وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 23:02
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
رشيد عالي يربط مصيره بياسين الهاشمي
منذ سنة 1930 ولست سنوات تالية , ربط رشيد عالي مصيره بياسين الهاشمي , وعمل الاثنان على نشر أشرعتهما باتجاه الريح الشعبية .
وبعد سنة 1933 , عندما أصبحت البلاد فريسة للخلافات الاضطرابات بعد فقدانها لسلطة الملك فيصل الكابحة , برز خط رشيد عالي المغامر إلى الواجهة . وهذا ما دفعه سنة 1935 , إلى جانب حبه المطلق للمنصب , ( انجر باكياً ) ذات مرة لأن أصدقائه شطبوا أسمه من الوزارة , وهذا ما دفعه وهو خارج السلطة إلى وسائل جديدة وأكثر نشاطاً للحصول على الحكم . وبتشجيع من ياسين الهاشمي , خطط رشيد عالي لهيجان بين مشايخ الفرات الأوسط , ومن خلال هؤلاء , نجح الاثنان في الاطاحة بوزارتين منافستين بتتابع سريع , وحصلا على الحكم لصالح ياسين الهاشمي نفسه . وبعد سقوطه وسقوط ياسين الهاشمي سنة 1936 , والقضاء على بكر صدقي سنة 1937 , نقل الكيلاني اهتمامه من العشائر إلى الجيش . فقام أولاً برعاية ولاء جناح عسكري يقوده اللواء حسين فوزي , رئيس الأركان , ولكن عندما ظهر سنة 1940 أن هذا الجناح كان صغيراً جداً , تسلل رشيد عالي إلى دائرة عطف (( العقداء الأربعة )) . وبالسياسات نفسها التي كسب بها دعمهم له لرئاسة الوزارة في تلك السنة – أي الموقف المحايد من الحرب العالمية الثانية والتفسير الحرفي الدقيق للامتيازات التي يتمتع بها الانجليز بموجب معاهدة 1930 ومحافظته على الاتصالات السرية مع قوى المحور – استثار مطالبة الحكومة البريطانية بطرده , وهو ما دفعه أكثر فأكثر إلى احضان العقداء الأربعة , وهنالك احتمال كبير بأنه كان العامل الكامن وراء تبنيه انقلابهم في سنة 1941 , ولكن من الممكن أيضاً تفسير هذا التبني من خلال بعض مظاهر شخصيته وتاريخه الذي ذكرناه .
ومن المؤكد أن رشيد عالي كان قد خرج منتصراً في كل معاركه في لعبة السلطة , ولكن ارتباطه بالعقداء الأربعة ربطه بقضية خاسرة , على المدى القصير على الأقل . ووصلت سيرته المهنية في العراق إلى نهايتها .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