أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - رائد الحواري - أوهام الشيوعيين الفلسطينيين















المزيد.....


أوهام الشيوعيين الفلسطينيين


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 21:35
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


أوهام الشيوعي الفلسطيني

من المهم جدا فتح صفحة العمل الشيوعي في فلسطين، وذلك لان العديد من العناصر الفلسطينية العربية الذي عملوا في الحزب الشيوعي الفلسطيني وما انبثق عنه ـ عصبة التحرر الوطني في فلسطين، الحزب الشيوعي الأردني، الحزب الشيوعي الإسرائيلي ـ الحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة ـ لم يتم الاعتراف به من قبل الأممية العالمية وأيضا من الأحزاب الشيوعية العربية وخاصة الحزب الشيوعي الأردني، الذي اعتبره مناقض له وكأنه حزب برجوازي وليس شيوعي ـ العديد من العناصر التي عملت في الحزب ما زالت تحن إلى ماضي هو اقرب إلى السراب منه إلى الماء، فكان الحزب منذ أن تم تأسيسه من قبل (وولف اورباخ، أو أبو زيام ـ أو حيدر) الروسي محل شبهة، إن كانت ماركسية طبقية أم وطنية قومية، فهذا الشخص الذي عمل بتفاني لخدمة مشروع الحركة الصهيونية بلباس ماركسي شيوعي، لم يقل خطورته عن أي فعل قام به الاستعمار الانجليزي والحركة الصهيونية.
يمكن آن يرى العديد من الشيوعيين ـ بهذا الكلام ـ تجني على الحزب وعلى العناصر العربية التي تفانت في خدمة الحزب وبرنامجه، لكن لسنا ممن يضعون الكلام بدون أدلة وحقائق، ومن من؟ من عين الطرف الذي يتكلم، فنحن لا نتجنى على احد، بل هناك العديد الأقوال التي استشهد بها الكاتب في كتابه " شيوعيون في فلسطين شظايا تاريخ منسي" تؤكد حقيقة الوهم الذي عانى وما زال يعاني منه الشيوعيون الفلسطينيون تحديد.
قبل الخوض في غمار الكتاب وما فيه نود أن نشير إلى حقائق تاريخية، نضعها هنا من باب التذكير للحالة التي عاشتها فلسطين.
أولا كانت فلسطين ضمن ممتلكات الدولة العثمانية وبعد الحرب العالمية الأولى وقعت تحت الانتداب البريطاني، الذي عمل على تحقيق وعد بالفور، والذي عمل على
1 ـ فتح باب الهجرة امام اليهود.
2 ـ تقديم الدعم اللوجستي ومن ثم المالي والاجتماعي والسياسي والأمني.
3 ـ العمل على ضرب أي مقاومة عربية فلسطينية تمس هذا التوجه ـ تنفيذ وعد بالفور.
من هنا نجد بان طبيعة المشروع الصهيوني يهدف إلى أزلة التواجد الفلسطيني من فلسطين وإحلال جماعة سكانية أخرى بديل عنه في ذات الأرض ـ فلسطين ـ فكان من الطبيعي أن الجماعات القادمة إلى فلسطين ـ بصف النظر عن توجهها الفكري ماركسي أم ديني أم قومي أم اقتصادي ـ تعمل، على خدمة للمشروع وفي المشروع الصهيوني، أن كانت تعي ذلك أم لا، هي بقدومها إلى فلسطين تكون قد نفذت المشروع وعملت به.

