كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 - 16:48
المحور:
الادب والفن
قلت:- حقيقة لست أدري كيف سأستمر هنا. أكاد أجن.
قالت:- أتظنين أنني لم أفكر أنا أيضا في الهجرة، لطالما فكرت في "هرْبة" تقيني شر "البرْكة" هنا و لكنني أبدا لم أجرؤ، فأنا أعرف أن قلبي أضعف من الغربة و حتما سيقتلني لو أخرجته من هنا.
-"الله لا يغربك"، ان شاء الله تجدين حقك في الوطن الذي تحبينه.
- قولي إن شاء الله يحبني هو الآخر، فما أتعس الحب من جانب واحد!
- تذكري دائما أنه لا يأس مع الحب!
- ها أني أنتظر!
-لا تنتظري، بل بادري بالاتصال بالمعهد الجديد و أنا متأكدة أنهم سيقبلونك، فأنتم اختصاص مطلوب خاصة في شعبة الآداب...
- التعليم الحر! و هل مازالت عندي قوة لأُدرّس في معهد حر؟
- لماذا؟ هل ستدرسينهم ألعاب القوى؟
- كُفي عن المزاح...طبعا أنت لا يمكن أن تتخيلي كم تكلفك ساعة واحدة في التعليم الحر.
- كم يا ترى؟
- كل العذاب و الألم و الإحباط على ما آل إليه حال المعلم و التعليم...تلامذة يدخلون قاعة الدرس على أنها أي شيء إلا أن تكون قاعة للدرس حيث الضحك و التهريج و حتى العراك.
- وجهيهم أليست هذه مسؤوليتك...إنهم ضحايا و فشلهم في التعليم العمومي يظل يلاحقهم.
- لا ينفع معهم أي شيء فأغلبهم يأتي للمعهد ضد رغبته بل برغبة وليه، و حتى القلة المجتهدة فإنها كثيرا ما تنساق للأغلبية المهرّجة.
- عاقبي قائد التهريج و ستنضبط البقية!
- إذا أطردت أحدهم فانه ينهض كالطاووس متباهيا فرحا مسرورا أمام أصحابه و كأنه حقق انجازا باستفزازي. ثم هل تتصورين أن الطرد أمرا يقلقهم ؟ إنهم هم من يسعون إليه...
إن من يقلقه الأمر حقا هو مدير المعهد الذي يقبض أموالهم حتى أنه يهددك أنت بالطرد إن تجرأت و أطردت تلميذا في المرة القادمة، بل و أكثر من ذلك فانه هو من يقوم بإعادة التلميذ الذي أطردته إلى الفصل بشيء من الحرص المصطنع على مصلحته حتى لا يبقى لديك أدنى مصداقية لدى تلاميذك.
- جربي معهدا آخر فليس كل المديرين سواء.
- بل كانوا سواء في المعاهد الثلاثة التي درّست فيها...
- و كيف صمدت معهم؟ أعرفك عسكرية في انضباطك...
يتبع
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