أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باقر الفضلي - سوريا: بين الشرعية الدولية وشريعة الغاب..!؟؟(*)














المزيد.....

سوريا: بين الشرعية الدولية وشريعة الغاب..!؟؟(*)


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 4201 - 2013 / 8 / 31 - 23:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


سوريا: بين الشرعية الدولية وشريعة الغاب..!؟؟(*)

باقر الفضلي

تعيش سوريا اليوم، تحت ضغط حالة من العسف اللامسؤول، من قبل اكبر دولة مسلحة حتى الأسنان، دولة شاءت الصدف التأريخية، أن يناط بها مسؤولية حفظ الأمن والسلم الدوليين، بإعتبارها أحدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وبالتالي وجدت في نفسها القدرة والمكنة في تحديد القرار الذي يناسب مصالحها، في تجريم أي من دول العالم، ممن يشكل أو يقف عقبة في طريق هذه المصالح؛ فهي وطبقاً لما تشيعه من عقيدة ومباديء، والتي ما إنفكت ترددها ليل نهار، بإعتبار إنها الدولة الراعية لأسس ومباديء الديمقراطية في العالم؛ فهي والحال؛ تجدها في عين الوقت، قد نصبت من نفسها، مدعياً وحاكماً ومنفذاً للقرار، وسعيد من يفلت بنفسه من إنتقامها، وقد نأت بنفسها بعيداً عن قارات العالم، طليقة في تحكمها بشؤون الجميع، من خلال إذرعها الممدودة والمغروسة في كل مكان..!؟

ومن المفارقات اليوم، ان تكون دولة سوريا العربية المستقلة، والعضو المؤسس للأمم المتحدة والجامعة العربية، هي كبش الفداء المرشح لأن ينحر بيد الدولة " العظمى" وسيدة دول العالم، والحامية الأولى للسلم والأمن الدوليين، وراعية الديمقراطية في العالم، وصاحبة أول رئيس للدولة يحمل "جائزة نوبل للسلام "، لتكون في عداد تلك الدول والشعوب التي سبق وهدرت أمريكا، وبدم بارد، دماء الأبرياء من أبنائها، ودمرت هياكل بنائها الإقتصادي والإجتماعي، بالنابالم والغازات الكيميائية واليورانيوم المنضب، والقنابل الذرية، ولا عجب اليوم، ان تتكرر اليوم، التجربة نفسها، مع سوريا أو غيرها من الشعوب والبلدان..!!

فالعدوان المرتقب على سوريا، قد وجد تعبيره الواضح المعالم، وعلى لسان وزير الخارجية الأمريكية السيد جون كيري في بيانه الصحفي من واشنطن بتأريخ 30/8/2013، والذي جسد فيه، كل ما تمت الإشارة اليه في مقدمة هذه المقالة؛ فكل ما جاء من حيثيات وتفاصيل خطاب السيد جون كيري، إنصب في البداية على إبراز دور أمريكا (كجهة مدعية )، في التهمة الموجهة الى سوريا حول إستخدامها الاسلحة الكيميائية، وحاول في توجيهه الإتهام المذكور، وهو يخاطب الرأي العام الأمريكي، ان يوظف كل ما في إمكانه من التركيز على الجانب الإنساني والمعنوي، بهدف التاثير على مشاعر المواطنين وكسب تعاطفهم، بما فيها عرض أفلام من الفديو لضحايا من الأطفال، ويكفي القول هنا، وطبقاً للقاعدة الفقهية/ التي تقول: ((البينة على المدعي واليمين على من أنكر))، والعلة في وجوب هذه القاعدة هو ما يقوله الفقه : )) ... والحكمة في كون البينة على المدَعي أن جانب المدعي ضعيف لأنه يدعي خلاف الظاهر فكُلف الحجة القوية وهي البينة فتقوى بها ضعف المدَعي.. وجانب المدعى عليه قوي لأن الأصل فراغ ذمته فاكُتفي منه باليمين وهي حجة ضعيفة.(( (1)