يقول بولس فرح في كتابه "من العثمانية إلى الدولة العبرية" "كانت الاجتماعات الحزبية في الحلقات الصغيرة تعقد، وعلى فترات متواصلة، يقودها رفاق من اليهود المهاجرين، أعاجم لا يعرفون أرض المنطقة، لا يأكلون أغلب ما تنتجه هذه الأرض، ويقاسون من جوها، ويتقوقعون في مراكز كولونيالية منعزلة، لا قومية تجمعهم بأهل البلاد، ولا لغة ولا ثقافة ولا مصير، ويجهلون تاريخها ودينها ونفسية أهلها، وجاءوا إما مغامرين، أو كواونياليين أو سرايا دفاع. لا أستطيع أن أقضي برأي في هذا الشأن. ويبقى السؤال، إذا جاءوا إلى البلاد كولونياليين فما شأنهم وشأن الاشتراكية والشيوعية والماركسية والتقدمية على العموم؟ وإذا جاءوا اشتراكيين فما شأنهم وشأن هذه البلاد التي كانت تعاني من التأخر؟ ألم يكن من الأجدى لهم أن يبقوا في بلادهم المصنعة والمتقدمة التي جاءوا منها، وقد كانت ناضجة منذ أمد طويل للتجربة الاشتراكية؟!!" ص67
هذه الحقيقة تجاهلها العديد من العناصر العربية التي انطوت تحت راية الحزب الشيوعي الفلسطيني وما انبثق عنه من أحزاب، فكان تخدر نفسها بفكرة وحدة الصراع الطبقي بين العامل اليهودي والعربي ضد المستغلين إن كانوا ـ عرب أم يهود ـ علما أن البرجوازية العربية الفلسطينية ـ رغم ضآلة حجمها وفاعليتها، وكذلك الأمر بالنسبة الإقطاعيين الفلسطينيين ـ كان متضررين مثل العمال والفلاحين من المشروع الصهيوني والذي يعمل ويهدف إلى إزالتهم ونفيهم من وطنهم فلسطين، فكان لا بد أن يكون عمل هذه العناصر منصبا على مقاومة الاحتلال والمشروع الاستيطاني في الدرجة الأولى، ثم بعد ذلك يتم العمل على تحقيق مكاسب اقتصادية وعدالة اجتماعية. فالأولوية كانت تقتضي تحالف كافة فئات المجتمع الفلسطيني للتصدي للاحتلال الانجليزي والهجرة اليهودية لفلسطين.
ويضيف بولس فرح قائلا " .. وكانوا اشتراكيين لا أشك في اشتراكيتهم ولكنهم صهاينة قبل كل شيء وكانوا مثلهم مثل الشيوعيين الصهاينة لم أشك في شيوعيتهم،... كما أن الشيوعيين الصهاينة لما يقبلوا بالصهيونية كأيديولوجية وممارسة. ولكنهم رغبوا في النظام الشيوعي في دولة اليهود التي كانوا يترقبون ولادتها ليتخلصوا من تناقضاتهم التي كانت تتصارع في نفوسهم" ص212، كان الحزب الشيوعي والفكر الماركسي ـ يستخدم أولا وأخيرا لخدمة مشروع إمبريالي عالمي، وهنا تكمن السذاجة عند الشيوعيين الفلسطينيين خاصة والعرب عامة، كانوا جزء من تنفيذ المشروع وساهموا بطريقة مباشرة وغير مباشرة في تجاهل مصلحة الشعب الفلسطيني بحجة الواقعية والقرارات الأممية، وما يثير الاستهجان تفاخر الأحزاب الشيوعية العربية بأنها أول من طالب بقبول قرار التقسيم، وبذلك تكون قد حمت الشعب الفلسطيني من المزيد من المصائب!
ألف باء السياسية تعني وضع الأولويات بالترتيب، قلا يمكن الحديث عن إحقاق حقوق عمالية في ظل احتلال امبريالي واستيطاني يعمل على تقويض الكيانية الفلسطينية جغرافيا وسكانيا، فكل ما هو فلسطيني كان يمثل هدف معادي بالنسبة للاحتلال وللحركة الصهيونية، طبيعة الصراع كان تستوجب توحيد كافة الفلسطينيين بكل طوائفهم واتجاهاتهم وأحزابهم لمواجهة المشروع ألاحتلالي الاستيطاني.
