أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - سلوك السفير العراقي ببرلين كان الاحتجاج والهروب لا الإصغاء لملاحظات الناس















المزيد.....


سلوك السفير العراقي ببرلين كان الاحتجاج والهروب لا الإصغاء لملاحظات الناس


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 17:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عقد بين 22/8/-24/8/2013 مهرجاناً ثقافياً سنوياً ببرلين حضره جمهور عراقي وعربي للمشاركة على مدى ثلاثة أيام بتقديم أو الاستماع لمحاضرات ومداخلات في قضايا الفكر والشعر والمسرح والفن التشكيلي وخوض النقاش الثقافي المتفتح والمتحضر.
بدأ المهرجان بكلمة مكثفة وهادئة قدمها رئيس نادي الرافدين الثقافي العراقي ببرلين الدكتور مجيد القيسي لم يتعرض فيها إلى وضع العراق السياسي بل تحدث بجملة مكثفة ومختصرة عن الحياة الثقافية والمثقفين وأشار إلى بعض معاناتهم ودعا إلى تحسين أوضاعهم.
كان من بين الحضور المدعوين لهذا المهرجان سفير العراق الدكتور حسين الخطيب ومعه ثلاثة من طاقم السفارة. أعطيت للسفير الكلمة بعد رئيس النادي مباشرة. حال بدئه الكلمة أشار إلى إن كلمة الدكتور مجيد القيسي كانت ظالمة بحق العراق لأنه تحدث عن واقع المثقفين والحياة الثقافية بالعراق وقال بأن من ينتقد العراق عليه أن يتحدث عن جوانبه الإيجابية أيضاً. ثم بدأ بسرد ما يراه من جوانب إيجابية في العراق على مدى 15 دقيقة، إذ أكد بأن المثقفين يعيشون في حالة ازدهار ويسر لا مثيل له وإن الثقافة في تقدم وانتعاش وتحدث عن منجزات تحققت للعراق خلال السنوات الأخيرة، إضافة إلى الحرية والحياة الديمقراطية والانتعاش الفكري والثقافي. ويبدو إن الشعب العراقي نفسه لم يسمع ولم ير عن هذه المنجزات التي حققها النظام السياسي بالعراق! ثم تحدث عن أهمية الاستماع للرأي الآخر وخوض النقاشات الهادئة وإن على الماركسي أن يستمع للآخر وأن على الديني أن يستمع للماركسي. أي تحدث عن المجتمع المدني وأهمية تطوير الحوار والاستماع للرأي والرأي الآخر.
ورغم ابتعاد خطاب السفير عن جو المؤتمر الثقافي وواقع العراقيات والعراقيين ببرلين والبدء بحديث سياسي طويل وممل عن منجزات غير موجودة إلا في رأس السفير ورئيس وزرائه، فأن حديثه عن الاستماع بإصغاء للرأي والرأي الآخر كان مقبولاً. لقد حصد كلام السفير استياءً عاماً لدى الحضور لأنه تحدث عن قضايا غير موجودة بالعراق، بل كان يحلم. وكانت هناك رغبة لدى الكثيرين في أن يردوا على خطاب السفير العراقي الدعائي وكأنه في مدرسة ثانوية ألمانية يتحدث لطلابها عن منجزات النظام وهم لا يعرفون شيئاً عن العراق ولم يسمعوا بما يجري فيه.
إزاء هذا التزويق المتعمد لواقع العراق السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وإزاء حديثه وترحيبه بالاستماع للرأي والرأي الآخر، طلبت من الهيئة المشرفة على تنظيم المهرجان السماح لي بتعليق موجز. وافقوا على ذلك.
تحدثت عن أهمية تطوير العلاقة بين النادي الثقافي العراقي والسفارة العراقية باعتبارها بيت العراقيين، ثم تطرقت إلى واقع العراق الراهن من حيث الأوضاع المعقدة التي يمر بها وما يفعله الإرهابيون والبعثيون الصداميون المجرمون من تعاون في القتل والتدمير وسقوط ما يقرب من 30 قتيلاً يومياً كمعدل وتزايد عدد الجرحى والمعوقين. هذا يحص في وقت يزداد الصراع السياسي بين الأطراف الحاكمة وعجز الحكومة عن توفير الحماية للشعب حتى الآن رغم مرور عشرة أعوام على سقوط الدكتاتورية المجرمة. واشرت إلى إن الأزمة بالأساس هي بنيوية ترتبط بوجود نظام سياسي يقوم عل ى المحاصصة الطائفية. كما تطرقت إلى أوضاع الثقافة والمثقفين الفعلية وإلى عدد القتلى من الصحفيين, دع عنك عدد