هازيك تقديم بطله : في شوارع براغ اليوم إنسان يرتدي ملابسا رثة لا يدرك حتى هو مكانته في تاريخ المرحلة الجديدة العظيمة , يمشي في طريقه بتواضع , لا يزعج أحدا و لا يلاحقه الصحفيون من أجل مقابلة , إذا سألته عن اسمه سيجيبك بكل بساطة "سيفيك" .. هكذا نتعرف على سيفيك , إنه جندي تشيكي في جيش الإمبراطورية النمساوية المجرية , جندي من ملايين الجنود الذين قتلوا بعضهم بعضا فيما يسميه المؤرخون بالحرب العالمية الأولى .. هازيك نفسه شارك في تلك الحرب .. و الحرب كما قال كلاوزيفيتش هي استمرار للسياسة بأشكال أو بوسائل أخرى , لكن هذا صحيح فقط للسياسيين و الجنرالات , لكن ليس بالنسبة لأمثال سيفيك .. قتل في تلك الحرب 15 مليون إنسان , منهم مليون من جنود الجيش الإمبراطوري النمساوي المجري , بينهم 140 ألف تشيكي .. بدأت تلك الحرب بمقتل الأرشيدوق فرديناند , ولي عهد الإمبراطورية النمساوية المجرية , في ساراييفو .. "إذن فقد قتلوا "فرديناندنا" , عندما سمع سيفيك أخبار موت فرديناند من خادمته يجيب "أي فرديناند سيدة مولر ؟" , "أعرف شخصين اسمهما فرديناند , الأول مراسل عند بروسا , الصيدلاني , شرب ذات مرة بالخطأ زجاجة زيت للشعر ... و الآخر هو فرديناند كوكوسكا , الذي يجمع روث الكلاب . و موت أي منهما لا يمكن أن يكون خسارة" , فيأتيه الرد "كلا سيدي , إنه صاحب السمو الإمبراطوري" .. بعد هذا الاكتشاف تبدأ رحلة الجندي الطيب سيفيك , سيعلن أولا حماسته لخدمة إمبراطور النمسا – المجر في الميدان , و لإصابته المزعومة بالروماتيزم تقوم خادمته بدفعه على كرسي متحرك إلى مركز تجنيد الجيش الإمبراطوري في براغ , حيث سيقابل عناصر المكتب حماسته تلك بفتور , و بعد أن يتفوه بملاحظات "سياسية خطيرة" تعتقله الشرطة السرية , ثم يحال إلى مستشفى للمجانين , و من ثم ينقل إلى مستشفى للمتمارضين لزعمه الإصابة بالروماتيزم , قبل أن ينضم إلى الجيش أخيرا كمرافق لضابط , سرعان ما سيخسره الأخير لصالح ضابط آخر في لعبة ورق , ثم سيتوه في جنوب بوهيميا باحثا عن فرقته العسكرية فيعتقل بتهمة الفرار من الخدمة , ليسلم أخيرا إلى فرقته العسكرية , قبل أن يتهم ثانية بأنه جاسوس للأعداء و بعد أن ينجو بالكاد من الإعدام يعود من جديد إلى فرقته العسكرية .. هنا انتهت مغامرة سيفيك الطيب , فقد مات هازيك قبل أن يكمل قصته .. في قصص كافكا , الألماني التشيكي هو الآخر , يواجه أمثال سيفيك ذات السلطة البيروقراطية بقبضتها القاسية الباردة في أجواء مشابهة , كئيبة و سوداء بل و مرعبة .. في الصميم لا تختلف سخرية هازيك عن أجواء كافكا الغرائبية , إنه نفس العالم الغبي الموحش , و نفس المأساة التي يعيشها الإنسان .. سيفيك هو السيد كاف , و دائما هناك في الأعلى فرديناند ما و بينهما يمتد هرم هائل , غبي و تافه , بقدر ما هو قاسي و مرعب .. في عام 1943 أراد بريخت إكمال قصة سيفيك , ليخبرنا عن "سيفيك في الحرب العالمية الثانية" .. يفترض بريخت أن سيفيك قد خرج حيا من الحرب الأولى و امتد به العمر ليدرك الحرب العالمية الثانية , و سيخبرنا كيف حاول أن ينجو هذه المرة من أهوال تلك الحرب , من مقر الغستابو إلى السجن الحربي حتى تخوم ستالينغراد , حيث سيتوه في عاصفة ثلجية ليجد نفسه فجأة وجها لوجه مع هتلر