لكن هوس الثورة البلشفية وتأثيرها عالميا، حجب أي ضوء يمكن أن يسهم في استخدام الماركسية والشيوعية العالمية لدعم نضال الشعب الفلسطيني والحد من سطوة الحركة الصهيونية عليه، من هنا نفتح كتاب موس البديري "شيوعيون في فلسطين" كاحد الخادعين أنفسهم قبل الآخرين بكذبة (الرفاق اليهود) في الحزب الشيوعي الفلسطيني، وستكون حجتنا (ندينهم من أفواههم) الأساس الذي نتبعه في ردنا على هذا الكتاب، والذي ما زال يعيش على السراب، متجاهلا النبع القريب جدا، أول هذا الوهم يتمثل في قول الكاتب "وكان الحزب الشيوعي الفلسطيني قد نجح، خلال فترة وجوده القصيرة، في أن يجمع العامل العربي واليهودي على أساس برنامج تضامني طبقي يدعو إلى النضال العمالي المشترك، ... ؟ أفلح الحزب الشيوعي الفلسطيني قي بلورة تصور عريض اشتمل على جميع الخصائص البارزة التي تسم برنامجا سياسيا كان له أن يجتاز اختبار الزمن. ومن ذلك الوعي بضرورة الوحدة العربية كشرط للتغير الاجتماعي والاقتصادي في الجزء الشرقي من العالم العربي، وبالأممية كشرط مسبق لإقامة دولة جديرة بالبقاء" ص19 و20 يقول الكاتب في موضع أخر من الكتاب "وقد تمثل هذا في بقاء أعضاء الحزب وقيادته من أصول صهيونية يسارية بصورة أساسية حتى أوائل الثلاثينيات القرن العشرين، لكن معظم الصهاينة الذين تحولوا إلى الشيوعية فقدوا الرغبة في البقاء في البلد ما أن انقشعت أوهامهم. وفي أحسن الأحوال، كانت مهمة العناصر البولوتارية الأكثر استنارة، تغير الوضع المادي للكادحين العرب أهل البلد الأصليين. غير أن الحزب كان يدرك تماما أصوله الاستيطانية، وان أعضاءه ينظر إليهم كدخلاء، وإنهم ليسوا على ألفة باللغة المحلية، وليس جزءا من النسيج الاجتماعي للمجتمع العربي." ص26، هذا الكلام ينسف كل ما قيل سابقا عن انجازات الحزب، فهو كان بتركيبته وعناصره وبرنامجه يتناقض مع المجتمع العربي الفلسطيني، فكيف يمكن له أن يحقق أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني؟!.
لكي لا نكون عدمين نقول بان الحزب استطاع أن يحقق بعض الانجازات للعمال الفلسطينيين العرب، لكن كل تلك الانجازات كانت تخدم المشروع الاستيطاني الصهيوني أولا وأخيرا. وما كان يقدم للفلسطينيين لا يعد إلا طعما، لكي يكون الصيد وفيرا.
تركيبة التحليل عند الشيوعيين الفلسطينيين يسيطر عليها الوهم، حتى في العقل الباطن، نجد مساحة كبيرة من الوهم تتحكم بمسار التفكير عند الشيوعيين الفلسطينيين، فالحزب أو الكادر يكذب الكذبة ثم يصدقها، الاعتراف السابق من الكاتب يمثل احد أركان الفلسفة الماركسية، فلا يمكن أن يمنح النقيض شيئا نافعا ومفيدا لنقيضه، وهذا الأمر تجاهله الشيوعيون الفلسطينيون والعرب أيضا، الذين عملوا على تقديم الموضوع الاممي على الوطني والقومي، فكانوا عمليا يخدمون (مشروعا عالميا) لا يلتقي مع الهم الوطني أو القومي إلا في جزئيات بسيطة، خاصة إذا عرفنا بأننا كنا في مرحلة التحرر الوطني، ولم تحصل البلاد على استقلالنا بعد.
