أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فؤاد قنديل - خطأ السيسي الفادح















المزيد.....

خطأ السيسي الفادح


فؤاد قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 4201 - 2013 / 8 / 31 - 10:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



لو أنه فعل ما أتصور أنه الصواب لما كانت مصر كما هي الآن وما كانت عليه قبل الآن ومنذ الثالث من يوليو عام 2013 .. لقد أتاح له الحظ أن يصبح قائدا للقوات المسلحة المصرية ليس في غفلة من الزمن ، بل بإرادة الله وإرادته لأنه رجل موهوب قياديا ويتمتع بالعزيمة وقد حصّل قدرا كبيرا من العلم بالأسلحة والخطط الحربية والثقافة ، وسلوكياته تتسم بالدقة والانضباط والأهم أن الله منحه الشعور العميق بالوطنية القائمة على عشق الوطن ، وخاصة أنه ابن الفترة الناصرية وهي المدرسة الأولي للوطنية ، كما أن تجاربها كانت من الثراء والخصوبة بحيث يمكن لمن عاشها وخبرها وتأملها والتحم بآمالها وآلامها وقراراتها وانتصاراتها وإخفاقاتها أن يتعلم الكثير جدا من علوم القيادة والإدارة وفهم التاريخ والاستفادة من دروسه والغوص في بحار السياسة وفهم أبعادها وإدراك معنى المُثل العليا والوعي العميق بالمتغيرات الدولية والفروق المحورية بين الشخصيات القيادية التي تتباين من الإسكندر الأكبر إلى عمر بن الخطاب ومن هولاكو إلى هانيبال ، ومن صلاح الدين إلى محمد الفاتح .. من نابليون إلى محمد على ، ومن غاندي إلى هوشي منه .. من جمال عبد الناصرإلى نيلسون مانديلا.
لو أنه فعل ما أتصوره الصواب لما كانت مصر على حالتها المتردية الآن ومنذ الثالث من يوليو حيث تعيش فترة من التخبط السياسي وتبحر بها السفينة ذات الأشرعة الممزقة في بحر عاصف تضربها أمواجه في صخور الالتباس وجبال التحديات الملعونة والآفاق المظلمة .. لقد كان يعلم علم البقين أن أعداد المنحرفين عن الصواب داخل الوطن بمئات الألوف تعيث في كل ركن بالفساد دون رحمة ودون ضمير وقد تعلقت طموحاتهم بالأهداف الوضيعة ، وكان يعلم علم اليقين أن المتآمرين من القوي الخارجية لا ينامون الليل من أجل تفكيك الأمة وتقسيمها إلى دويلات وتفتيت الوحدة ونشر الفتن وتشجيع الفوضي والتحريض على ضرب الأمن وتقويض سيادة الدولة .
لو أن السيسي فعل الصواب الذي تمنيته وحلمت به بعد الخطوة التاريخية التي أقدم عليها بعزل الخنفساء السياسية التي وضعتها الجماعة المشبوهة على رأس النظام حتى لأحسب أن كثيرا من المصريين لا يكادون يدركون الأهمية البالغة لعملية تخليص مصر من الفصيل الذي لا يجيد غير عشق السلطة وتجرع الدماء والولع بالحرائق والبحث عن مصالحه وتحويل كل أفراد الشعب إلى كيانات ضالة ومضلة تنشر الخراب والكراهية والفساد والعناد والجهل والاستبداد وتبث السموم وتدمر المحاكم وكل دور القضاء بل تقضي على القضاة أنفسهم وتهدم وتحطم دور العبادة وتقتل كل من يقف في طريقها خاصة الأقباط ولا تتورع عن تهديدهم على الدوام ولا تهتز في عين أحدهم شعرة إذا ما أحرق كنائسهم ومحلاتهم وسرق ما تحتويه واختطف أولادهم .. لقد كانت تلك القفزة على الجماعة وقادتها قفزة الحصان الطائر والأسد الهصور والبطل المغوار الذي قرر أن ينقذ الأميرة من الوحوش الكاسرة والطيور الجارحة والخفافيش مصاصة الدماء التي يزعجها إلى درجة الموت والجنون أن تري قيم الحق والخير والجمال متحققة ومتألقة في مكان ما حيث ينتشر النور ويختفي الظلام وتورق الزهور في الحدائق وتسود في العالم قيم الصدق والأمانة والتضحية والتسامح .
لو كان السيسي فعل ما أتصوره الصواب لتولي بنفسه الإشراف على تنفيذ خارطة الطريق .. نعم .. ولا يكون ذلك إلا على النحو التالي :
1 - الإعلان عن تأجيل الديمقراطية لمدة عام وعدم السماح بأي تجمع بالشوارع يتجاوز خمسة أفراد
