أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - الوعي البحريني وإشكاليةُ النقدِ














المزيد.....

الوعي البحريني وإشكاليةُ النقدِ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4194 - 2013 / 8 / 24 - 09:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



يصعب على الوعي في منطقة الخليج أن يقوم بالتحليل العميق للبُنى الاجتماعية ومظاهرها المختلفة ويكتشف قوانين تطورها.
توزع دول الخليج وضعف إمكانيات ظهور طبقات وسطى تحديثية وطنية واسعة، أدى إلى فئات وسطى صغيرة عاشت بين حياة تقليدية وتحديث غير مخطط.
لهذا يتوجه النقدُ نحو دراسات جزئية أو شكلانية حداثية مبهرة في عناوينها غير المنطبقة على واقع محلي مُحلل بعمق وبمسئولية نقدية فاعلة وموضوعية لا تؤثر في الذاتية وأحكامها المسيطرة.
وقد استبق الوعي الأدبي البحريني العديدَ من أشكال الوعي في الدول الأخرى، لكن في ظل نفس المحتوى المحاصر بين تقليديةٍ سابقة ذات نتاج ثقافي محدود وبين توجهات حداثية مغامرة أو مراهقة أو واقعية تسجيلية.
كان الفرزُ بعد الستينيات من القرن العشرين قد حدد توجهين أساسيين في الأدب البحريني: تقليدي ليبرالي نتاج زخم الخمسينيات والتطورات اللاحقة.
وتوجهات حداثية صغيرة نشطة ذات لغة حادة.
لم ينشط التوجهُ التقليدي وكان من أبرز ممثليه الناقد حسين الصباغ كثيراً في درس الثقافة، وقام بمساهمات محدودة لكنها كانت ذات أهمية واعدة، حُوصرت أو أهملت.
في حين أن التوجهات التحديثية الصغيرة التي ركزت على جلب أشكال المغامرة الأدبية أزاحت تلك التوجهات التقليدية عوضاً عن أن تستثمرها في عملية تطور الثقافة الوطنية عامة وتقيم (جبهة) ثقافية معها لدحر التخلف. وهذا ما حدث في المجال السياسي عبر صعود الجمل (الثورية).
التوجهات التحديثية كانت مهمة وضرورية بسبب فقر الثقافة المحلية، وعدم التفاتها إلى (الشعب). في حين كانت الثقافة التقليدية النابعة من فئة التجار مهمة كذلك لنقلها وإنتاجها نمط الثقافة العربية الليبرالية ونشر وتحليل رموزها. ولهذا فالزمن دمر الموجتين، التقليدية لم تستمر ولم تتطور، و(المغامِرة) تفجرت تناقضاتُها الداخلية بعد زمن من تطبيق مقولاتها وتجسيد نتاجها.
المبالغة في ادعاءات الموجة الثورية متأتية من نقل الشعارات والهياكل الخارجية في القصيدة والنقد بديلاً عن النمو المتأني والتراكم الطويل، ولكن هذا كان نتاج مستوى الدراسة المحدود لدى هذا الجيل وبسبب الرؤية الانفعالية غير المبنية على دراسات عميقة للنصوص والواقع.
من هنا كانت رؤية طابع القصة والقصيدة الواقعيتين في النقد السائد غير دقيقة. لقد ظهرت القصةُ القصيرة والقصيدةُ الواقعيتان التصويريتان كنتاج لماضي الشعب البحريني القريب في إنتاجه الحِرفي الذي تعرض للانهيار.
الغواص المُحطم كان نموذجاً إنسانياً بارزاً هنا، فلم تبرز إرادة تحولية نضالية في ذلك الانتاج البحري القديم بحسب هذه القصيدة. إن ظهور الغواص الحُطام هو نتاج رؤية شعبية نقدية تصويرية، ركزت على الكائن الفرد المسحوق، وتوجهت لغتها للعطف عليه، إنها لم تقرأ الطبقات وإراداتها، وتحولاتها في الطبقات القادمة الحديثة، وفي تداخل التكونين الوطنيين المختلفين زمناً وقوى إنتاج، وهذا الفرد المحطم نجد نماذجه العديدة في القصة القصيرة كذلك.
هذا كان إنجازاً في الأدب وخطوة نحو الأمام قياساً لنتاج الخمسينيات ولكنه يظل تسجيلياً.
إن رؤية سطوح التحولات الطبقية الماضية هو تقدم في الفن الوطني، ولكنه قاصر من دون قراءات تاريخية اجتماعية معمقة، وهو أمر تجلى عبر التراكم العقلاني البطيء، فمن المستحيل الانتقال من الانعكاسية المباشرة والفوتغرافيا إلى الواقعية العميقة.
أما الانتقال السريع والحاد فهو شكلاني، مظهري فاقع، ليس ذا أسس عميقة صلبة في الرؤية، ولهذا فمن السهل أن تتوجه القصيدة والقصة القصيرة إلى توظيف تجديدات مجلوبة وتنقطع عن النمو المتدرج الحقيقي الموضوعي الضارب في الأرض والذي يقيم العلاقة بالواقع بلداً وقارئاً. ثم تتأسس ثقافةُ الانفلاش والفقاعات.
ولهذا فإن التطورات التجديدية الواقعية سنجدها عبر سنوات وفي الأنواع الأدبية الأوسع كالرواية خاصة، أما التجديدات غير العضوية فسوف تنزاح كما أن القصة والقصيدة الشكلانيتين سوف تعجزان عن التطور.
ولهذا فإن النقد الشكلاني نفسه يعجز هو الآخر عن اكتشاف ذاته كما يعجز عن اكتشاف الأنواع التي يعلبها في تهويمات ذاتية، ويطلق عليها أحكاماً ضخمة هائلة تتآكل عبر الزمن.
توقف النقدُ الشكلاني عن الانتاج الحفري التحليلي الحقيقي، فهو يجلبُ أحكاماً كبيرة ويضعها على مخلوقات صغيرة، ويحشرها فيها، ويدلل عليها بسطور من خارج السياق ومن التداخل المضيء.
كانت العلاقات بين القوى الليبرالية والتحديثية المغامرة مَرضية ولم تقم علاقات صحية بينها، والجانبان تلاشيا بعدم تكوين طبقة وسطى تحديثية عميقة الحضور ذات ثقافة موسوعية ديمقراطية منفتحة، والمزايدات والمغامرات أكلت نتاجها العقلي، ولهذا انتصرت في النهاية الشموليات العربية والدينية التي جذبت المبدعين إلى أتونها المدمر.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعبُ والمصيرُ
- الديمقراطيةُ والناس
- العربُ ونقدُ الواقع
- انفصامُ تركيا الاجتماعي
- «الإخوان» والتطور الحديث
- أمريكا والتنكرُ للعلمانية
- حكمُ الاسطورةِ والعنف
- إيران.. إلى أين؟
- غيابُ الموضوعيةِ من الساحة البحرينية
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد (8)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهادِ (7)
- رأسا الحداثةِ المنفصمان
- الثورةُ السوريةُ وحربٌ إقليمية
- لماذا يكرهون قرناءهم؟
- اختلافاتُ تطورات الشعوب
- ثقافةُ الإعاقةِ
- رفسنجاني الليبرالي الذي لا يختفي
- الأمريكيونَ والنفطُ والمذهبيون
- تجربةُ اليسارِ الفرنسي في الحكم
- الأدب الحديث والقومية


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - الوعي البحريني وإشكاليةُ النقدِ