شيري باترك
كاتبة / باحثة نفسية ( مسجلة دكتوراه بعلم النفس )
الحوار المتمدن-العدد: 4194 - 2013 / 8 / 24 - 22:11
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
أحببت رجلاً
نعم يوماً ما أحببت رجلاً
رجلاً ظنت إنه فرسانًا
من فرسان المعابد
ولكنني وجدتً عبداً
نعم عبدًا لأصنام آباءه
أصنام آباءه التي تقتل
تذبح
تسحق
تمزقنا نحن معشر النساء
وكانت المواجهة
وقلت له هل أنت عابد لأصنام أبيك وأجدادك ؟
قال لي ماذا تقولي عهد لأصنام انتهي ؟
هل أنتي أصابك الجنون ؟
قلت له لا لم ينتهي عهد الأصنام بعد
قال لي كيف أيتها المجنونة ؟
قلت له الضرب صنم يعبدون رجال الشرق
قل لي هل أنتَ عابد لذلك الصنم ؟
الضرب ُيعبد ويمارس علينا نحن معشر النساء ؟
بات الضرب والعنف مذهبكم المفضل والأوحد
قال هناك من الضرب ما هو حلال
قلت حلال أي حلال هذا يا سيدي
تتكلم عنه أأصبح الله ضارب للنساء من خلالكم
صمت قليلاً الحزن
يملئ كياني
يقسمني مئات الجزيئات
ثم قلت له وهل أنتَ عابد لكلمات رجال الدين ؟
ضحك بسحرية وقال لي كيف ُاعبد كلمات رجال الدين؟
عندما تجعل كلماتهم وتجعلها كلمات مقدسة
عندما لا تستخدم عقلك ويحتلون كل طاقات
قال لي الغضب ينبعث من كل كيانه
هؤلاء رجال الله
أطهر منا
وأقدس منا
أختارهم الله ... وهم نواب عن الله
لم اقل شيء لمن مال قلبي له غير
أن الله خَلق الكل لن يميز مخلوق عن غيره
وهنا أدركت
إننا أحببت صنماً نعم صنماً
وليس رجلاً صنم يتحرك
بعادات آبيه وأجداده
صنم عقله بين يدي شيخه
قلبه منتزع منه
جلده بات جلد أفعى باستمرار يغيره
عيونه أصبح عمياء لا تري إلا جسدي
جسدي منتزع منه العقل
آه لقد أحببت صنماً حقاً صنماً
ولكن ليس هذا الصنم يُعبد ولكنه عابد
لأصنام
الخرافة
والجهل
فأصبح صنماً عبداً
نعم عبدًا ومكبلاً أيضا
والسواد يملئ قلبه
وجهه مغطي باللون البيض
ولكن علي مَن فأنا تلك الفرعونية
التي لا تخدعها المظاهر ..لا تهتم ببيض الوجه
بل تنظر إلي المواقف التي تظهر بيض القلب
أنا تلك الفرعونية التي تبني بيتها بالحكمة بالمال
أرجو الابتعاد و
سوف أحطم أصنامك
وأصنام أبيك
وأصنام أجدادك
وقلبي مِلك لي
وحدي
وحينما وجدك عابد لأصنام
طردك من أعماقه
وعقلي لم يقبل منذ البداية
فاذهب إلي أخري تهوي مالك
وتخونك من أجل قساوتك لـ شيري باترك
#شيري_باترك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