2 - القبض على كل قيادات الجماعات الإسلامية بكافة طوائفها وألوانها وعلى كل من عمل ضد الثورة سواء بالإعلام أو بالسلاح أو بالتحريض وإنزال أشد العقوبات بهم خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر عبر محكمة الثورة ، وإعدام فوري لمن قتل شخصا واحدا أو تسبب فيه ، والسجن عشر سنوات لأقلهم جريمة وإلقائهم في سجون بالصحراء .وطى هذه الصفحة تماما وإخلاء البلاد من أي أثر لهذه الخزعبلات المنحرفة .
3 – إلغاء كلمة مصالحة من اللغة العربية وكل اللغات
4 – تشكيل حكومة ثورية وبدء العمل منذ الدقيقة الأولي
5 - تنفيذ خارطة المستقبل التي وضعها مع عدم الإنصات لأي تصريحات أو نصائح أو مؤامرات محلية أو إقليمية أو دولية
6 - عدم الترخيص بتأسيس أحزاب على أساس دينى وحل كل الموجود منها
7 - وضع معايير ثابتة وحاكمة لعمل الوزراء والمسئولين بحيث يتم البت في أي إخلال أو تقصير أو خيانة فورا
8 – فصل كل من يمد يده للمال العام فورا وتغريمه بما يتناسب مع الجرم
9 - عدم الاعتراف بالمحاكمات التي جرت لرموز حكم مبارك ، وإلغاء كل الأحكام الصادرة ضدهم إذا أعادوا كل ما نهبوه من أموال وممتلكات الشعب
10 – سحب الجنسية المصرية ممن لا يحيى العلم ولا يقف للسلام الجمهوري
11- شعار الأمة يجب أن يكون " الدين لله والوطن للجميع "
12 - وضع خطة عاجلة للقضاء على القمامة بجميع ربوع مصر خلال ثلاثة أشهر والحفاظ على استمرارية " مصر نظيفة " ، مع سحب تراخيص المصانع التي تصرف في النيل وتوقيع مخالفات رادعة لأي مواطن يقترف هذا الإثم .
13 – وضع خطة عاجلة لمحو الأمية خلال ثلاث سنوات على الأكثر بالاستعانة بالشباب
14 – وضع خطة عاجلة للبدء بتنمية سيناء فعليا لا إعلاميا بما لا يتجاوز ثلاث سنوات بحيث تستوعب مشاريعها مليون مواطن
15 – القضاء على جميع الباعة الجائلين في الشوارع وتفريغ الأرصفة من أية إشغالات وإغلاق المحلات المخالفة
16 - إعلان القاهرة مدينة مغلقة لا يضاف إلى ساكنيها الفعليين أي كائن لمدة عشر سنوات على الأقل
17 - وضع خطة لنقل الحكومة بالكامل إلى عاصمة جديدة ومكانها غرب المنيا خلال خمس سنوات على الأكثر
18 – استعادة النشاط السياحي خلال ثلاثة أشهر على الأكثر وتشجيعه بكل الوسائل
19 – وقف أي ترخيص لبناء مصانع بالقاهرة وتوجيهها جميعا للوجه القبلي
20 – بعد إجراء كل العمليات السياسية التمهيدية لإقرار الديمقراطية بما فيها الدستور ومجلس الشعب وانتخابات رئاسة الجمهورية تعلن انسحابك من المشهد وتعود وزيرا للدفاع
بدون ما سبق ذكره على النحو المشار إليه لا يمكن أن تستقر الأحوال بمصر ولن تضع أقدامها على طريق التنمية والتقدم ، وسوف تظل في حالة احتراب من كافة الأطراف والقوي السياسية والدينية ، مع الأخذ في الاعتبار أن كل الجماعات نسخة واحدة من بعضها وإن اختلفت في الألوان والأساليب واللغة ودرجة الدهاء وسبل التنظيم وفلسفة العمل داخل الجماعة . وأرجو الثقة بأن ما دعوت إليه إنما هو أفكار أساسية تخضع لتحديد التفاصيل والخرائط ، لكن دون دقة وانضباط والتزام عسكري سنظل ندور في حلقة مفرغة من العشوائية والتسيب والنهب وتعود الجماعات للظهور بأقوي مما كانت عليه .. البلاد متفسخة على كافة المستويات والعمل بقوة لتجميع لحمها المتناثر ولتعويض خسائر أربعين عاما هو الحل الوحيد لتحقيق الأمان والتقدم.



#فؤاد_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر في قبضة الشياطين
- جمهورية -رابعة -
- لا تصالح
- العلاقات الشائكة بين أمريكا والعرب ( 2 )
- العلاقات الشائكة بين أمريكا والعرب (1)
- خذوا مرسي وهاتوا أردوغان
- زيارة لسجن طرة
- هل قامت في مصر ثورة؟
- صندوق الحرية الأسود
- هُوية مصر ليست إسلامية فقط
- تعود سيناء أو يذهب مرسي
- مرسي المالك الوحيد لقناة السويس
- محاكمة النظام أو المواجهة
- التحرك الحاسم ولو بالقوة العسكرية
- جرح مفتوح
- ابحثوا معنا عن .. الرئيس
- لماذا قبلت ؟
- من جرائم الجماعة في حق الشعب
- أخيرا .. يا حبيبتي
- بغيرالعقل والشجاعة .. لن تصبح رئيسا


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فؤاد قنديل - خطأ السيسي الفادح