صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1201 - 2005 / 5 / 18 - 09:25
المحور:
الادب والفن
24
... ... .... .... .... ...
آهٍ .. فقدَتِ اللغة حميميّاتها
تصدَّعَ الوئامُ
خوفٌ متجَذِّرٌ في أرخبيلِ العمرِ
في إشراقاتِ الصَّباحِ
على امتدادِ الأوقيانوس ..
تقشَّرَتْ أشجارُ الكينا
مِنْ تفشِّي السَّحايا
مِنْ تفاقمِ الغبارِ
سقطَتْ أيقوناتُ العمرِ
المعلَّقةِ على صدرِ الحياةِ
تهشَّمَتْ قبلَ أنْ تصلَ مجالَ الضَّجرِ
مسحةٌ مِنَ الحزنِ ارتسمَتْ
فوقَ خدودِ الهلالِ ..
هربَ دبيبُ اللَّيلِ
مختبئاً بينَ الحطامِ
لَمْ يجدْ ابن آوى مكاناً لَهُ
بينَ الحطامِ
يبحثُ العاشقُ عَنْ شمعةٍ
عَنْ فُسْحَةِ أملٍ
سرابٌ طافحٌ
فوقَ كاهلِ الأيامِ
أشواكٌ تنمو في ظلالِ الحلمِ ..
تدحرجَتْ صبيّة
مِنْ لونِ الكرومِ
قبلَ أنْ تصلَ إلى قمّةِ هضبةٍ
انكسرَ بابوجُهَا
قبلَ أنْ تلقي نظرةَ الوداعِ
على ضريحِ الحبيبِ ..
دمعةٌ ساخنةٌ انسابَتْ
فوقَ هالةِ البدرِ
انطفأ الموقدُ ..
قُشَعْريرةٌ باردةٌ ..
باردةٌ للغاية
تتصالبُ معَ أوصالِ اللَّيلِ
تزدادُ يوميّاً
مساحاتُ صحارى الرُّوحِ
يباسٌ منبعثٌ مِنْ أحشاءِ السّنينِ
خرَّتْ مِنْ كَبَدِ السَّماءِ نجمتان
فوقَ أرضِ شنعار ..
بابل برجُ الحضاراتِ
حضارةُ هذهِ الأيّام تمطرُ باروداً
فوقَ برجِ الحضاراتِ
الإنسانُ ومضةُ فرحٍ
ومضةُ حزنٍ ..
ومضةُ ضجرٍ
رحلةُ حِيْرَةٍ شائكة
تهرسُ خصوبةَ الرُّوحِ!
.... .... ..... .... يتبع!
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