أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صلاح التكمه جي - فلسفة و سيكولوجية الإرهاب في العراق















المزيد.....

فلسفة و سيكولوجية الإرهاب في العراق


صلاح التكمه جي

الحوار المتمدن-العدد: 1199 - 2005 / 5 / 16 - 11:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


منظر اعتراف الإرهابي في برنامج (الإرهاب في قبضة العدالة) وهو ينهار نفسيا ويجهش بالبكاء ويصيح ، (أريد أن تذبحوني كما ذبحت الأبرياء) ،لفت انتباه البعض. انهيار كان يوضح ، مدى الضغط النفسي الذي كان يعانيه من المناظر البشعة في عملية الذبح ، تلك العمليات التي عبر عنها أحد اللبنانيين (في مقابلة له مع الفضائية العربية)، أنها لازالت تشكل كابوس عليه في منامه ويقظته ، منذ أن احتجز لدى الإرهابيين كشاهد لعملية ذبح لأحد المصريين في الفلوجة .

صور أخرى جسدت الحالة الفكرية والنفسية للإرهابيين ، فمناظر جثث الأطفال والنساء التي تطفوا في مقابر مائية على نهر دجلة ، وكذلك مشاهد الخضار والفواكه في سوق الصويرة وهي تطلى بدماء الأبرياء من أبناءها ، وذلك بفعل غزو البهائم الانتحارية للعراق ، ومشاهد مأتم التأبين في الموصل والعمليات الانتحارية في بغداد واربيل جميع تلك الأماكن أصبحت أهداف مشروعة للتكفيريين و البعثيين ضمن استراتيجية ،لفلسفة جديدة ، للمنظمات الإرهابية وتعكس بنفس الوقت عن سيكولوجية هؤلاء الإرهابيين .

تلك الأعمال البشعة الأخيرة و صور اعترافات الإرهابيين في الفضائية العراقية ، أثارت تساؤلات عن حقيقة سيكولوجية وفلسفة الإرهابيين في العراق ،، تلك الحقائق يمكن قراءتها من خلال طبيعة الأماكن المستهدفة والبيانات التي صدرت اثر تلك العمليات الجبانة ،والتي من اهمها:

1. الاحباط واليأس : فجثث الأطفال والنساء والأجساد الأخرى المقطوعة الرؤوس والتي وجدت ملقاة في نهر دجلة ، على قرب من مدينة المدائن ، أو تلك الأجساد التي استهدفها الانتحاري في سوق الصويرة الشعبية، تبين بشكل قاطع عن مدى سادية وحالة الإحباط واليأس التي تنتاب هؤلاء الاشخاص ،الذين ارتكبوا تلك الجرائم،فقد عرفوا عدد من علماء السلوك ، (جريمة العنف والارهاب : بأنه نمط من أنماط السلوك الذي ينبع عن حالة إحباط مصحوب بعلامات التوتر ويحتوي على نية سيئة لالحاق ضرر مادي ومعنوي بكائن حي أو بديل عن كائن حي). فاحتجاز الأطفال الذين لا يملكون أي وسيلة للدفاع عن النفس ، وقتلهم بتلك الصورة البشعة دليل حي على العجز النفسي والعقلي لهؤلاء الارهابين ، هذه السادية المحبطة يمكن ملاحظتها من خلال بيان جند الصحابة الذين أعلنوا عن عملية ذلك الانتحاري الذي فجر نفسه وسط ناس عزل ، فقد ذكر هؤلاء الأوباش في بيانهم( قام مجاهدونا في جماعة جند الصحابة في العراق بشن هجوم على المرتدين في الصويرة."الذين من أصلابهم يخرج من يوالون اليهود والنصارى) ، أي انحطاط فكري واخلاقي ونفسي ، تعيشه تلك الجماعات الإرهابية ، فهي تعتبر الاستراتيجية الناجعة لمنهجها في الحياة هي باستئصال الأخريين وأصلاب أصلابهم ، وحتى تتذوق ذلك الاستئصال فهي تغلفها بعقائدها التكفيرية حتى تلقى رواجا عند العقول المريضة المنتشرة في أرجاء العالم ، وتعبث فسادا وأجراما في عالمنا الإنساني المعاصر .

