|
تبا لكم أبناء إبراهيم !! الله ليس طاغوتا (2)
عصام شعبان عامر
الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 00:51
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كان الله ولا زال بكل جلاله وجماله وكماله ممثلا لكل فضيلة وحق وخير ولم يتمثل الله لنا ذاتا لأن ما نصدره نحن عن الله من تصور له دلالات المبنى والمعنى . فالمبنى هو التصور عن الكينونة والكنه والماهية وإن كنا نخلع عنه شيئا من ذاتية والمعنى ما نصدره عنه من قيم وأخلاق وفضيلة . نعم لو لم يكن الله موجودا لانهارت كل القيم والأخلاق من تلقاء نفسها لأنه لن يكون لها مبرر . فالله قبل أن نتصوره إلها هو حالة نفسية وجدوية نستشعر فيها بوجود أعلى ذالك الوجود الأعلى هو أعلى فى كل مثال أعلى فى كل فضيلة وخلق وجمال هو المطلق فى كل شئ واللامتناهى فى كل شئ وكان من الأجدى أن نصور الله بكل ذالك الجمال البهى الذى هو جزء من حقيقته التى لن نعلمها ولن نصل إليها لا لقصور عندنا ولكن لكمال مطلق له لا نستطيع أن نتصوره . نعم نحن لا نستطيع أن نتصور الله ولكننا نحاول أن نرسم له صورة فى وجدان بصائرنا التى ترى فى بعد أعلى من أبعاد البصر . نحاول أن نتلمسه بضمائرنا التى نبعت من الضمير الأول هو هو الله . نحاول أن نسير على خطاه وفى طريقه نسير ناحية النور السرمدى والأبدى والأزلى الذى كان ولا يزال وسيظل . وسنظل نحن نستظل بجنبات هذا النور فى عمق الضمير يتجسد لنا وفى عمق الوجدان يتصور لنا وفى عمق الحس نحاول أن نتحسسه وفى مكامن الشعور نشعر بعبق الصبابة نتنفس هواءا عليلا لا نعرف له رسما ولا نعرف له اسما سوى أن نقول الله الله . وكأن الكلمة الله قداختصرت كل ما يعتمل بدواخلنا .وكأنى بها تنزل على قلوب المكلومين والمحرومين فتضمد جراحهم وتشفى آلامهم لذلك لا يعرف الله حقا إلا كل مبتلى والناس فى ابتلاءاتهم مشارب وكذالك الناس فى معرفة الله مشارب وعلى قدر الاختبار والمحنة تكون الجائزة والمنحة . هذا الله فى تصورى أنا فكيف الله فى تصورك أنت .... فهيهات هيهات !!! لقد نصبنا من الله طاغوتا رغم تحذيرنا !!! أليس هو من قال " احتنبوا الطاغوت " . لقد هدمنا كل ما كان من أجله الله يفترض أن يكون موجودا لقد هدمنا القيم والأخلاق والفضيلة وحولناها إلى مسخ حتى الأديان قد حولناها إلى طاغوت حين قمنا بتحريفها عن مهمتها وهى الإرتقاء بالإنسان من مرتبة البهائمية الحيوانية إلى مرتبة الإنسانية . ولأنه لا يكون الإنسان إنسانا إلا بالإنسانية فقد جردنا أدياننا من كل إنسانية وحولناها إلى مسوخ مؤدلجة بطابع الكراهية والبغضاء والعنف وبدلا من أن يكون الله محبة وسلاما ورحمة فقد حرفنا تلك الرؤية عن وجهتها فى الأديان إلى جعلنا الله طاغوتا يحكم بقوة الجبر تحت مسمى ما يعرف بالشرائع نسبت نسبة الزور إلى الله والله منها براء والأديان منها براء والرسالات منها براء ولكن تبا لهم الكهنة فى كل مصر وعصر وديانة أتباع إبليس من يحرفون الكلم عن مواضعه ومن بعد مواضعه ليستنسخوا شريعة لمصلحتهم مصلحة الرياسة والسياسة ومطامع الأهواء والمال والسلطان لغريهم الشيطان وينزغ بينهم فيخوض بعضهم فى دماء بعض تحت مسمى الشريعة . إذا إنها تلك الشريعة المسخ وحى الشيطان الذى يتلوه على أولياءه المحرفة عن بلاغ الله بالكلية . نعم !! إذ أن شريعة الله لم ولن تكون سوى نبعا صافيا من الجمال مليئا بالحنان والحب . نعم لم تكن تلك شريعة الرحمة والعفو والمغفرة ولن تكون !!! إنها شريعة أخرى من أمنيات الشيطان حين ألقى أمنياته على متبعيه أن يبررر لهم الخيانة والختل والغدر والقتل والدم والجلد والقطع والرجم والإستعلاء والتكبر والتآلى على الناس وعلى الله ذاته . ليست هذه شريعة الله ياسادة إنها شريعة الذئاب !! كيف حولنا تصورنا عن الله إلى هذا الطاغوت لقد نصبنا من الله طاغوتا يعبد من دونه فأصبحت المعادلة الله ضد الله الأول طاغوتا صنعناه والثانى هو هو الله هل يصح ذالك ؟!! كيف حولنا الله ذالك الكل الملهم الملهب إلى ذالك الله الذى لا يعرف عنه الله الأول شيئا سوى أنه من الطاغوت . إن أول خطيئة ارتكبها الكهنة فى حق الله اليوم كونهم خلطوا بين الحكمية والحاكمية نزعوا الأولى من الله والبسوا له الثانية كفرا وكذبا . فالحاكية هى تلك المسخ المشوه ابن الدعارة بين السلاطين والكهنة وقوادهم الشيطان ليحرموا الناس حريتهم تحت وصاية تدعى أنها إلاهيه والله منها براء فلذالك هى مسخمشوه بعيد كل البعدعن الله . و لأن الفرق بين الحكمية والحاكمية بين واضح فالأولى مبنية على الحكمة التى وضعها الله فى كل شئ فزانت بها الأشياء وتوهجت وتتلألأت فمثلت بذالك قيما آداة لتحكيم العقل وتنصيبا لمحكم أن النفس لا يحاكمها سوى النفس فهى لم تنصب من نفسها قاضيا وحاكما وجلادا فى نفس الوقت وفى آن واحد ولمتفترض فى ذاتها أنها الحق المطلق والوحيد فالحقيقةدائما لها عدةوجوه وإن صدرت عن الحق الأوحد الأول وهوالله . فالحكمية ما هى إلا القيم والأخلاق والفضيلة التى من خلالها يستطيع الإنسان هونفسه بنفسه أن يحكم هو أفعاله وفقا لمتطلبات ضميره . إذا فهى من الإنسان إلى الإنسان دون تحكم الإنسان يعالج بها الإنسان نفسه بنفسه فإن غاب ضمير الإنسان نتيجة الغفلة والنسيان ذكره الشرع مجرد تذكير وتنبيه لما قد يقع فيه من مخالفة لطبيعة الإنسان ذالك أن طبيعة الإنسان هى الخير والود والمحبة والسلام والرحمة ولا يتحقق ذالك للإنسان إلا من خلال التناغم بينه وبين نفسه وضميره . فالإنسان ذاتا ونفسا وضميرا كلهم من أصل واحد وهو الله أصل كل خير . فإن تغلبت النفس على الضمير كان من الواجب عليه أن يستفيق وإن تغلب الضمير على النفس كان من الواجب عليه ان يحفظ نفسه لأن الضمير بلا نفس لامعنى له كمثل الروح بلا جسد فلامعنى لوجود روح بلا جسد كما لامعنى لوجود جسد بلا روح والموت هوفناء كل ذالك جسد وروح نفس وضمير . ماذا تمثل الحاكمية إذا ؟!!!!! ما هى إلا مسخا محرفا عن الله وعن الحكمية المنبثقة من نور وهدى الله إذ أنه ليس للحاكمية معنى سوى أن تنسب اسما فقط لله وفعلا بالقهر وطمس الإرادة والحرية للإنسان . لقد خلقنا الله كلنا أحرارا وكلنا أناسا فكيف ينصب أحدا من الناس نفسه حاكما باسم الله على الناس فينصب من شريعته طاغوتا لاينتمى إلى شرع الله حتى يتصور للناس أن هذا الذى يحكم به ينتمى لله فيصور الله طاغوتا . وهل ارتضى الله للناس الحق أم فرضه عليهم بقوة التسلط والتسيد ؟!! إذا لم يتسلط الله علينا بكل هيبته وجلاله وكماله فكيف يتسلط علينا من هو دونه من الناس باسم الحاكمية . يسقط الطاغوت يسقط الطاغوت يسقط الطاغوت فى المقال القادم تبا لكم أبناء إبراهيم!!! جاهلية الإتباع (3)
#عصام_شعبان_عامر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكفر بالثورات
-
تبا لكم أبناء إبراهيم !! أصل التوحيد بين الهوية والهوى (1)
-
حوار مع قاعدى وهابى متسلف اخوانى
-
كومبارس فى مسرحية إرادة الذوات تحت مسمى الإرادة الإلاهيه
-
زمن البهلول
-
من يأخذ ثأر الحسين ؟؟؟؟!!!!!!!
-
العقل المبدع 1
-
مقولات بين الحياة والموت
-
هاى مرسيتلر هاى مرشدلر !!!!!
-
متى نهدم الأصنام ؟
-
ثورة مصر.... الإنقلاب على الثورة بين مطرقة شفيق وسندان المرس
...
-
الله يتجسد 3 أزمة الصراع بين الدين والعلم من الكهنوت إلى الل
...
-
عبادة الكهنوت وصناعة الفرعون المتأسلمون إلى أين ؟
-
الله يتجسد 2
-
دعاء الأنبياء2 الثورة – الإنقلاب على الثورة
-
دعاء الأنبياء 1مدخل سيستولوجى وسيكولوجي
-
(2) الإسلام المفترى عليه بين جهل أبنائه وكذب أدعيائه وتربص أ
...
-
(1) الإسلام المفترى عليه بين جهل أبنائه وكذب أدعيائه وتربص أ
...
-
خطوات على طريق التطور 2 الدين – الفلسفة – العلم ثالوث الصراع
...
-
خطوات على طريق التطور 1
المزيد.....
-
فرشينين يبحث تسوية النزاع في الشرق الأوسط مع غوتيريش
-
-ديفينس نيوز-: قرارات إدارة بايدن يمكن أن تسرّع انهيار القوا
...
-
زيلينسكي يطالب الغرب بأنظمة دفاع جوي جديدة بعد ضربة -أوريشني
...
-
بيسكوف: سنرد على اضطهاد الصحفيين الروس في الغرب بأفضل طريقة
...
-
بعد هدنة لبنان.. نتنياهو يستفرد بغزة
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يتوعد حزب الله بـ-رد قوي-
-
الجيش الإسرائيلي: إحباط محاولة تهريب أسلحة عبر مسيرة من مصر
...
-
بن غفير: لست مستعدا لإبرام صفقة يخرج فيها ألف سنوار
-
قناة إسرائيلية تكشف عن -بنود سرية- في اتفاق لبنان وإسرائيل
-
مصادر تكشف لـ-الحرة- تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|