نور الدين بدران
الحوار المتمدن-العدد: 1199 - 2005 / 5 / 16 - 11:11
المحور:
الادب والفن
قبل اليوم لم أفكر
لماذا كنتُ أفر منها
لم أقم سوى علاقات عابرة
وكنت مرغماً
فحريتي في خطواتي
وحيداً سارحاً بلا جدران
كنتُ أهرب حتى من لماذا؟
واليوم تبدل كل شيء
أواجه جبني كمرآة
كم كانت طيبة وحنونة
بكل ثقالة روحكَ
حملتْ جسدكَ المنهك
حضنتكَ آلاف الأيام والأميال
لم تقل لها شكراً
بل كنتَ تصفق أبوابها وراءك
بفظاظة ناكري الجميل.
اليوم تدخل حياتي
تقتحمها رغم محافظتي البائسة
الحب يتبرعم بعد الزواج
لأول مرة أرى هذه الأسطورة
في بهو "لماذا" الفسيح
أتأمل سذاجتي الخالدة
فتنهمر الأجوبة كزوار آخر الليل
أشباح مبهمة الملامح
واحد كخوفٍ به تخجل الأعماق
وآخر كرُهابٍ من الحضارة
وأخرى كعلاقة غامضة بالموت
وعاشرة كمريبة بالحياة
كلهم ليسوا مقنعين
ثلة هزيلة
طردتهم كأعداء
بقيت وسيدتي الأنيقة
اعتذرت لها عن ماض سخيف
عن آثامي بحق جنسها
ظلت تدندن مع العندليب الأسمر
كأنها تطلب أن أسامح نفسي
أن أمضي بها بهدوء
كأني سمعتها تقول :
ستحبني أكثر من حبك القديم
من سقراط وسائر المشّائين
من يدري ؟
ربما هذه الصغيرة البيضاء
لو رآها ذلك الفيلسوف
رمى كأس السم
وقال: " أعرف سيارتك".
#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