2. عدوانية القتل : شهوانية وعدوانية غريزة القتل ،تجسدت بابشع أحوالها في هجوم أحد الانتحاريين لمأتم تأبيني لعشيرة السادة في مدينة تلعفر ، فمنظر تناثر أوصال الأجساد الطاهرة لعشيرة السادة من ال الرسول (ص) ، لم يشفي غليل غريزة شهوة القتل لدى الارهابيين ، و أنما سارعوا الى التصدي لسيارات الإسعاف التي هبت لتنقذ البقية الباقية من السادة الهاشميين ، و الغريب أن هؤلاء الإرهابيين يفتخرون بسلوكهم الإجرامي لأشباحهم الانتحارية ، فهم يعتبروها سلاح العصر للفتك بالإنسانية ، ففي بيان لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين يقول فيه :( إن المجاهدين يملكون سلاحاً فائق التطور تكنولوجيا , سلاح نادر الوجود , إنهم رجال يحبون الموت ؛ باعوا نفوسهم رخيصة في سبيل الله ؛ إنهم أصحاب العمليات الاستشهادية , وهم " قنابل عاقلة , تعرف أهدافها جيداً , ولاتخطئها , ومن المستحيل ضبطها أو التحكم فيها , أو تلقي أيّ إشارة عنها)، تلك الغريزة العدوانية ، يشبهها علماء النفس بسمك البلطية ، فعالم النفس ( أنثوني ستور ) يذكر في كتابه العدوانية في الانسان (أن سمك البلطية يمتلك غريزة هائلة من العدوانية ، واذا لم يشبع رغبته من تفريخ شهوته العدوانية ، فانه يحول عدوانيته بفتك زوجته ونسله ) ، ولهذا لا غرابة في سلوك الإرهابيين من مهاجمة تلك العشيرة بإحدى بهائمهم الانتحارية، و من ثم محاولتهم الفتك بالجرحى ،بتدمير سيارات الإنقاذ ، ان هذا سلوك رفضته جميع الديانات السماوية والقوانين الوضعية ، فسيارات الإنقاذ كانت لها الحصانة الكاملة في حروب البشر ، ولكن الظاهر أن هؤلاء الإرهابيين تجردوا من روحهم الإنسانية ، واصبحوا من صنف السمك البلطية ، حيث لا هم لها ألا إشباع غريزة القتل .

3- العجز الفكري : مشهد احتفال الطلبة بمناسبة قيام أول حكومة ديمقراطية منتخبة ، أثار حفيظة البعثيين ، ونقمتهم ، فسارع أحد رموزهم البشعة ،( الحارس الشخصي لعميد كلية الصيدلة الدكتور مصطفى الهيتى)، ان يشهر مسدسه بوجه المحتفلين ويهدد منظم الاحتفال (مسار سرحان) رئيس رابطة الطلبة الجامعيين ، بقوله للشهيد وللطلبة المحتفلين(بانه سوف يريهم ما يخيفهم سريعا وستكون النتائج وخيمه عليهم» وفعلا، وفوا بوعودهم ازلام صدام باليوم التالي ، وسارعوا بمهاجمة الشهيد مسار سرحان في بيته بالسيدية، وقاموا بقطع رأسه ، وتم إهداءه لحكومة السيد الجعفري ، ان استراتيجية العنف السابقة لدي البعثيين في مهاجمة الرموز السياسية ، لم تحقق اغراضهم الدنيئة ، بسبب الفشل الذريع الذي أصابهم لنجاح العملية السياسية واتساعها على جميع طبقات وشرائح المجتمع ولهذا توسعت لديهم دائرة العنف والقتل،في مهاجمة اي رمز شعبي ورسمي يعكس العراق الجديد، تلك الاستراتيجية جسدها البيان الاخير لازلام صدام البعثيين بقولهم: (كانت ولا تزال خارطة الأهداف والمستهدفين للبعث والمقاومة تتسع وتتنوع عناصرها و مكوناتها، وتكون مرنة في استجاباتها بإضافة عناصر ومكونات مستهدفة جديدة.) ، ان استراتيجية العنف والاستئصال هي ليست غريبة على تاريخ الفاشية البعثية ، فهذه المؤسسة النازية ، ان اشد ما يرعبها هو ظهور نظام ديمقراطي ، يكون الفيصل فيه لصندوق الاقتراع ، فأزلام صدام أيمانهم الوحيد لفرض ارادتهم وعقائدهم هو طريق العنف ، وهذا دليل لعجزهم الفكري في اقناع الاخريين بمبادئهم الفكرية ، فالعنف برأي الدكتور مصطفى حجازي هو( لغة التخاطب الأخيرة الممكنة مع الواقع ومع الآخرين حين يحس المرء بالعجز عن إيصال صوته بوسائل الحوار العادي وحين تترسخ القناعة لديه بالفشل في اقناعهم بالاعتراف بكيانه وقيمته). المصدر :( التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور للدكتور مصطفى الحجازي)

