أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - بصاق مختارين المحلة














المزيد.....

بصاق مختارين المحلة


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 17:21
المحور: كتابات ساخرة
    


مضبطة السكن لها عندنا أهمية قصوى , فالحياة تتوقف بدونها , من أرادها عليه أن يذهب بورقته الى مختار المحلة لـ ( يطمغها بالمهر على أسطمبه) بعد أن يرشقها بـ ( تفلة ) كان لون الحبر أحمر فيما مضى , وكثيرا" ما كان الناس يسيرون وأفواههم ملونة بحمارها الأقرب الى (الخاكي) بسبب لعق مكانها كي لا تنمسح لتبقى , يحصلون عليها بشق الأنفس بعد دفعهم لمبلغ من المال أو هدية تتراوح بين خضوع أو قطرات من العرق أو الدم (لافرق) بحسب مزاج المختار في وقته .
ورغم مرارة دفع الأتاوة بسبب ماجلب مختارنا السابق من صرعات وصراعات مع المحلات الأخرى , لكن الأمور منسابة مادام في كل الأحوال لا يمتلك أرادة الأنكار في منح المضبطة بحجة عدم أنتمائنا لتلك المحلة فالكل متساوون عنده , بقيت تلك الحال سائدة لفترة مشوبة بأستلاب المال والضحايا وجزء من كرامتنا
مرت الأيام حتى صدر فرمان من السلطان الأعظم بأقالة المختار صاحبنا
كل الناس كان لديهم طموح لذيذ تثيره أحلامهم الكامنة في أعماقهم بأن يشغلوا مكان المختار السابق , وفي النهاية صدموا وفاز بها أربع مختارين جدد , أتو جميعهم من خارج المحلة , يحملون توصيات من نفس السلطان الأعظم , أتفقوا بعد عراك طويل (للأنصاف نقول أنه مستمر) بأن يقسّموا العمل و أثمان (الطمغات) على مدار اليوم والغريب أن الأربعة أستخدموا اللون الأخضر بحسب توصيات الولي الأعظم ليظهروا للناس أنهم يمتلكون حدائق تزهو بالحياة و الخضرة وكانوا كما يلي :

الأول مختار الصبح : كان ولازال (حملدار ) يحب السفر والتأمل والفلسفة العليا يقولون أنه أكتسبها من رحلاته الى مكة و أوسلو و لندن .

الثاني مختار الظهر : وهو متقاعد ( مسولفچي 24 ساعة يخرط بسبحته ) كثير الكلام لازال يدردم محتجا" على الفرصة , فوقت الظهيرة هو الأكثر شحّه , يقل الناس ولا أحد يطمغ عنده .

الثالث مختار العصر : كان و بقي (كيشوان) قديم ذو فك قويم يمتلك كاريزما من حلاوتها جلبت كل ذباب المناطق الى المحلة , كان الأكثر حظا" في الحصول على مكاسب الطمغات لأعتياد الناس على الطمغ بعد أرتشافهم لشاي العصاري و كعك أبو السمسم

الرابع مختار الليل : كان ولحد الآن مهربا" (قچقچي) يمتلك خبرة واسعة في سلوك الطرق النيسمية الزائغة , يستدل على الطريق حتى في المحاق و الليالي الغائمة , رجل ليل كما يردد بطولاته كل سكان المحلة .

المختارون الأربعة في صراع كبير على مكاسب الطمغات (الخضراء) , وصل الآن ذروته , كل يريد الأستيلاء على الكل , يمارسون أساليب التحليف والتخويف , ويستنجدون بكل من عرفوهم خلال مهنهم السابقة , منذ مدة والى الآن يسقطون بعضهم بكل الطرق السافلة المنحطّه , ومعه أسقطوا الأختام التي يحملون فلا أحد يعترف بها , وتوقفت المعاملات ثم الحياة في المحلة , لازالوا يتقاذفون الأصباغ و (التفلات) الخضراء في كل (عركه) حتى تحولت المحلة الى لون أخضر داكن , حتى الناس أصطبغوا بنفس اللون على مضض وتحول لونهم الى أخضر مشوب بالرمادي , أقرب للأسود وصار ينطبق علينا و عليهم بيت الشاعر الفراتي (عبد الحر) الساكن في كربلاء بـ (حي الحر ) حين قال :

كرفس صاير عشانا والسلج ريوّكَ
واحدنا مخوضر يشبه العكَروك
صاروا ثروة واحدهم سريع سبوكَ
لعبوا بالطرف كل يوم جوبيّه

وتعيشون لترون مختار الغد ,أشد ما نخشى أن يبصق علينا بالأسلحة الكيمياوية أو بـ (تفلة ) تمحي كل المحلّة ..




#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراقيون بسرعة الضوء
- تعلولة عراقية تماشيا مع دعوة شيل وشمر
- مرحبا- بكم في مصانع تعليب الأرهاب
- آسفين يا جدعان الأعلام الغربي خاين من زمان
- الحدائق الخلفية تغادر العراق
- ماع المسمار .. يا أحرار
- حكومة بريئة و شعب في صمت يذبح
- راسم لايعرف الرسم
- النجدة .. صرصور في البيت
- جتّالي موش أبعيد من هاي الشكولات
- رسالة الأرهابي البرشلوني
- تشخيص دون علاج نتيجته طوفان من الأوبئة - في الذكرى الثامنة ع ...
- معارضون أم طغاة أم توائم متماثلة
- مكابدات (مونيكا) في العراق الجديد
- قاتل المئة بضربة واحدة
- خشمك مضايقني ... روح غيّر أسمك
- منتوفات من لحيّة الطمّاع
- خلالات العبد وأنتخاباتنا الديمقراطية جدا
- تناشدني عليك الناس وأتحيّر شجاوبها
- حكاية طيلو و السعلاة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - بصاق مختارين المحلة