|
في ظلال مؤتمر نصرة الشعب العراقي
كريم كطافة
الحوار المتمدن-العدد: 1200 - 2005 / 5 / 17 - 05:52
المحور:
كتابات ساخرة
برعاية شركة (نصرة الشعب العراقي الصابر)، وهذه مؤسسة حصلت على إجازتها الشرعية من الحكومة السورية، بصفتها منظمة مجتمع مدني، على عكس ما يروجه العراقيون العملاء للاحتلال أنها منظمة مجتمع مخابراتي وليس مدني، عقد في حمص مؤتمر للأشقاء العراقيين ومن طرفي المتراس الطائفي، فيه الخالصي الشيعي وفيه ممثل عن الحارثي السني، وفيه ممثلين عن الرياضيين والمرأة والمثقفين..إلخ واللجنة وضيوفها جميعاً ليسوا عملاء لأحد، بل يعملون من وحي ضميرهم. ولتأكيد عدم عملاتهم للمخابرات السورية، لجأوا إلى عقد المؤتمر بعد اللتي واللتيا في مزرعة خاصة وليس في مكان عام.. لماذا؟ يقول الناطق الرسمي باسمهم (راسم الأتاسي): ذلك ان السلطات السورية لم تسمح بعقد هذا المؤتمر في مكان عام مما اضطرنا الى اقامته في احدى المزارع الخاصة. لقد نجحت اللجنة (الله يعطيها العافية) في عقد المؤتمر، وإن لم يوضح (الأتاسي) لماذا منعتهم السلطات السورية طالما هم منظمة مجتمع مدني، لكنه استرسل وأوضح مشكوراً إنجازات اللجنة ونجاحاتها الباهرة ليس في عقد المؤتمر فقط، وإنما كذلك في إرسال الخبز..!! نعم، لقد قال: ..كما أننا أرسلنا شاحنة معبأة بالخبز لان الشعب العراقي يحتاج رغيف الخبز ليعيش. عند هذا الحد يمكننا أن نتصور حجم المأثرة السورية، لأننا العراقيون قبل غيرنا نعرف ماذا يعني الرغيف بالنسبة للمواطن السوري، حين يُحرَم الإنسان من كل شيء يغدو الرغيف كل شيء، هكذا قال تيمورلنك الحكيم.. لذلك حين يرسلون شاحنة محملة بالخبز، أنه لأمر عظيم. ليس هذا فقط، بل وأرسلوا مع الشاحنة بطانيات وأدوية.. ولأن الناطق الرسمي لم يقل أنهم أرسلوا البطانيات والأدوية في شاحنة أخرى غير شاحنة الخبز، عليه اعتقد وأن بعض الاعتقاد ربما يكون إثماً.. أنهم أرسلوها في نفس الشاحنة.. في كل الحالات (الله يعطيهم العافية). لكن، ولأننا شعب طماع (أقصد العراقيين)، اقترح على الأشقاء السوريين من جماعة النصرة، أن يرسلوا لنا في المرة القادمة شاحنة قنادر، لأننا باختصار شعب حافي والقندرة السورية ذات سمعة عالمية.. ولو تفضلوا علينا أكثر أن يرسلوا لنا كذلك شاحنة فوانيس.. لكن بشرط أن يكون الفانوس معبأً بالنفط.. لأنكم تعرفون ونحن نعرف والعالم كله يعرف أن نفطنا ومنذ ذلك اليوم الأسود (اليوم الذي رفعوا به غطاء البالوعة) وهو يحترق هباءاً منثورا.. أما من يحرقه..؟ فهذا ما لم يعرفه حتى الجان.. يقال أن ثمة أشباح تقذف بها صحون طائرة، بمجرد إصلاح أحد الأنابيب، تأتي وتفجره ثانية.. كذلك هي تحرق الآبار وتفجر محطات الكهرباء وتقطع أسلاك الضغط العالي، وهذه الأشباح قيل أنها تقاوم احتلال ارض الرافدين. وأنكم يا أشقاءنا النصراويون بهذا الإنجاز التاريخي فيما لو حدث (الفوانيس المعبأة بالنفط) ستضربون عصفورين بقندرة واحدة، عصفور الكهرباء وعصفور النفط. أدعوكم أن تتدارسوا هذا المقترح التاريخي، ولا مانع من تطويره، كأن تتفقوا مع الحكومة العراقية الجديدة، الحكومة إياها التي انتخبها أكثر من ثمان ملايين عراقي عميل في غفلة من زمنهم ومحيطهم، على فتح سفارة لكم تشبه (بانزين خانة)، هكذا، كل من ينفذ فانوسه من النفط يقلب وجهه صوب السفارة. في كل الأحوال هذا مجرد اقتراح. إذا لم تستطيعوا له سبيلا، سوف نعذركم، نعرف أنكم بلد مواجهة وصمود وتصدي منذ زمن بعيد جداً وأرضكم محتلة.. كذلك نعرف شيمتكم اليعربية أنكم تنصرون العراقيين والفلسطينيين واللبنانيين وكل من أرضه محتلة وإن كان في أعماق غابات الأمازون، لكنكم لا تنصرون شعب الجولان المحتل