من هنا كان الحزب الشيوعي الفلسطيني ببرنامجه مجرد درجة أو سلم للحركة الصهيونية، ما أن تخطتها حتى طالبت بما هو جديد، يقول الكاتب عن الحزب بعد إعلان قيام دولة إسرائيل وتشريد أكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني من أرضه، "سوف تجتمع شتى جماعات الشيوعيين اليهود، في عام 1948، على دعم إقامة الدولة اليهودية ضمن الحدود التي رسمتها مقترحات التقسيم الصادرة عن الأمم المتحدة، وفي حين كانت هذه الجماعات ترفض سياسيا الممارسات الصهيونية الرامية إلى إقامة وطن قومي، ودعوتها الصريحة منذ مؤتمر بلتمور 1942 إلى إقامة الدولة، فإنها واجهت نتائج هذه المبادرة، التي اضطرتها تطوراتها، الإقليمية والدولية، إلى النزول عندها" ص32، كلام جميل يوضح أن الشيوعيين اليهود كانوا يعملون لإقامة دولة ديمقراطية لكافة السكان في فلسطين ـ فلسطينيين ويهود ـ ويرفضون التقسيم، وهم نتيجة الظروف الدولية والإقليمية اجبروا على القبول بفكرة الدولة اليهودية.
أكبر تزوير للحقائق وللتاريخ، لان الحزب منذ نشأته عمل على تحقيق وإقامة الدولة اليهودية، والذي يرجع إلى مسألة تعريب الحزب، ورغم كافة المعيقات والصعوبات التي وضعها (الرفاق اليهود) أمام هذه العملية، والتي كانت تعني سحب البساط من يد القيادة اليهودية المتنفذه في الحزب، إلا أن عملية التعريب خدمت في النهاية فكرة التقسيم والمشروع الصهيوني، والذي كان يعمل ويهدف إلى الاستحواذ على كافة الأرض الفلسطينية وليس على جزء منها.
"حدث في هذا السياق أن حاول السوفيت بعد العدوان الثلاثي على مصر خربق 1956 الذي لعبت فيه إسرائيل سنن الرمح وقد أدركوا خطورة الدور العدواني لإسرائيل في المنطقة، وخطره على سلام العالم، حاولوا اعتراض هذا الدور بتشجيع آفاق مقبولة لتسوية القضية الفلسطينية، باعتبارها جوهر النزاع العربي ـ الإسرائيلي ـ فقاموا بترتيب لقاء في موسكو عام 1958، ضم "أبو خالد" فؤاد نصار، أمين أول الحزب الشيوعي الأردني ( الذي كان حزب الشيوعيين الفلسطينيين والأردنيين) وصموئل ميكونتس، سكرتير عام الحزب الشيوعي الإسرائيلي ( قبل أن ينتقل بعد قرابة عقد من السنين إلى المعسكر الصهيوني) لكن هذا الاجتماع فشل وانهار بسبب الخلاف على أساس التسوية للقضية الفلسطينية. فيما أصر "أبو خالد"، آنذاك على ضرورة تنفيذ قرار التقسيم لعام 1947، فإن ميكونتس اعتبر أن الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل تجاوزا على قرار التقسيم انتهى أمرها، حيث غدت مأهولة بمهاجرين يهود جدد، وبالتالي، لم يعد ممكنا تغير هذا الواقع القائم، لكن "أبو خالد" استشهد، في هذا المضمار، بمصير منطقة السوديت في تشيكوسلوفاكيا، التي كان هتلر قد ضنها لألمانيا بدعوى أنها مأهولة بالألمان، حيث أعيدت إلى تشيكوسلوفاكيا بعد الحوب العالمية الثانية وتم إجلاء الألمان عنها" " فؤاد نصار" إعداد نعيم الأشهب ص55، لا نريد تحليل ما جاء في هذا الاقتباس، حيث انه يصب في خانة الكذب على الذات وتصديق الكذبة، لكن ما يهمنا هو أن الشيوعيين الفلسطينيين يقولون أن (الرفاق اليهود) في الحزب الشيوعي الإسرائيلي، والذين كانوا جزءا منه سابقا، يرفضون التراجع إلى الحدود التي رسمتها الأمم المتحدة، وهذا يتناقض تماما ما جاء به موسى البديري في كتابه " شيوعيون في فلسطين" فإذا كانوا فعلا اممين وماركسيين فلماذا لم يوقعوا على الوثيقة التي تطالب برجوع اليهود إلى القرار الدولي؟، ـ علما كان التوقيع لا يعني الرجوع إلى حدود قرار التقسيم، فهو لا يعد أكثر من تسجيل موقف ليس أكثر ـ السبب بسيط جدا هو أن الشيوعيين الفلسطينيين والعرب كانوا مستعدين أن يضحوا بالمصلحة الوطنية والقومية ما دام السوفيت ـ الذي عندهم رؤية أوضح عن العالم ـ موافقون عليها، من هنا كانت العديد من الأحزاب الشيوعية العربية تتجاهل الدور والمصلحة الوطنية والقومية لصالح المسألة الأممية، على النقيض من الشيوعيين اليهود الذين تفهموا المصلحة الوطنية لليهود وعملوا على استخدام الماركسية والحزب الشيوعي الفلسطيني ثم الإسرائيلي على تحقيق أهدافهم القومية في فلسطين.
