وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 16:35
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
أرستقراطية المسؤولين القديمة
كان أحد العناصر المكونة لطبقة أصحاب الأراضي , الذي يمكن التعرف عليه بوضوح وفي العهد الملكي , عبارة عن شريحة من العائلات المرموقة التي كان يؤخذ منها أصحاب المناصب البيروقراطية أو البلدية العليا في العراق العثماني .
وعلى العكس من السادة ملّاك الأراضي الذين كانوا يقيمون بين أهل المدن أو بين العشائر , والمشايخ و الأغوات ملّاك الأراضي , الذين كانوا هم الشخصيات الرئيسية في الريف , فقد كانت جذور هذه العائلات الإدارية لا توجد إلا في المدن وحدها . وإلى هذا , فقد كانت أراضيهم تقع , قبل الاحتلال البريطاني , في متناول اليد من المدن الكبرى , كقاعدة . صحيح أن بعضهم نجح في الحصول من الحكومة العثمانية على صكوك ملكية تمنحهم حقوق ملكية في عمق المناطق العشائرية , ولكنهم كانوا يلاقون صعوبات كبيرة في تأكيد ادعاءاتهم هذه بحقهم في الأرض , وفي جمع ايجاراتها في فترات انهيار السلطة العثمانية الكثيرة التردد .
وباستثناء القلائل من السادة الذين كانت لهم علاقة ما بالبيرقراطية – رجال مثل عارف حكمت الآلوسي الذي خدم كمتصرف في فزان ( ليبيا ) وكان صهراً لنامق باشا والي بغداد التركي ( 1898 – 1902 ) – فإنه لم يكن لموقع هذه الشريحة من العائلات أي مغزى ديني . و الاستثناء الوحيد الآخر لهذا هو كان عائلة العمري التي قدمت رئيس الخزنة أو (( دفتر دار )) بغداد في أيام المملوك سليمان أبو ليلى ( 1749 – 1762 ) وقدمت والياً للموصل سنة 1831 وعدد من المناصب الأخرى , كما قدمت رئيسين للوزارة في العهد الملكي . وقد نسب لهذه العائلة شيء من القدسية نظراً لادعائها رجوع نسبها إلى الخليفة عمر بن الخطاب . وكان أحد أجداد العائلة , قاسم العمري , قد هاجر إلى الموصل في القرن السادس عشر , لكي يحمي بفضل قدسيته , المكان من الزلازل و الكوارث الطبيعية الأخرى التي كانت تحل به كما قيل . وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