القتلى من الأطباء والمثقفين وغيرهم. ثم أشرت على كلمة رئيس الوزراء في الاحتفال التأبيني الذي أقيم في ذكرى استشهاد محمد باقر الصدر حين هاجم الملحدين والعلمانيين واللبراليين والماركسيين دون وجه حق ودون أدنى مبرر. وحين بدأت بالحديث عن هذا الواقع بدأ السفير العراقي يتململ في مكانه ويحدث جارته من طاقم السفارة العراقية وبدأ يقول بصوت مسموع بأن هذا غير صحيح وهذا غير مقبول وأنا سوف أخرج. قلت له أخي الفاضل حين كنت تتحدث لنا استمعت لك بإصغاء رغم اختلافي معكم، ولكن من واجبكم كسفير للعراق أن تستمعوا إلينا أيضاً وأن تنقلوا رأينا للحكومة العراقية. ولكنه رغم ذلك نهض دون أن يحترم الحضور أو يحترم نفسه وطلب من طاقم السفارة أن ينهضوا معه وغادروا القاعة. وحصد استياء الحضور لهذا السلوك المشين للسفير العراقي ببرلين. وأثناء خروجه كان يردد لمن طلب منه العدول عن الخروج: هذا ما مقبول أبداً وتماماً وسوف لن أحضر بعد الآن!!
لقد سقطت مصداقية السفير العراقي الدكتور عبد الحسين الخطيب في هذا اللقاء مع العراقيين والعرب ببرلين بعد أن كان تحدث عن الاستماع بإصغاء للرأي والرأي الآخر باعتباره مدنياً أو كان يعمل في إطار منظمات مجتمع مدني دينية حين كان مواطناً في هولندا، إذ لم يحتمل أن توجه ملاحظات واقعية عن الوضع بالعراق.
ومن الغرابة بمكان أن يكون سفيراً للعراق ببرلين ولم يتتبع خطب رئيس وزراء العراق، ومنها خطابه في الحفل التأبيني للشهيد محمد باقر الصدر، إضافة إلى مئات المقالات التي كتبت نقداً لذلك الخطاب العدواني ضد الرأي الآخر.
إن هوية السفير الدكتور حسين الخطيب الحزبية ينبغي أن لا يحملها معه كسفير للعراق، بل عليه أن يحمل الهوية العراقية أولاً وأخيراً. وهذا لم يحصل في هذا اللقاء. ولا يهمني أنه قد غير هويته من عضوية المجلس الإسلامي الأعلى بالعراق إلى عضوية حزب الدعوة الإسلامية, فهذه قضية تهمه شخصياً، ولكنها تعبر عن روحية معينة يدركها هو قبل غيره. ولكنه برهن في هذا اللقاء على إنه ضيق الأفق وضيق الصدر ومحدود في فهمه للمجتمع المدني وعاجز عن وعي ما يجري بالعراق، كما إنه عاجز عن أن يدرك بأن عليه أن لا يكون كالنعامة تدفن رأسها في الرمال حين ترى العدو، بل عليه أن يواجه حقائق الوضع في البلاد ويتحرى عن حلول لها لا عن إخفائها بغربال لا يمنع من اختراق أشعة الشمس.
كم كان بودي أن يكون حديث السفير واقعياً لهللنا جميعاً له لأن ذلك يهم كل مواطن ومواطنة بالعراق في أن يكون العراق مزدهراً. ولكن الوضع بالعراق بالعكس من ذلك تماماً. لقد كان السفير حالماً واهماً تماماً ونائماً وبعيداً عن واقع العراق الراهن.
إن من واجبي كمواطن أن أطرح على وزير الخارجية العراقي الأستاذ هوشيار زيباري سلوك السفير العراقي الدكتور حسين الخطيب ببرلين والذي لم يمارس موقفاً حضارياً سليماً، إذ لم يكن النقد موجهاً له شخصياً، بل لمضمون الحديث الذي تقدم به والذي عرض الأمر وكأن العراق ی-;---;--عی-;---;--ش فی-;---;-- عالم سحري وخيالي جميل, وهو في ذلك أشبه ما يكون بما عبر عنه المثل الشعبي العراقي القائل صور الأمر بالعراق وكأن "الهور مرگ والزور خواشيگ" .
لقد خرج السفير من المهرجان محتجاً ولم يستمع لرأي الآخرين، إذ تحدث بعدها الأستاذ زهير كاظم عبود الذي أشار إلى التباين الشديد بين حديث السفير الدكتور حسين الخطيب وبين الواقع الثقافي وحالة المثقفين بالعراق وأوضح المصاعب الجدية والمشكلات المعقدة التي تواجه البلاد في ظل الإرهاب والعجز عن مواجهتهم حتى الآن.
وألى القراء والقارئات بعض صور من المهرجان تتعلق بالسفير العراقي الدكتور حسين الخطيب وهو يلقي كلمته وأخرى وهو يستمع للمتحدثين بالمهرجان وثالثة تمثل الدكتور كاظم حبيب وهو يلقي تعليقه.