سنورد كلام وضع في كتاب بولس فرح "من العثمانية إلى الدولة العبرية" توضح شخصية (ميكونس) الذي يقول عنه نعيم الأشهب في كتابه "فؤاد نصار نضال ومواقف" "قبل أن يتحول ‘إلى الشيوعية" محامي الدفاع ـ هل تعرف شيئا عن قضية الهجرة غير الشرعية هجرة (ب) من بلاد الديمقراطيات الشعبية؟
مكيونس ـ كنت أعرف أن حوالي 15 ألف مهاجر يريدون الهجرة إلى دولة إسرائيل من موانئ الديمقراطيات الشعبية. ولكن الحكومة الأمريكية طلبت من حكومات رومانيا وبلغاريا ويوغسلافيا إيقاف الهجرة من موانئها وقد لبت يوغسلافيا طلب أمريكا، لكن حكومتي بلغاريا ورومانيا رفضتا الانصياع له، وعندما سأل الحاكم "من أين حصلت على هذه المعلومات. أجاب ميكونس. " في يوم 8/3/48 قابلت المرحوم جورج ديمتروف السكرتير العام للحزب الشيوعي البلغاري، ورئيس حكومة بلغاريا، وقد صرح لي بهذه المعلومات، وأكد لي أن حكومته ستستمر في مساعدة سفن ألاجئين للإبحار من موانئ بلغاريا"
سؤال: ما تعرف عن الهجرة في السنوات الأخيرة؟
ميكونس ـ هاجرة في السنوات الأخيرة من رومانيا حوالي سيعين ألغ شخص، وأعلم أن الهجرة لم تتوقف من رومانيا في أي وقت وأعرف أكثر من ذلك " المكتب الإسرائيلي في رومانيا عرقل في فترة معينة أي في أواسط 1948 هجرة يهود رومانيا إلى إسرائيل بسبب قضية الإصلاحات القنصلية الإسرائيلية في رومانيا.
سؤال :من أين لك هذه المعلومات؟ ميكونس ـ لقد اشتغلت في هذه القضية بضع مرات، حيث انتدبني الحزب الشيوعي الإسرائيلي للاهتمام بأمور الهجرة في أعوام 1948 1949 " ص 229 و 230 .
" سؤال ـ ما هو موقف الحزب الشيوعي من الحكومة؟
ميكونس ـ موقف المعارض؟
س ـ ما هو موقف الحزب الشيوعي من الدولة
ـ موقف الحزب من الدولة هو موقف إيجابي، وليس إيجابيا وحسب، لان الحزب ناضل من اجل استقلال إسرائيل، واشترك بكل قواه بجيش الدفاع الإسرائيلي. من اجل إقامة الدولة.
