أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وديع العبيدي - مصر ونظرية الأمن القومي الستراتيجي














المزيد.....

مصر ونظرية الأمن القومي الستراتيجي


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4192 - 2013 / 8 / 22 - 16:06
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الأمن القومي ليس له علاقة بالقومية حسب المعنى الدارج. وهما مختلفان ومتباعدان إلى حدّ كبير.
الولايات المتحدة الأميركية، هي أكثر من يؤكد على (الأمن القومي الأميركي) في وسائل الاعلام، ويتخذ مبررا لسياساتها الخارجية، رغم أنّ الأميركان لا يمثلون قومية أو أمة، مثل بقية البلدان.
إذا جاز تصنيف الدول فأن الدولة الكبرى أو المتقدمة هي التي تعتمد استراتيجية أمن قومي تنعكس آثارها على البلدان الأخرى. فماذا يمنع أن تعتمد الدول الأخرى استراتيجية أمن قومي خاصة بها؟.. وهل يمكن اعتماد هكذا استراتيجية دون انعكاس أضرارها على الآخرين. يمكن استقراء جملة شروط نظرية لذلك..
1- ان الدولة التي تعتمد الامن القومي هي دولة كاملة السيادة، ولا يتدخل أحد من الخارج في مقدراتها.
2- انها دولة استكملت بناءها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتعيش حالة راسخة من الاستقرار، والاكتفاء الذاتي في الاقتصاد سيما في الحاجات الأساسية.
3- الاتفاق على أهداف ومصالح وطنية قومية عليا، بمثابة دستور عمل تلتزم به كل التجمعات الشعبية والأحزاب والحكومات المتعاقبة، وبما يترفع بالبلاد في صعيد الرقي، ويدعم استفرارها وتفوقها.
4- أهداف الدولة ومصالحها تنسجم مع حاجات الشعب ومصالحه، وبما يجعل كلّ فرد جزء من استراتيجية الأمن القومي لبلاده.
ويمكن القول أن دولة الولايات المتحدة الأميركية التي لا يزيد عمرها على ثلاثمائة عام، هي رائدة في مجال الأمن القومي، مقارنة بدول ومجتمعات أقدم منها بكثير. ومثال ذلك الدول الأوربية الغربية التي بمراحل متعاقبة من الصعود والهبوط، لكنها لم تستقل بنفسها تماما في قراراتها السياسية والاقتصادية، سواء كانت ألمانيا أو فرنسا أو بريطانيا. لكن روسيا الجديدة بقيادة بوتين تسعى جاهدة لاستكمال أدوات استقلالها التام، واعتمادها على مقدراتها الداخلية، والتخلص من أعباء الديون الغربية.
أن شرطي السيادة والاكتفاء الذاتي معضلتان حقيقيتان في طريق كثير من البلدان التي تسعى لضمان أمنها القومي. وهذا أنتج حالة جزئية في منتصف الطريق، مثل حالة تركيا الازدواجية.
فالدولة التركية منذ نشأتها على يد كمال أتاتورك، اعتمدت على الغرب اعتمادا كاملا في نهوضها، واستكمال بنائها الاقتصادي والسياسي، الدور الذي ما زالت تقدمه ألمانيا لها، ومن خلالها الاتحاد الأوربي. بالمقابل، تتعامل تركيا مع الدول العربية والأسيوية كدولة سيادية كبرى، تسخر علاقاتها الاقليمية لخدمة – الأمن القومي التركي- فوق مصالح وحاجات الآخرين.
بحسب أمنها القومي ترسم سياساتها المائية – في سبيل المثال- في المنطقة، دون اعتبار لحقوق الدول المشاركة في حوض النهر. كما تفيد من مرور أنابيب نقل النفط عبر أرضيها، بما يوازي فائدة الدول المنتجة أو أكثر منها. بعبارة أخرى، على الرغم من اعتمادها على الدعم القروض الغربية، فأنها تعامل العرب كدولة مقرِضة ومنتِجة للخدمات والسلع، كمثل الدول الغربية. وتسعى لربط الاقتصادات الأخرى بعجلتها الاقتصادية، وكان هذا جزء من تقاربها الأخير من العرب، وقد سبق لها عقد اتفاقية استراتيجة عسكرية كاملة مع سوريا، والذي تعرض للنسف بواسطة المخطط السعودي/ القطري، ومساعداتها لحماس، وقروضها للحكومة التونسية الاخوانية.