وفي هذا الجانب، وهذا ما تمت الإشارة اليه في مقالة سابقة، فلم يلمس المستمع لخطاب السيد الوزير ما يؤكد أو يثبت إدعائه من دليل، وإكتفى بمجرد التعظيم من هول الحدث وأخذ على عاتقه مهمة إصدار الحكم بالقرار المتوقع إتخاذه من قبل الرئيس أوباما بحق سوريا، كعقاب على إستخدام مزعوم من قبل سوريا للأسلحة الكيمياوية، وبهذا نصب السيد جون كيري أمريكا حاكماً بأمره من وراء ظهر الشرعية الدولية، الأمر الذي أكده السيد أوباما في خطابه المفاجيء وقبل أقل من ساعة من الآن، وهو يلوح بإتخاذه القرار بتوجيه الضربة العسكرية ضد سوريا، وبأنه سيطلب من الكونغرس الأمريكي التصويت على قراره..!؟؟؟

لقد أثبت السيد أوباما بقراره المذكور، وهذا ما أشار اليه في خطابه، بأن أمريكا قدا جاوزت كل الحدود الشرعية ، وبأنه وضع نفسه على طريق سلفه السيد بوش الأبن، وبأنه قد رمى الكرة في ملعب الكونكرس الأمريكي، معلناً بأنه قد قام بما هو مطلوب منه في معاقبة سوريا ، رامياً بعيداً عن طريقه، دور مجلس الأمن والشرعية الدولية، متمسكاً وبذريعة الحفاظ على الأمن القومي، "بشريعة الغاب"، غير مبال بكل ما يمكن أن تكون عليه تداعيات الضربة العسكرية الأمريكية، وما هي أعداد الضحايا من المواطنين السوريين الأبرياء الذين سيسقطون ضحايا جراء الضربة العدوانية، ولكن من ينتهج نفس طريق السيد جورج بوش الأبن لا يضيره ما ستكون عليه أعداد الضحايا، وما سيبلغه حجم الخراب والدمار؛ ويظهر أن من يحمل جائزة نوبل للسلام، هو الأجدر كما يبدو، من أن يثبت للعالم بأنه "رجل السلام" بحق، وهو من سيطفأ نار الحروب التي أشعلها وسيشعلها بنفسه، فليطمئن الكونكرس الأمريكي والشعب الأمريكي، طالما حباه الله برئيس مؤمن لا يحب إلا "السلام"...!؟؟

أما الشعب السوري البطل، فهو من يدرك كل تفاصيل اللعبة من بداياتها ، وسيغنيه صموده الرائع، صموداً فوق الصمود، صموداً لن تقوى على كسره كل محاولات المستنجدين بالأساطيل الأمريكية وحلفائها، ولم يفت في عضده لا غزوات الإرهابيين ولا تخرصات المستسلمين اليائسين..!؟
تحية إكبار لصمود الشعب السوري العظيم
باقر الفضلي / 31/8/2013
_______________________________________________________________
(1) http://www.elajyal.net/videos/105627/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%
(2) http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2013/08/130831_syria_putin.shtml
(*) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=375528










#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: إشكالية الدفاع عن الوطن..!(*)
- سوريا : التدخل العسكري إنتهاك صارخ للقانون الدولي..!!؟
- سوريا: التلويح بالتهديد والإنذار بالوعيد..!؟
- مصر: حينما يصبح الإرهاب حقيقة..!!؟
- مصر: الثورة المصرية وخطر الإرهاب..!!؟؟
- مصر: المشهد السياسي بين الواقع والتضليل..!؟
- مصر: لا وقت للإنتظار..!
- فلسطين: قانون - برافر- العنصري..!؟
- مصر: الشعب يستعيد المبادرة..!
- فلسطين: نجم في سماء الفن العربي..!
- سوريا: نفق الحل السياسي..!؟
- فلسطين:النكبة.. الحدث الذي لا ينسى/ثانيا..!
- سوريا: إسرائيل رأس الحربة في التدخل..!!؟
- سوريا: -أصدقاء سوريا- في الميزان..!؟
- العراق: الحكمة قبل القرار..!؟
- العراق: الإنتخابات بين الأمل والتأمل..!!؟
- فلسطين: شهداء في قبضة الإحتلال..!
- سوريا: جامعة الدول العربية؛ عود على بدء..!؟
- سوريا: جامعة الدول العربية في الميزان..!؟
- المرأة: في دائرة العنف..!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باقر الفضلي - سوريا: بين الشرعية الدولية وشريعة الغاب..!؟؟(*)