أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد سعيد قاضي - تذكير إن نفعت الذكرى!














المزيد.....

تذكير إن نفعت الذكرى!


أحمد سعيد قاضي

الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 19:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في ظل الأزمات الدموية المتصاعدة والخطيرة التي تعيشها الأمة العربية بعد انطلاق شرارة الانتفاضات العربية بدأت ظاهرة خطيرة جداً في الأوساط الإعلامية والثقافية والشعبية العربية والإسلامية تتمثل في التقليل من مستوى الإجرام الصهيوني بالمقارنة مع إجرام الأنظمة العربية وعنفها.
مبدأ المقابلة والمقارنة في هذه المسألة من حيث المبدأ غير مقبول تماماً وخاطئ. فالقتل والتخريب والعنف هو قتل وتخريب وعنف بغض النظر عن الشكل والأسلوب، وبغض النظر عن دين وعرق وجنس القاتل سواء أكان مسلم أم مسيحي أم عربي أم غربي الخ. ثم إذا ما أردنا المقارنة فإننا نقف عند سرقة العصابات الصهيونية للأراضي الفلسطينية وهو ما لا يقارن بأي مجزرة أو مذبحة في التاريخ!
إنها مجزرة بحق الأرض والتراب والماء والسماء وما عليها من إنسان وحيوان ونبات. فأي مجزرة وأي دمار يرقى إلى درجة سلب مجموعة بشرية ما ل78% من أرضهم وتهجيرهم عنها وقتل عشرات الآلاف في مجازر مركبة تلو الأخرى؟!
ولا يجب أن نغفل عن أن العصابات الصهيونية هي أول من أدخل الإرهاب إلى الشرق الأوسط بتفجير القنابل. ففي أواخر الأربعينيات مرت فترة عصيبة على الأهالي الفلسطينيين قبل قيام الكيان الغاصب تمثلت بتفجيرات السيارات المفخخة والعبوات الناسفة في الأسواق الفلسطينية كما حدث في حيفا والقدس.
فكيف نذكر الإرهاب ولا نذكر صانعه؟! كيف نذكر الدماء والرعب والخوف ولا نذكر المبادر الأول والخالق الأول لها في المنطقة في العصر الحديث؟! كيف ندعي أن الأنظمة العربية أكثر إجراماً بدون الأخذ في عين الاعتبار من لقن وربى هذه الأنظمة على العنف وشرب الدماء؟!
يقال أن قابيل تسبب في مقتل ربع سكان الكرة الأرضية لأنه هو أول من قتل وعليه فكل جريمة قتل تحدث يؤخذ على قابيل جزء من الإثم والمسؤولية.
وينبغي أن ينطبق الأمر على القاتل الأول والمجرم الأول والإرهابي الأول في المنطقة وهي العصابات الصهيونية التي صنعت لها دولة عن طريق الإرهاب وتحولت فيما بعد لتسمى "جيش الدفاع الإسرائيلي"!!
العصابات الدموية الصهيونية تحولت بقدرة قادر إلى جيش دفاع وما يعنيه ذلك من أن هذه العصابات تدافع عن أرضها وشعبها!!
حتى مع كل الدعم البريطاني فترة الانتداب على فلسطين للمشروع الصهيوني فإن القوات البريطانية لم تسلم من عنف وإرهاب الجماعات الصهيونية، فهذه العصابات عضت اليد التي مدت لها وآلمتها كثيراً قبل أن تعض الأطفال الآمنين في بيوتهم والشيوخ المتجذرين في تراب الوطن.
يشهد الشاهد الأعظم وهو التاريخ على الدور الدموي الإرهابي الفظيع للعصابات الصهيونية بحق العرب المسلمين والمسيحيين في المنطقة بدئاً بعشرات المجازر في المدن الفلسطينية المحتلة عامي 1937 و1948 والتي أدت إلى الخروج العظيم للشعب الفلسطيني من مدنه وقراه وبيته وترابه التي طالما عاش عليه واستنشق من هوائه. انطلاقاً إلى المجازر التي لا تعد ولا تحصى بحق الفلسطينيين بعد تقنين وخروج الكيان الصهيوني إلى الوجود مثل مجزرة عرب العزازمة التي راح ضحيتها 13 رجلاً وامرأة، مجزرة قبية التي راح ضحيتها أكثر من 63 شهيد ومئات الجرحى، مجزرة غزة في عام 1956 والتي راح ضحيتها 60 شهيداً، مجزرة قلقيلية التي راح ضحيتها 70 شهيداً وغيرها مئات المجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين منذ عام 1948 مروراً بالمجازر الأخيرة في الانتفاضة الثانية وحرب تموز والحرب على غزة.
ومن أراد التوسع فليبحث في تاريخ العصابة الصهيونية التي سلبت أرضاً ليست لها واقتلعت جذور أناسها الأصليين بعد إغراقهم بالدماء غير آبهين لطفل أو امرأة أو شيخ.
الفرق بين الإجرام الصهيوني والإجرام الدكتاتوري العربي هو أن العصابات الصهيونية الممثلة الآن بالكيان الصهيوني وجيشه المجرم هو أن الصهاينة الذين يتقنون فن الإجرام والذبح-بعد طول تجربة-هو في أنهم لا يقتلون على الملأ وفي دفعة واحدة إلا عند الضرورة!.
فما زالت إلى اليوم الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين والانتهاكات لحقوقهم كبشر. لكن هذه الانتهاكات لا تطفو إلى سطح الإجرام في نظر العالم لأنها تقوم على نار هادئة تغلي بهدوء.
فمثلاً، تصادر القوات الصهيونية مئات وآلاف الدونمات من الأراضي المتبقية للفلسطينيين وتهجر عشرات العائلات التي تعيش على هذه الأراضي وتهدم عشرات البيوت في حدث يومي مستمر لم ينقطع. فإذا خططت العصابة الصهيونية الإسرائيلية لمصادرة 1000 دونم فإنها تقوم بمصادرتها على عدة أشهر لكي لا تفضح إجراءاتها وكذلك الحال بالنسبة للتهجير والاعتقال والهدم، أليس هذا إجرام وتطهير عرقي وانتهاك لحقوق الإنسان وعنف منظم؟؟
إنه مجرد إدارة للإرهاب وتلوينه وتغيير شكله ليخرج للوجود باللون الأبيض لا باللون الأسود. تقليب ورسم الصور المبهجة على الإرهاب، إرهاب الكيان الصهيوني المسخ.
فالكيان الصهيوني ما زال يلوع قلوب الأمهات على الشهداء والأسرى والجرحى، ويروع الأطفال والنساء الآمنين في بيوتهم في جولات اعتقال يومي في منتصف الليل.
والمخفف الآخر للإجرام الصهيوني هو تواطؤ الإعلام الغربي مع الصهيونية، وخيانة الإعلام العربي للقضية الفلسطينية متبعين منهج ملوكهم وأمرائهم!
وينبغي عدم نسيان التدخلات والضربات الصهيونية لدول منطقة الشرق الأوسط ودول أمريكا اللاتينية، وتغذيتها للصراعات على مختلف أنواعها مما تسبب في سفك المزيد من الدماء.
العصابات الصهيونية ما زالت تقتل وتنهب وتعذب وتعتدي وتظلم بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وكامل دعمها الذي قنن إجرام العصابات الصهيونية وجعل من أعمالها دفاع عن النفس بموجب القانون الدولي!!
ختاماً، أستذكر مقولة الزعيم الراحل هوغو تشافيز "ينبغي جر الرئيس الإسرائيلي إلى محكمة دولية ومعه الرئيس الأميركي، لو كان لهذا العالم ضمير حي. يقولون إن الرئيس الإسرائيلي شخص نبيل يدافع عن شعبه! أي عالم عبثي هذا الذي نعيش فيه؟"