س ـ أنت كممثل للحزب الشيوعي ماذا كان دورك في الفترة الواقعة ما بين كانون الأول سنة1947 و14 أيار 1948؟
ج ـ أريد أن أصرح أني لم أكن في أي وقت من الأوقات امثل نفسي بل كنت امثل دائما الحزب الشيوعي الإسرائيلي. كانت الغاية من رجلني الأولى إلى خارج البلاد حتى 12 أيار سنة1948 تتعلق يطلب المساعدة السياسية والمعنوية وطلب الأسلحة والمتطوعة من المحاربين للهاجناة وبعد ذلك لجيش الدفاع الإسرائيلي. هذه كانت الغاية من رحلتي إلى بلاد الديمقراطيات الشعبية مثل : تشيكوسلوفاكيا، بلغاريا، بولونيا، رومانيا ويوغسلافيا. باشرت بطلب المساعدة من هذه الدول قبل قيام الدولة لأني كنت أرى واعرف لته كان ينقصنا وسائل الدفاع الأولية. كما اتضح فيما بعد بأنه لم يكن بأيدي الهاجناة سوى 1300 بندقية وقد أمضيت عدة أشهر قبل قيام الدولة في بلاد الديمقراطيات الشعبية أطالب بالمساعدة للدفاع عن سكان فلسطين اليهود ( اليوشوف) في نضالنا ضد الاستعمار الانجليزي وقد وجدت إذنا صاغية في الحركة الشيوعية في تلك البلاد.
س ـ ما هو نوع هذه المساعدة؟
ج ـ كانت المساعدة عبارة عن تسهيل الإمكانيات لي لجمع السلاح، وتجنيد المتطوعين المحاربين، وأشياء كثيرة على غاية الأهمية أسفرت عن نجاح نضالنا ضد الغزاة، ولا أريد أن أوضح عن هذه الأشياء
س ـ ماذا كان نوع السلاح، رصاص، أم طائرات؟
ج ـ جميع أنواع الأسلحة وضمنها الطائرات. وقد وصل هذا السلاح في وقته. وكان كل جندي من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي يعرف مصدر هذا السلاح" ص238 و239

لعبة الاشتراكية والشيوعية والأممية لم يفهمها الشيوعيون العرب ولن يفهموها، لقد كانوا يضعون رؤوسهم في التراب حتى لا يروا المشهد على حقيقته، لم يكن الشيوعيين اليهود في يوم من الأيام إلا في خدمة المشروع الصهيوني، وما الماركسية أو الشيوعية إلا وسيلة من ضمن الوسائل التي استخدموها لتحقيق هدفهم، (ديمتروف) رئيس الحكومة البلغارية قدم للشيوعيين العرب كأنه حامي الحمى للماركسيين ومثال حي على الشيوعي الحقيقي، وهناك كتاب يتحدث عنه باسم "ديمتروف" لكنه يعمل لخدمة (الشيوعية الصهيونية) وليس للشيوعية الأممية، هذا ما كان وما زال يغفل عنه المتعاطين مع الحركة الشيوعية والأممية الاشتراكية، لكل الأحزاب تعمل في النهاية لخدمة المشروع الوطني والقومي لشعوبها، إلا نحن العرب، نقدم العام على الخاص، ونجعل من أنفسنا ـ تابع مجرور ـ للآخر، ولا نفكر بمصالحنا، ونقدم الكرم العربي الأصيل حتى في المواقف الوطنية والقومية، فلكل قادم ـ مهما كان منبته وهدفه ـ له علينا أن يكرم بثلاثمائة عام من الضيافة والترحاب، وله حق حماية الضيف.
المقابلة التي أجراها موسى البديري مع بولس فرح يقول فيها " س: ماذا عن حاييم بجوبا مسؤول القسم اليهودي؟
ج: اكتشفت بعد رجوعي إلى فلسطين أن بجوبا قد بدأ يبث أفكار داخل الحزب وكانت تتلخص في قوله إن السكان اليهود في فلسطين كانوا في طريقهم إلى التحول إلى كيان قومي محدد" ص130
إذن لماذا نتجاهل الحقيقة ونقول بغيرها، فقط لإقناع أنفسنا بأننا امميون وننتمي لمشروع أممي كبير، ليس عيب أن نكون امميين، لكن العيب والجريمة أن نكون امميين على حساب وطننا ولألام شعبنا، لقد كان الحزب منذ تأسيه يعمل يتكون الأممية مجرد وسيلة داعمة للمشروع الاستيطاني الصهيوني، وكل عمل قام به الحزب ـ حتى التعريب ـ والذي خدم الجانب اليهود أكثر من الفلسطيني، فقد عمل الحزب على كل الجبهات لكي يستكمل المشروع الاستيطاني اليهودي في فلسطين.
" س: إلى ماذا ترجع أسباب تفسخ الحزب عام 1943؟
ج: الذي حدث العام 1943 كان انشقاقا حول المسألة القومية في البلاد، وكانت نتيجة لانحراف قومي يهودي داخل صفوف الكوادر اليهودية، ولا شك أن نجاح الحركة الصهيونية في إدخال عناصرها إلى صفوف الحزب، كان من العوامل المهمة في بلورة الانحراف، لقد شكل انشقاق الحزب عام 1943 إشارة إلى تقسيم البلاد الذي جرى العام 1947، ومن المفارقات الغريبة أن قرار التقسيم وموقف الاتحاد السوفييتي منه، وكذلك موقف الشيوعيون العرب واليهود، يعني بالضرورة أن الأفكار التي كان حاييم بجوبا يبثها في أواخر الثلاثينيات كانت صحيحة" ص132
إذن المخطط كان مطروح، وعمل ويعمل به من قبل قادة الحزب اليهود، وكان الحزب في داخله عناصر صهيونية ـ هذا إذا لم يكن جلهم صهاينة ـ فقد طرح مشروع ( القومية اليهودية) من قبل أعضاء قيادية في الحزب، وكانت تجاهر بموقفها، لكن الركض وراء السراب الاممي والشيوعية العالمية والاتحاد السوفييتي الذي كان يضع مصالحه فوق كل مصلحة، كلها عوامل جعلت الحزب مجرد مسخ مشوهه للأحزاب الشيوعية، فالحزب لم يكن يهتم لأي مسألة وطنية إلا بمقدار المساحة التي تمنحها الأممية، فكان الحزب بمواقفه تابع مجرور للأممية الشيوعية، (والتي تخلت عنه في ليلة ما فيها ضو قمر).
ج: أود أن اشدد في هذا الصدد أن المخطط السياسي الذي اتبعه الحزب الشيوعي الفلسطيني في تلك الفترة كان مبنيا على إرشادات الكومنترن وقراراته، وكانت مواقف الحزب تتغير طبقا للتغيرات التكتيكية والالتواء التي يقوم بها الكومنترن ولجنته التنفيذية. الحزب لم يكن يسلك أي خط سياسي مستقل، وكان يتبع خط الكومنترن بأمانة، لذلك لا أرى أي معنى في اتهام الحزب باته وقع ضحية "انحراف يساري"" ص130، المقابلات والشواهد العديدة التي قدمها موسى البديري في كتابه تبين حجم الغفلة وزمن الغفوة التي مازال الشيوعيون الفلسطينيون والعرب قابعين فيها.
إما آن للشيوعيين أن يستفيقوا من غفوتهم!، أم أنهم في سكرتهم يعمهون؟ من أسس التعاليم الحزبية مسألة النقد الذاتي وتقيم أي عمل يقوم به الفرد أو الحزب، لكن الحزب الشيوعي الفلسطيني لم يقف عند أي مرحلة ليقيمها لكي يسير على النهج الصحيح ـ أن كان هناك نهج صحيح ـ ويقول (سعيد قبلان) عن الحزب والأعضاء اليهود فيه "الحزب لم ينشق لكن تم حله، من جملة الأسباب كان نمو تيار قومي يهودي منحرف داخل صفوفه. كان شموئيل ميكونس يدعو إلى ضرورة تأييد الحزب للمطالب الصهيوني بإقامة فيلق يهودي يقاتل تحت رايته الخاصة في جبهات الحرب" ص145، هذا كلام ينفي الانحراف الذي قاله نعيم الأشهب عن مكيونس، فهو عمليا منحرف ماركسيا منذ عقود أو منذ أن كان في الحزب، لكن العقل الشيوعي العربي عامة والفلسطيني خاصة لا يرى ابعد من انفه، من هنا نجد ميكونس يقدم لدولة إسرائيل سلاح ـ من البندقية إلى الطائرة ـ لخوض حربها مع الفلسطينيين، لكن الشيوعيون العرب والفلسطينيون لم يستطيعوا أن يقدموا لنا سوى كلام عن الواقع والقرارات الأممية التي تلزمنا بقبول التشرد والموت خارج فلسطين.