يخطأ من يعتقد ان فيروس العنف للمنظمات الإرهابية والفاشية البعثية ، سيصيب فقط العراق الجديد ،والتحول السياسي الذي يحدث فيه ، فالشر الذي يعتلي تلك النفوس المجرمة ستحرق حتى من يحتضنها ويدعمها فكريا وروحيا وسياسيا وإعلاميا ، وما عمليات الإرهاب الأخيرة في قطر ، هذا البلد الذي سخر كل إمكاناته الإعلامية لتكون منبرا لترويج الحرب النفسية للمنظمات الإرهابية ضد الشعب العراقي ، وما أفلام عمليات الخطف وقطع الرقاب والتي انفردت قناة الجزيرة القطرية بترويجها ، ألا شاهد حي ونموذج صارخ لنار الشر، التي لطالما نفخ بها الأبواق الإعلامية للجزيرة القطرية.

يخطأ من يعتقد انه سيكسب الرهان ،بتأييده للمنظمات الإرهابية ،فالعمليات الانتحارية الأخيرة تدل بشكل واضح أن فلسفة وسيكولوجية الإرهابيين بدأت تحتضر وتعاني من حالة عجز فكري وسياسي .

أن العراق بكافة أطياف شعبه وبكل قومياته وطوائفه سوف ينتصر حتما على الإرهاب برموزه من تكفيرين وصداميين ، هذا الانتصار الذي يقف خلفه كل الضمائر الإنسانية الحية في جميع ارجاء العالم،آنذاك سوف لا تستطيع سمك البلطية الارهابية من تفريغ غريزته العدوانية بين الشعب العراقي ، آنذاك ستفترس الغريزة العدوانية لسمك البلطيةالارهابية، أبناءها ،ومن يوفر لها الحظن الدافئ .



#صلاح_التكمه_جي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأشباح الانتحارية مخلوقات من المريخ
- هل يتفاعل الشعب العراقي مع الانتخابات ؟
- فرنسا رهينة العرش الصدامي
- قرار 1546 خفايا و استحقاقات
- القرارات الدولية والخطط الأمريكية في تدويل سيادة العراق
- بورصة العراق لتجارة الموت
- صور الاشمئزاز والحلم الامريكي الجميل
- جرائم البعثيين هي لفرد أم لجهاز متكامل؟
- بين سحل الجثث و سحقها بالدبابات واختطاف الاجانب ،هل ضاعالعرا ...
- ديمقراطية أمريكا الزائفة في العراق
- دلالات التحرك السياسي الأخير لطلبة العراق
- شركاء جريمة عاشوراء وطمس الحقيقة
- الابراهيمي ينقش كلمة(الانتخابات) على يديه !!!
- الفساد الإداري في العراق
- !!!????نحن مع الانتخابات ولكن
- دعوة الانتخابات و ظهور الزبد
- محاكمة صدام والتستر على الجريمة‍
- الاقتصاد العراقي بين الواقع والطموح
- الفوضوية في العراق
- خبز العباس .............. وشمعة مريم


المزيد.....




- السعودية.. الملك سلمان يفتتح مشروع قطار الرياض.. -عمود المدي ...
- تبادل 3 سجناء بين أمريكا والصين.. ماذا نعلم عن الصفقة؟
- الجيش السوري يصدر بيانا يتعلق بـ-جبهة النصرة- في حلب وإدلب
- مراسلنا: إصابة 3 لبنانيين بغارة نفذتها مسيرة إسرائيلية على س ...
- مفاجأة.. دراسة حول التطرف في الجيش.. مولها البنتاغون.. ثم تب ...
- ترامب يعين الجنرال السابق كيث كيلوغ مبعوثًا خاصًا لأوكرانيا ...
- تضاؤل النفوذ الأمريكي يحزن الغرب
- موقع: الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات على شركات صينية لأول مرة ...
- مقتل 9 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في النصيرات وس ...
- برلين ترفض تصاريح الإقامة لـ 3 موظفين في وسائل إعلام روسية


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صلاح التكمه جي - فلسفة و سيكولوجية الإرهاب في العراق