وفي الحالتين، الأميركية والتركية، يبقى العرب في دائرة التبعية والاستهلاك.
*
قبل قرنين من الزمن، سعى (محمد علي) لبناء أول دولة عصرية قوية في المنطقة، وبلغ في ذلك شوطا بعيدا، قبل تعثره في القرن العشرين. واليوم تتوفر تلك الفرصة التاريخية للعودة إلى الوعي، واستنهاض روح ايزيس مصر، للولادة من جديد.
لقد تطورت الحالة المصرية إلى مستوى، ربما لم يكن مخططا أو متوقعا، ولا يمكن الرجوع عنه، أيضا؛ وأعني هنا حالة المواجهة السياقتصادية مع الادارة الأميركية. وقد لوّحت الأخيرة منذ البدء بورقة القروض والمساعدات، وألحقتها بالغاء المناورات العسكرية، وهي سياسة تقليدية سبق نجاحها مع حكومات مصرية سالفة، زادت البلاد فسادا وفوضى.
انّ رفض المصريين - شعبا وقيادة- لتهديدات الادارة الأميركية، يتطلّب منهم الاستمرار في الرفض، وتكميله بالاستغناء عن المساعدات الأميركية، واتخاذ قرار الاعتماد على النفس، والبدائل الدولية والاقليمية (مؤقتا) – وبغير شروط-.
ومن منظور اقتصادي، يمكن استثمار الحالة الراهنة لتشغيل اليد العاملة المحلية، واستثمار رأس المال المحلي، في إعادة بناء الوطن واستكمال نواقص البنى التحتية، ومعالجة العشوائيات، وتصحيح فوضى التوزيع الدمغرافي، برفع مستوى المحافظات والقرى والأطراف.
ان قيادة وطنية مخلصة وعقليات أدارية تكنوقراط نظيفة قادرة على انتاج مصر جديدة، تجمع أبناءها من العمالة الخارجية وتحرر البلاد من ربقة الديون والقروض والواردات الاستهلاكية.
وعودا إلى مقولة الكاتبة نوال السعداوي، أن البلد الشريف هو الذي يأكل من تعب جبينه، ويتحرر من مهانة المساعدات الخارجية والبنك الدولي.
والشعب المصري، باجتماع قطاعاته والتفافها حول قيادة مخلصة حكيمة، جدير باستكمال مستلزمات الثورة الشاملة، بالمحافظة على السيادة والاستقلال بالقرار المصري، وعدم السماح للزمن بالعودة إلى وراء.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق شخصية (5)
- هل الدمقراطية كلمة عربية؟!..
- أوراق شخصية (4)
- الدين (و) الاستعمار
- أوراق شخصية (3)
- أوراق شخصية (2)
- مصر (و) أمريكا.. من يحتاج من؟..
- أوراق شخصية
- اسألوا الشعب ماذا يريد: اشتراكية.. أم دمقراطية – (5)
- اسألوا الشعب ماذا يريد: اشتراكية.. أم دمقراطية – (4)
- اسألوا الشعب ماذا يريد: اشتراكية.. أم دمقراطية – (3)
- اسألوا الشعب ماذا يريد: اشتراكية.. أم دمقراطية – (2)
- اسألوا الشعب ماذا يريد: اشتراكية.. أم دمقراطية – (1)
- الدمقراطية الشعبية.. والدمقراطية الشكلية (3)
- الدمقراطية الشعبية.. والدمقراطية الشكلية (2)
- الدمقراطية الشعبية.. والدمقراطية الشكلية (1- 2)
- أميركا..الاسلام.. الارهاب!
- الأناركية.. وتقويض دور الدولة
- اللغز.. لم يحدث اليوم، قد يحدث غدا!.
- لماذا المشروع الأميركي نجح في العراق ولا ينجح في مصر؟!..


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وديع العبيدي - مصر ونظرية الأمن القومي الستراتيجي