دائما كان الكلام هو غذاء العربي وقت الجوع للحرية والتحرر، ولم يكن هناك دعم فاعل بمعنى العسكري من السوفييت قبل عام 1970 ـ إذا استثنينا حرب 1956 على مصر، فلا نكاد نجد ما هو فعلي على ارض الواقع، كل الذي قدم للفلسطينيين وللعرب مجرد كلام لا يسمن ولا يغني من جوع، إذا قارنا عدد وحجم الشيوعيين العرب قبل عام1947،وقارناهم بعدد وحجم الشيوعيين اليهود لوجدنا الفرق الكبير بينهم، طبعا لصالح العرب، لكن فاعليتهم كانت صفر في إحداث تغير لصالح الفلسطينيين منذ بدأ الهجرة اليهودية إلى فلسطين وحتى احتلالها كاملة عام 1967.
ونحن ضعاف لن نجد احد يقف معنا، إذا لم تقف نحن مع أنفسنا، من سيقف معنا؟، لم نفهم اللعبة العالمية ولم نفكر بمصالحنا الوطنية ولا القومية، وقعنا في أوهام الأممية والاشتراكية العالمية، ولم نكن نتعامل بالواقعية السياسية، ولكن تعاملنا بمثالية أممية وبمدينة فاضلة للشيوعيين في العالم، خدعنا أنفسنا بها فخدعنا، التبعية التي خلقها المركز ـ السوفييت ـ للأحزاب الشيوعية العربية، أسهمت في شل حركتهم وبقائهم في حالة التابع المجرور الأممية الشيوعية.
سنورد المزيد من تبعية الحزب للأممية التي خدرته وعزلته وجعلته ينخدع ويخدع أعضاءه بقرارات لم تكن تلقي أي اهتمام للمسألة الوطنية أو القومية العربية، يقول مفيد النشاشيبي "ج: قبل قيام العصبة لم يمتلك الحزب الشيوعي الفلسطيني خطا أو سياسة مستقلة، وقد اتبع توجيهات الكومنترن بشأن الحل الأفضل للقضية الفلسطينية" ص222، نعتقد بان الإدانة من كوادر قيادة في الحزب كافي لإعادة النظر في كافة تاريخ ومواقف وإعمال وقرارات الحزب، لم يعد هناك أممية لنلتحق بها، وقد زال الوهم وأشرقت الشمس، لا تكفي تسعة عقود من التغني باول حزب شيوعي؟ إلا تستحق شعوبنا التي مازالت تموت من الجوع والقهر والتخلف أن نتوقف عن بث الوهم والخداع وتسميم وتحريف وعيها؟ بماذا سنجيبهم أن سألوا عن انجازات الأحزاب الشيوعية؟،
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجوع الشيخ والانسجام بين الشكل والمضمون
- الاسود يليق بك
- إنتقائية التاريخ
- العشيرة العربية
- ثروة الإيمان
- العقل العربي والاحتكام للنص
- طيور الحذر وتشكيل النص
- إنسان
- محاضر
- مكان
- صفوف الحياة
- الضياع
- عالية ممحدوح وتقليد الذات
- واسيني الأعرج في بلده فلسطين
- كيف سقينا الفولاذ
- مشكلة العقل العربي
- أبن تيمية والتعددية الفكرية والنذهبية
- الجيل الرابع من الحروب ودول الطوائف العربية
- نهج الاخوان
- رباعية إسماعيل فهد إسماعيل


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - رائد الحواري - أوهام الشيوعيين الفلسطينيين