أماني فؤاد
الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 08:25
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
أمام إحدى المصحات لإعادة التأهيل النفسى رأيتهم يفتحون الأبواب عن آخرها، يدخل العاملون فيها قطيعاً، أعداداً لا حصر لها من وجوه مألوفة من أعلام المجتمع المصرى، صحفيين قوميين ومعارضين، سياسيين وحزبيين، رجال اقتصاد وإعلام وغيرهم.
أتراهم ذهبوا طواعية حين شعروا بالخزى؟ أم هى حملة واسعة لتخليص الوطن من أبنائه الضالة؟ الرجال والنساء المقنعون بألف وجه.
أهو حلم يقظة يراودنى منذ أن اشتعلت ثورة 25 يناير 2011م، منذ أن تعرت الوجوه التى انخدعنا فيها طويلاً وتبدى القبح، منهم من لا يعرف الصمت، فلقد أدموا الأضواء فظهروا أول ما ظهروا يهاجمون الثورة ويلعنون شبابها بالعمالة والخيانة للوطن، آخرون لا يقولون شيئاً حياديون يثرثرون بفذلكة فارغة لا ترتقى إلى الحدث، وآخرون تهاوت انحيازاتهم السابقة وظهرت طبائعهم الحيوانية التى تشبه الحرباء، فحولت آرائهم بمقدار 180 درجة بلا حياء أو وقوف للحظة واحدة ليراجعون أكاذيبهم السابقة.
أذكر أننى سمعت أحدهم يعلق على عملية التوريث لجمال مبارك فيقول عن شخصه أنه ملهم فهو المُخَلِّص لهذا الشعب، العائق الوحيد الذى أمامه وهو ليس من صنيعته أنه ابن الرئيس حسنى مبارك. هو ذات الشخص الذى سمعته منذ يومين ينهال بالتوبيخ والسب والاتهامات بالفساد على العصر والرئيس وابنه ومثله كثيرون من الأوغاد.
لقد نزع الراقصون والمنقلبون ضمائرهم وغدد الخجل والحياء ليودعوها فى كهوف عميقة، يكذبون ويتعرون ولا يستحون.
فى ظنى أن لحظة الصدق التى يحياها هذا الشعب، لحظة المراجعة والتقييم ما عادت تسمح بوجود هؤلاء فى وطننا، اللائق بهم هو حلم يقظتى فهم لا يستحقون سوى الشفقة، ما عاد لكم مكاناً بيننا فالصدق قيمة لم تدركوا لها معنى.
#أماني_فؤاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