مثلاً، فقط لتثبتوا للعالم أنكم ليسوا عنصريين وقطريين تنحازون لأبناء جلدتكم فقط على حساب قضايا الشعوب.. هذا نعرفه.. ونعرف أيضاً أن اللبنانيين غير الموالين تنكروا لجميلكم وفضلكم عليهم.. وتسببوا لكم بمتاعب وهموم ليس أقلها أنكم أكملتم انسحاب جيش جرار قبل الموعد بيومين.. وهذا انتصار تاريخي آخر يضاف إلى انتصاراتكم.. أقول إذا لم تستطيعوا للقنادر والفوانيس سبيلا.. لا يهم.. الخبز والبطانيات بحد ذاتها تكفي وتجعلنا لا ننسى فضلكم علينا لمدة 35 سنة قادمة.. لكن ومن جانب آخر، و برعاية قناة (العراقية) التلفزيونية، تم إنجاز برنامج بث مباشر فريد من نوعه في القناة. برنامج أداره مذيعان لبقان استقبلا فيه على مدى ساعة من الزمن العراقي الملغوم، مكالمات أمهات وآباء وأخوان ضحايا تفجير السوق في (بغداد الجديدة). كان البرنامج شكلاً من احتفال بإنجاز غير مسبوق في الزمن العراقي الجديد، حيث تمكن مغاوير لواء الذئب العراقي وبمساعدة من الأهالي، من إلقاء القبض على الشلة التي فجرت السيارة المفخخة في ذلك السوق، بعد تسع ساعات من زمن الجريمة. التفجير استهدف مواطنين عراقيين لا لون لهم.. وهل تستطيع أن تضبط ألوان الناس في سوق شعبي.. فيهم الطفل والمرأة والرجل وفيهم الشيعي والسني والمسيحي والصابئي والأيزيدي، فيهم المؤمن والكافر، فيهم الطيب وفيهم الخبيث.. أنه سوق. الغريب في الأمر، بل الذي يجعل الرأس ينفتل بزاوية 182 درجة على مقياس تيمورلنك ذاته، أن العراقيين المتصلين بالقناة وهم يعبرون عن فرحهم بهذا الإنجاز غير المسبوق ويتعشمون بأبنائهم من لواء الذئب، كانوا كذلك يكيلون الشتائم واللعنات والدعاوى ذات الوزن الثقيل وكلها على رأس الأشقاء السوريين والفلسطينيين..!! لماذا..؟ لأن أفراد الشلة كانوا فلسطينيين واعترفوا أن تمويلهم وتفخيخهم يأتي من الشقيقة سوريا..!! أي بلد النصرة والجهاد إياه الذي أرسل لنا شاحنة الخبز والبطانيات واقترحنا عليهم بطيب خاطر أن يرسلوا لنا قنادر وفوانيس.. كان الجرح حاراً وأشلاء الأحباء مختلطة ما زالت بالخضروات والفواكه والدماء لم تشطف بعد من اسفلت الشارع... وهذه فقط عينات من تلك الأدعية التي قال المتصلون والمتصلات أنهم يدعون فيها رب العباد صباح مساء وفي كل الصلوات. أنها الأدعية العراقية في زمن النصرة: اللهم اقطع دابر الأشقاء العرب.. اللهم شتت شملهم.. اللهم انتقم منهم.. اللهم اجعل السيارات المفخخة تتفخخ وتتفجر على رؤوسهم ورؤوس أجدادهم حتى الجد المليون.. اللهم شمت بهم أعدائهم المعروفين وغير المعروفين..إلخ كما قلت تلك مجرد عينات. لكن السؤال ما زال هو هو؛ إلى متى سنظل لا نصدق أشقاءنا النصراويين وغير النصراويين..!!؟
#كريم_كطافة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما زلنا نواجه ماري أنطوانيت الطيبة
-
سؤال الصورة ومحنة الشاعر عقيل علي
-
لا خاطف ولا مخطوف في واقعة الجمل الجديدة
-
عن الشرف.. وأشياءه الأخرى
-
الموت للعرب.. لماذا..!!؟
-
أليس عندكم أفعل من مشعان
-
لنعمل من أجل المصالحة الأخرى
-
الدنصرة في السياسة
-
قانون أبو شامة والدكتورة الألمانية
-
جنون البقر السلفي -البعثي
-
إلى دعاة المصالحة الوطنية..أنها تدور
-
نعم.. نحن ننتخب.. وهم ينتحرون
-
هل برنامج قائمة اتحاد الشعب برنامج شيوعي..؟
-
لو سألتموني عن سوريا.. سأدلكم على ما يفيد
-
أحذروا عودة الملثمين عبر الانتخابات
-
شيوعيون أصوليون... 2 ـ 2
-
شيوعيون أصوليون
-
العراقيون والضحك والسيارات المفخخة
-
حين يترك فقهاء القطيع الباب موارباً
-
لكي لا يضيع نداء حمد في لجة الصراخ.. إلى حمد الشريدة
المزيد.....
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|