التائه هو الآخر في العاصفة , يسد الثلج طريقه إلى ستالينغراد و الجثث المتجمدة و الجنود الروس و الشعب الألماني , و بعد أن يؤدي هتلر رقصة خرقاء يختفي أخيرا في العاصفة .. أما "سيفيك" السوفيتي ( إيفان تشونكين ) في قصة فلاديمير فيونوفيتش فيجمع بين الشخصية الروسية الفولكلورية إيفان الغبي و الجندي الطيب سيفيك .. يرسل الجيش الأحمر الجندي إيفان ليحرس طائرة سقطت في أرض تابعة لكولخوز سوفيتي .. في ذلك المكان النائي و المنسي يرتبط إيفان بنويرا إحدى نساء الكولخوز .. لكن بعد أن تأكل أبقار نويرا محصول جارها "المخترع" غريب الأطوار يسعى الأخير إلى الانتقام بأن يبلغ الشرطة السرية السوفيتية بأن إيفان جندي فار من الخدمة .. و عندما يأتي عنصر الشرطة السرية لاعتقال إيفان , و كجندي مخلص يرفض الأخير ترك مكان خدمته و بدلا من أن يجري اعتقاله يقوم هو باعتقال عميل الشرطة السرية .. بعد أن تكتشف الشرطة السرية غياب عميلها و أسره على يد إيفان و "عصابته" ( امرأته ) يرسل الجيش الأحمر فرقة كاملة لإلقاء القبض على تشونكين , لكن الأخير يدافع عن مزرعته بنجاح حتى يستخدم الجيش المدفعية ضده .. بعد أن يعرف الجنرال دريونوف بأن تشونكين دافع لوحده ضد كتيبة بأكملها يعلنه بطلا , لكن بعد أن يريه ضابط الشرطة السرية الأمر باعتقال إيفان يتراجع و يطلب من الأخير القيام "بواجبه" بأن يأخذ إيفان إلى "المكان الصحيح" .. سيفيك و إيفان جنود , و الجنود آلات غبية , بشر مسحوقي الإنسانية , تسحق مؤسسات السلطة إنسانيتهم و شخصياتهم بالكامل قبل أن تستخدمهم لسحق الباقين .. لكن هذه المؤسسة تريدهم أن يمارسوا غباءهم هذا "بذكاء" , و تبدأ مشكلتها معهم عندما يمارسون ذلك الغباء المرغوب "بغباء" , الأمر الذي ينقلب إلى شكل سلبي من مقاومة تلك السلطة في نهاية المطاف .. تنتهي قصة سيفيك السوفيتي إيفان تشونكين بحادثة غريبة , حين يجد جاره المخترع حصانه المفقود مصلوبا مع ملاحظة مكتوبة معلقة على حافره .. كان تشونكين قد سأل جاره "المخترع" عن سبب عدم تطور الأحصنة إلى بشر , كما جرى مع القردة بفعل تطور ذكائها و عقلها , رغم أن الأحصنة تعمل بجد أكثر بكثير من الإنسان , دون أدنى شكوى .. يفسر لنا الكاتب ما جرى بأن الحصان المفقود قد تطور بالفعل إلى إنسان و أصابه الذعر فقتل نفسه ....



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل شيء مباح , في سبيل السلطة
- ثورة ذوي السراويل الطويلة
- و رحل نبي التمرد
- محاولة لإعادة تعريف القاعدة
- السوريون : آخر قرابين التاريخ
- 2050
- نحو بديل ثوري تحرري
- ليون تروتسكي للشيوعي المجالسي باول ماتيك - 1940
- أدب المقاومة : الشاعر و الروائي السوريالي الروسي دانييل خارم ...
- نحو جاهلية جديدة
- فانتازيا ثورية : كافكا في دمشق
- محاولة لتحليل شخصية محمد
- مي زيادة و جبران خليل جبران
- مسكين أنت أيها العبد !!!
- ماذا بقي من الحلم السوري ؟
- كيف تنظر الطبقة السياسية و المثقفة للشباب الثائر
- أخلاق -حرة- ؟ -حب حر- ؟
- القصاص أو الفوضى
- تجربة شخصية مع الله و الرغبة
- الصعاليك , الثوار العرب الأوائل


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مازن كم الماز - قصة الجندي الطيب سيفيك للكاتب التشيكي ياروسلاف هازيك