خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 00:15
المحور:
الادب والفن
لست من هنا أنا ،
أنا من هنالك ،
وهذا الجسد لا أملكه ،
وليس له مالك ،
تملكه فكرة لا مكان لها ،
ربما حطت على نيلفور ،
وربما استيقظت من نور خيالك ،
كي أوقظ فيك ما تجهله فيك ،
كي أمنحك انت ،
وأدلك على مكانك ،
انت مثلي لست هنا ،
والفرق الوحيد بيننا ،
أنك تستسلم لفكرة ،
ربما تقول فيها أنك هالك ،
وأنا أصرخ في وجه المقبرة :
كوني لمدادي المتسرب مني محبرة ،
فلست رهينا لمملكة الممالك ،
ولست ظلا لأحد ،
ولا خطوا لأحد ،
ولا صدى صوت شائك ،
لست من هنا أنا ،
أنا من هنالك ،
حيث القمم اللاترى ،
حيث لا حدود للمسالك ،
حيث لاجندي يصوب مسدسه لجسد منهك ،
ولا حراس الحدود يسألون طيفا ،
يلعب بألوانه ويمنحها لمن شاء ،
في لعبة البياض أن يشارك ،
لا تمنحني وسادتك ،
لا أريد أن أزعج ضحكات أحلامك ،
أريد أن أرى ابتسامة الريح على شفتيك ،
أريدك كما البحر ،
في قمة هيجانه ضاحك ،
يكفيني ان أتعكز على حلم ،
فأمنح مساحات المجهول،
لظلالك ،لست في انتظار أحد ،
تكفيني هذه الكائنات الشجاعة ،
وهي تخرج من سماء الكتاب ،
كي أغير لون ليل حالك ،
اقرأ معنى كتابك ،
كي تقرأ نقيض ما تتوهمه ،
وما يستوطن نواة بالك ،
أريد أن أكفر عن خطأ لم أقترفه ،
بل هو من اقترفني ،
وزجني في دوامة من المعارك ،
للآن لم أدخل ولو واحدة منها ،
لكنها تؤلمني في الذاكرة ،
وتسيج سمائي بالجثث ،
فهنا لم يمر نبي ،
وهنا لا أحد من أولياء الجناح يبارك ،
هنا قبر مفتوح على خيالك ،
كي تتوسل مساحة في العدم ،
رغم البساتين المنشورة من جناحك الى جناحك ،
حين أنظر الى وجهي الذي لا يشبهني ،
أقع مغشيا علي ،
هل علينا ان نعيش بأقنعة الآخرين ،
كي نصير شوكا لعوسج ، سلفا هو متشابك ؟؟؟،
الشعر أنا ، والشعر ليس من هنا ،
هو أيضا من هنالك ،
هو من مزرعته الخضراء ،
من أين تأتي النيازك ؟؟؟؟ ،
هو مجرد كلام ،
لكنه لا يشبه ما تأتيه من كلامك ،
قد لا تسمعه ولا تقرأه ، وقد تكرهه ،
لكنه مائي أنا ،
فاشرب من مائك ،
حقا لست من هنا أنا ،
أنا من هنالك ،
فلا تقتفي أثري ،
طريقي شاق ،
وموجي لا يتحرك في بحارك .
25--8--13
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