#أحمد_سعيد_قاضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -لا لعودة الفلول، لا لعودة الإخوان، يسقط يسقط حكم العسكر-
- المسار الثوري في مصر 5: المقاربات الدولية للأحداث
- المسار الثوري في مصر 4: صراع ذو أوجه وأشكال متعددة
- المسار الثوري في مصر 3: المجلس العسكري، رأس الحربة في الثورة ...
- المسار الثوري في مصر 2: ملامح خيانة الإخوان المسلمين للثورة
- المسار الثوري في مصر 1:تحديد مفاهيم ومرجعيات
- دينامية الثورة...في فهم دوافع الثورة
- تقويض أسس الدولة 3: في خصائص السلطة!
- تقويض أسس الدولة 2:الأمة، الإقليم، السلطة!
- تقويض أسس الدولة 1:تمهيد
- عقلية التأليه عند الإسلامويين!
- إسلام بدون مسلمين!
- العمود الفقري لأحداث سوريا ومصر!
- الثورة البرجوازية في العالم العربي والمقاربات التروتسكية!
- في الماركسية-تحليل بنية النظام الرأسمالي 2
- بين غربنة ورجعنة، وأنسنة المجتمعات العربية!
- -أكبر منك بيوم أعرف منك بسنة!- وتطور الأنساق الثقافية
- الأبعاد الحقيقية للقضية الفلسطينية بناءً على أسس مادية
- لماذا نناصر المرأة في صراعها التاريخي؟! 3: وجهة نظر ماركسية
- لماذا نناصر المرأة في صراعها التاريخي؟! 2: دوافع عامة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد سعيد قاضي - تذكير إن نفعت الذكرى!