أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - لماذا أنا وليس هو ؟ سيكولوجيا التبرير والتشكيك لدى المواطن العراقي .














المزيد.....

لماذا أنا وليس هو ؟ سيكولوجيا التبرير والتشكيك لدى المواطن العراقي .


علي عبد الرحيم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 00:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعاني العراقيون اليوم الكثير من السلوكيات الخاطئة والمتأصلة في خزينتهم السلوكية المتوارثة عبر الأزمات الغابرة التي مروا بها ، والتي تدل على قلة الوعي والتمدن مثل عدم وضع النفايات في الاماكن المخصصة لها ، وعدم الحفاظ على الاماكن العامة ، وعدم الالتزام بالقواعد المرورية وغيرها من السلوكيات التي تثير غضبك واشمئزازك في البلد الذي تعيش فيه .
وفي وضع الانفلات الذي نعيش فيه حيث لا رقيب فيه ولا حسيب (والذي هو سبب تفلتنا وهروبنا من المسؤولية) نجد أن أغلب إجابات المواطنين العراقيين تتمحور في مركز واحد (ليش قابل بس أني تحاسبني ليش ما تروح لغيري) ، ولهذه الاجابة العميقة في الشخصية العراقية مدلولان :
1. مدلول تبريري : إذ نجد أن المواطن العراقي يحاول أن يستعمل بعض الافكار والاساليب التبريرية كي يخلص نفسه بما يقوم به من أفعال مزعجة أو غير قانونية . وقد لا يحدث ذلك لدى المواطن العادي فقط بل نجد أن هذه السلوكيات التبريرية لدى الكيانات والمسؤولين في الدولة ايضا ، على سبيل المثال يصرح البرلمانيون ومن يتولى السلطة عندما ينحصرون في زاوية ضيقة في وسائل الاعلام نجده يكررون نفس التبرير (ليش قابل بس أحنه روح شوف بقية الكيانات الأخرى) وهكذا فأننا واقعون في ظل تشوهات معرفية تبريرية تجيز لنا مخالفة القوانين والانظمة وحتى نهب أموال الشعب ونحن مرتاحون البال والضمير .
2. مدلول تشكيكي : فتظهر هذه الاستجابة اللفظية القاتلة والبغيضة من خلال اعتقاد الشخص المخالف بأنه موضع تشكيك أو أن الأخرين يريدون تسقيطه والنيل منه ، على سبيل المثال عند محاسبة الفرد أو المسؤول أو السياسي عما يرتكبه من مخالفات وسرقات واضحة ممكن أن يحولها إلى أن الأخر يريد التشكيك والتسقيط منه ( فلماذا تتهمني أنا وليس الآخرين؟) مما يعتقد أن هناك مؤامرة تحاك ضده (نظرية المؤامرة) وهذا ما شاهدناه في جلسات البرلمان وفضائحهم الاعلامية التي تحولت فيها عمليات محاسبة الشخص أو المسؤول او السياسي الى عملية تسقيط شخصي او سياسي او حتى طائفي ، وبذلك تتيح هذه العملية للشخص المتهم أن يتحول من موقف دفاعي الى هجومي ، فبعد اتهامه والنيل منه يتخذ هذا الأمر كحجة أو برهان تتضح فيه نية الطرف الأخر مما يتيح له تسقيط الشخص المتهم وتصفيه حسابه معه .
وما بين هذا وذاك نجد أن القسم الكبير من العراقيين يعجزون عن اصلاح انفسهم ، وحتى لو حاول البعض تغيير هذه العادات مثل العمل بإخلاص ورفض اخذ الرشوة ، نجد أنه سيصبح اضحوكة وسخرية من الآخرين بحجة (ولك هيه تايه) أو (راس السمجة خايس) ، وبذلك فأنه هذه التبريرات والتشكيكات ستجعلنا نعاني ونتألم ونكره هويتنا العراقية بدلا من الانتماء والافتخار بها .



#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النمط المنشغل بالموت (رؤية نفسية لما يحدث الآن)
- سذاجة الخطاب الديني بين الخرافة والتعصب المذهبي (العراق إنمو ...
- قائمة العقول المغلقة والمفتوحة (رؤية نفس - اجتماعية بشأن الا ...
- البخل الانفعالي
- الحب الاعمى
- تحت مستوى خط الجهل
- أنا أعتقد .... فهو موجود
- التأليه سيكولوجية العقل الفارغ
- الشخصية العراقية بين ثنائية المدح والذم
- الهوية الوراثية وسيكولوجية التمييز بين الجماعات
- المجانين الثلاثة (مسرحية نفسية قصيرة من الادب الشعبي العراقي ...
- بائعو الحب سيكولوجيا النفاق وسياسة الاعتناق
- سيكولوجيا القرود الخمسة فلا تكن سادسهم : رؤية حول امتثال الف ...
- سيكولوجيا الازمة بين الفرد و المجتمع
- عندما تغيب الديمقراطية في جامعاتنا الاكاديمية
- سيكولوجيا العنف ضد المرأة ( المرأة العراقية أنموذجا )
- سيكوسولوجيا التطرف الديني بين الانغلاق الفكري و جذور الارهاب
- الغرابة سيكولوجيا التشويش و الارتباك الإنساني
- سيكولوجيا الملابس و الحلي ( هويتنا الشخصية و الاجتماعية )
- تجنب الألم سيكولوجية الدفاع عن النفس


المزيد.....




- بدرهم واحد فقط.. قوارب خشبية في دبي تعود بك 50 عامًا إلى الو ...
- إسرائيل تدّعي قتل قائد منطقة طيبة في حزب الله جنوب لبنان
- توقع انتقام حماس لمقتل يحيى السنوار.. كاتب إسرائيلي يجيب CNN ...
- وزارة الدفاع الكندية تعلن تخصيص 47 مليون دولار كمساعدة عسكري ...
- حزب الله يعلن عن -مرحلة جديدة وتصاعدية-، وإسرائيل تؤكد مقتل ...
- كيم جونغ أون يأمر قواته بمعاملة كوريا الجنوبية كـ -عدو-
- الصورة الأخيرة للسنوار.. هاجم الطائرة المسيرة بخشبة
- -الإعلان الأخير-.. كيم جونغ أون يوجه تحذيرا لكوريا الجنوبية ...
- بعد أن خضعت لدورة كاملة من الاختبارات.. أهم خصائص بندقية -كل ...
- منع تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا.. حزب ألماني يضع شرطا للت ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - لماذا أنا وليس هو ؟ سيكولوجيا التبرير والتشكيك لدى المواطن العراقي .