أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - مزمل الباقر - عن عقوبة الاغتصاب بالسودان














المزيد.....

عن عقوبة الاغتصاب بالسودان


مزمل الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 11:20
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    



الخبر الذي تناقله ناشطون سودانيون قبل أشهر عبر فيسبوك والذي يشير إلى طفلة سودانية عمرها ثامنة أعوام اغتصبت من قبل ثلاثة مما ادى إلى هتك جدار الرحم فإضطر الاطباء لإزالة الرحم ومن رحمه الله بالطفلة انها ماتت نتيجة هذا العملية لأنها لو عاشت لن تنتج كل برامج التاهيل النفسي وكل ما استحدثه العلم من برامج الدعم النفسي لن ينجح كل ذلك في جعل هذه الطفلة تبتسم دع عندك ان تعيش حياتها بصورة طبيعية. لكن حكاية هذا الطفلة لم تنتهي لأن ما تبقى من الحكاية يشير إلى ان والد الطفلة رفض ان يشتكي خوفاً من الفضيحة ربما لأن المعتدين الثلاث من أقارب الطفلة وهذا ما يحدث في الغالب الأعم في مجتمع يخاف الفضيحة.

وكان من الطبيعي والمنطقي ان تقرأ عيناي قبل أيام وبعد أشهر من تلك الحادثة بإحدى صحف الخرطوم خبر اعتداء سائق امجاد على طالبة في سنتها الأولى بالمرحلة الثانوية باحدى احياء العاصمة المثلثة. واكتفى القاضي بان حكم بالسجن عليه كذا سنة وغرامة قدرها كذا مليون جنيه سوداني.. ليضاف بطل هذا الجريمة لسلسلة طويلة من الأبطال الذين اكتفى المشرع بسجنه وغرامته فقط.

اعتقد ان تزايد حالات الاغتصاب في السودان وخاصة وسط الاطفال هو من ناحية بسبب ثقافة العيب التي تستشري في المجتمع السوداني وفي غيره من المجتمعات الشرقية بشأن التكتم على الاغتصاب دراً للفضيحة وحفاظاً على شرف المعتدى عليها الذي انتهك وكأنها لم تغتصب وإنما زنت ..

ومن الناحية الأخرى فإن العقوبة غير رادعة فعندما يكتفي المشرع بأن يعاقب كل ذئب بشري مريض حيواني الشهوة بالسجن والغرامة كأنما يكافئه على جريمته القذرة وربما شجع غيره من الذئاب البشرية ان تتجاسر وتسجل حالة جديدة من حالات الاغتصاب دون خوف على حياتها طالما ان العقوبة سجن مهما طالت سنواته ستنتهي وطالما ان العقوبة عدد من ملايين الجنيهات السودانية يمكن ان يتحصل عليها المعتدى. ويقضي عقوبة ويخرج من جديد ذئباً بشرياً اكثر شراسة وسيكون دافعه هذا المرة الشهوة والانتقام من الضحية. لتدخل الضحية نفسها – ان لم يتغمدها الله برحمته وتموت- في صف طويل مع غيرها من الضحايا اللاتي يخضعن لبرنامج تأهيل نفسي.

ولعل التأهيل النفسي في اعتقادي سيكون سهلاً بالنسبة للفتاة أو المرأة لكن سيكون عسيراً إن لم يكن مستحيلاً عندما تكون الضحية طفلة ترى احد اقاربها يعتدي عليها ولا تدرك لماذا فعل ذلك وكيف ان غريزة بشرية تتحول في لحظات مجنونة لغريزة حيوانية يمارسها عليها شخص كان مقرب لقلبها قبل ثواني فقط من ارتكابه لهذا الجرم ليتحول في نظرها – إن كتب لها الحياة – ابعد رجل لقلبها ويضاعف من ألمها وربما انسحاق روحها أن ذويها لم ينالوا من هذا الذئب البشري واقترحوا على تلك الطفلة بكل الوسائل التي تنسى و ان تعيش حياتها حتى لا تفضحهم!!!!!!.

في التشريع الاسلامي يعاقب مرتكب جريمة الزنا في حالة كونه محصناً اي متزوجاً يعاقب بالرجم حتى الموت ولابد من ان يشهد عذابه طائفة من الناس في مكان عام. اعتقد ان هذا القانون لو طبق وازيح القانون الوضعي جانباً فيما يختص بعقوبة المغتصب لكان له اكبر اثر في ردع الجاني ليكن عظة لغيره وربما شجع اقرباء المغتصبة من الدرجة الأولى ان يبلغوا بالجريمة طالما أن هنالك عقوبة رادعة وفي ظني انه لا شيء يردع أي ذئب بشري مريض من ان يتجاسر ويغتال طفولة أو يعتدي على كرامة اثنى باعتدائه عليها سوى انه يعلم ان هنالك ذئاب بشريه سبقته وعاقبها القانون بالرجم حتى الموت في ميدان عام يحضره رهط كبير من البشر من الجنسين بما فيهم أهل المعتدى عليها.

في رأي اننا قد ننجح هذه المرة لو طبق هذا الحكم الشرعي بديلاً عن عقوبة الاغتصاب في القوانين الوضعية وقد ننجح في انتشال مجتمعنا السوداني من هذا الدائرة المفرغة من الجرائم . حتى لا يكون القانون والمجتمع في صف المعتدي ويشجعه ويشجع غيره من الذئاب البشرية المريضة هلى مواصلة هذه الجريمة القذرة والبشعة طالما ان المعتدى أو المعتدين يدركون ان محصلة الأمر سنوات من السجن يقضونها وملايين من الجنيهات يدفعونها لتظل أرواحهم الخبيثة بين جنبيهم لتتصدر اخبار بطولتهم عذراً جريمتهم القذرة صدر الصحفة الأولى وغيرها من وسائل الاعلام المسموعة والمرئية في تسجيل جريمة جديدة لهم كلأنهم يقدمون للمجتمع ( صاحب ثقافة العيب) إصدارة جديدة من منتوجهم الفكري او الفني او العلمي.



مزمل الباقر
الخرطوم بحري في 2 سبتمبر 2013م



#مزمل_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ( نفير: حملة الناس للناس ) تقرير شبه مفصل عن زيارة ( جبر ...
- هو
- سنعود بعد قليل .. دراما الوجع السوري ( 3 – 3)
- سنعود بعد قليل .. دراما الوجع السوري ( 2 – 3)
- سنعود بعد قليل .. دراما الوجع السوري ( 1 – 3)
- مناجاة
- امرأة بأفكار مجنونة
- مستعمرة قديمة
- إيه آخرتا
- وردة حمراء من أجل مارغريت
- يا أمدر .. يا حلوة
- الشرفة
- العمدة أحمد الرفاعي ( 5 – 5 )
- العمدة أحمد الرفاعي ( 4 – 5 )
- العمدة أحمد الرفاعي ( 3 – 5 )
- العمدة أحمد الرفاعي ( 2 – 5 )
- العمدة أحمد الرفاعي ( 1 – 5 )
- كنخلة جاءت إلى النيل حزينة
- الغرباء
- بابك .. قفلتو


المزيد.....




- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - مزمل الباقر - عن عقوبة الاغتصاب بالسودان