برلين في 26/8/2013 كاظم حبيب




#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى من يجب أن يحاكم بالعراق: الدكتور مظهر محمد صالح أم ...
- هل سيقرأ الشعب المصري الفاتحة على حزب -جماعة الإخوان المسلمي ...
- نقاش مفتوح وصريح مع أفكار السيد عادل عبد المهدي في تصريحاته ...
- في الذكرى التسعين لميلاد الرفيق والصديق الأعز الفقيد صفاء ال ...
- الإرهابيون المجرمون يغوصون بدماء الشعب العراقي ورئيس الوزراء ...
- -أنا- النرجسية المرضية لدى رئيس وزراء العراق!!
- هل عاد القتل على الهوية الجمعية إلى العراق والعود أسوأ؟
- حالة التدهور الأمني نتيجة لحالة التدهور والارتداد الفكري وال ...
- لقاء صحفي حول الوضع في إقليم كردستان العراق
- هل رئيس الوزراء العراقي ... خراعة الخضرة أم ماذا؟
- هل تعلم سياسيو المرحلة الراهنة من تجارب العراق الغزيرة؟
- الإسلام دين للأفراد وليس نظاماً للدولة والمجتمع
- من أجل إيقاف عمليات التغيير الديمغرافي لمناطق مسيحيي العراق
- من يجب أن يُحاكم: د. مظهر محمد صالح أم نوري المالكي؟
- حصاد سبع سنوات عجاف من حكم نوري المالكي!
- أينما يرتقي الوعي الاجتماعي تنتفض الشعوب ضد مستبديها!!!
- قراءة في كتاب -غُصن مُطعَّم في شجرة غَريبة- (سيرة ذاتية) للد ...
- هل ضيع نظام المحاصصة الطائفية الهوية الوطنية للعراق؟
- هل يحق للشعب التفاؤل أم ما يزال العراق يواجه المربع الأول؟
- استطلاع رأي العراقيين والعراقيات بيهود العراق والفرهود


المزيد.....




- جوائز غرامي الـ67.. قائمة بأبرز الفائزين
- الشرع يغادر المملكة العربية السعودية.. ماذا دار في حديثه مع ...
- تصعيد عسكري في جنين ومجموع القتلى بغزة يصل 61 ألفا ونتنياهو ...
- مهرجان -بامبلونادا ريمنسي- يحاكي سباق الثيران الإسباني في لي ...
- إجلاء أطفال مرضى من غزة بعد إعادة فتح معبر رفح
- مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع المساعدة في الكشف عن م ...
- القوات الروسية تواصل تقدمها وتكبّد قوات كييف خسائر فادحة
- قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون مع ستارمر وروته لبحث تحديات ال ...
- بيسكوف: الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي ...
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل تعزيرا في مواطن بتهمة -تهريب المخ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - سلوك السفير العراقي ببرلين كان الاحتجاج والهروب لا الإصغاء لملاحظات الناس