غادة هيكل
الحوار المتمدن-العدد: 4194 - 2013 / 8 / 24 - 01:20
المحور:
كتابات ساخرة
كنا فى المدينة الجامعية نرى الظباط يخرجون يوم الجميس من ثكناتهم القريبة من المدينة فيمرون على المبنى الذى نسكنه ، كنا نراهم فى بذلاتهم الرسمية فننبهر بشكلهم وهندامهم وجمال طلتهم ، كنا ننتظر ان نراهم كل أسبوع ، أو يحالفنا الحظ ىف محطة القطار فنراهم عن قرب سواء ضباط الجيش او الشرطة فى زيهم الأابيض الأنيق ، كنا نطالعهم حتى يختفى آخرهم عن عيوننا وعندما يبتسم أحدهم أو يلوح بيده تتعالى الصيحات فى البلكونات ، كانوا منتقين على الفرازة شباب وحيوية وجمال ، كنا نتباهى بهم فى عائلاتنا ، ويتسابق الأولاد لدخول الكليات العسكرية بكل أنواعها لينال هذا الشرف العظيم ، وخاصة منذ حرب 73 العظيمة وشرف الشهادة التى تاق لها الصغير والكبير رتبة ومكانا ، وتوالت الأيام وأصبح الشوق يقل رويدا خاصة فى فترة حكم حسنى مبارك فقد شوه صورة الشرطة والجيش بممارسات غير مقبولة لدى العامة فسمعت أب يقول لأبنه (على جثتى لو دخلت العسكرية أوديك للموت بايدى ) فسالأه الابن موت ايه يابوى احنا مش فى حرب قال الاب : موت الروح والضمير والشرف .
كان وقع هذه الكلمات شديد ولكن هى الحقيقة التى دخلت كل البيوت المصرية فى الفترة السابقة ، ومع ذلك وعلى الرغم من القسوة التى عانى منها الشعب فهو اليوم ومع أول تحدى له ، كان ملاذه الوحيد هو العسكرية بكل ما تملك من قوة وحزم هى الملاذ الأول والأخير ولكن يبقى السؤال هل سنعيد الكرة وهل يلدغ الشعب من جحر مرتين ؟
#غادة_هيكل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