أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كريم القيسي - يا دعاة الديمقراطية: اطفالنا عراة حفاة مشردون..














المزيد.....


يا دعاة الديمقراطية: اطفالنا عراة حفاة مشردون..


شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 4192 - 2013 / 8 / 22 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لاشك فيه تعتبر فترة الطفولة من اهم المراحل التي يمر الانسان لانها بمثابة الاساس الذي تبنى عليه شخصية الفرد وتحدد الاتجاه الذي يسلكه هذا الفرد مستقبلا، لذلك لا عجب في ان نرى ان الاهتمام بالاطفال في الدول الديمقراطية والمتحضرة يفوق كل الاهتمامات بوصفهم ثروة البلد وقادة غده فينفقون في سبيل تربيتهم وتأهيلهم وتكوينهم وحفظ حقوقهم مليارات الدولارات وسنوات كثيرة من التعب والانهاك الجسدي، عكس عراقنا الديمقراطي الجديد؟!!الغني بنفوطه وملياراته التي تختفي فيه الطفولة فينام اليتامى في الشوارع ويشحذ ابناء الفقراء منهم في الشوارع او يبحثون بين القمامة عن لقمة خبز لم تتلوث بلعاب الكلاب او اقدام القطط.
وتشاهد ذلك يوميا وانت تسير في الشوارع والطرقات او الاسواق( اما بائعي حلويات وسجائر او ماسحي احذية او بائعي ماء او يمدون اياديهم في تقاطعات الطرق يستعطون المارة والسواق ) هؤلاء الاطفال عليهم الاجتهاد والكدح والعمل حتى الاغماء لمساعدة عوائلهم في تدبير لقمة خبز شريفة مضحين بمستقبلهم العلمي محرومين من طفولتهم ولذتها ترى صورا مذهلة مخيفة لاطفال تركوا الدراسة واعتاشوا في الاسواق وعلى اكوام القمامة هذا يبيع اكياس نايلون واخر يدفع عربة حمل انهكته كثيرا واخر يجمع العلب الفارغة (قواطي) ليحصل على ما يسد رمق المعيشة بوجوه شاحبة، يمتزج فيها البؤس والشعور بالمسؤولية ليشكلا معاً ملامحاً يعلوها الإرهاق والضنى، يتراكضون ويتسابقون لـ(العتالة)، لعلهم يحصلون على ما يوفرونه لاخوان لهم مرضى او ابا معاق او ايتام وام ارملة غدر بها الزمان... .
عند التدقيق في أجسادهم ستجد أكتافهم وأعضادهم قد فقدت (ليونة الطفولة)، مع أن أعمارهم لم تكمل (15) سنه او اقل. تجدهم يحملون ما لا طاقة لهم به، وتقرأ في ملامحهم "مكابرة" وإنكاراً لمقدمٍ قريب إلى الدنيا، وإعلاناً عن رجولة "مبكرة" ليست في مكانها، ليصنع المشهد الماثل أمامك (درساً أصيلاً في التضحية). يملأون الممرات هنا، في سوق عتيقة للخضار (وسط الشورجه وبغداد الجديدة واسواق اخرى)، أطفال ورثوا الشقاء (مبكراً)، يعملون في حمل الأكياس والصناديق، لزبائن السوق التي تسمى بصفتها، تارة أمامهم وتارة أخرى خلفهم، يجرّون عربات تعينهم على (بلوى) هبطت من طاقة العجز والعوز.
لا تعنيهم ثيابهم المتسخة، أو قسوة الطقس! كل ما يعني كل واحد منهم، أن يسبق أنداده إلى زبون جديد، في تنافس لا ينتهي، بحثاً عن خمسة او عشرة الالاف دينار لااكثر الاف الاطفال في العراق "الجديد" بلد النفط وميزانية الميليارات مصدر رزقهم الشارع اين وزارة حقوق الانسان ووزارة العمل والحكومة والبرلمان من حقوق الطفل الذي يعتبر الصك القانوني الدولي الاول، الذي يلزم الدول الاطراف ومنها العراق من ناحية قانونية بدمج السلسلة الكاملة لحقوق الانسان، اي الحقوق المدنية والسياسية، اضافة الى الحقوق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وتتمثل هذه الحقوق في حق الطفل في البقاء، والتطور والنمو إلى أقصى حد، والحماية من التأثيرات المضرة، وسوء المعاملة والاستغلال، والمشاركة الكاملة في الأسرة وفي الحياة الثقافية والاجتماعية.
وتتلخص مبادئ الاتفاق الأساسية الأربعة في عدم التمييز، تضافر الجهود من أجل المصلحة الفضلى للطفل، والحق في الحياة، والحق في البقاء، والحق في النماء، وحق احترام رأي الطفل. وكل حق من الحقوق التي ينص عليها الاتفاق بوضوح يتلازم بطبيعته مع الكرامة الإنسانية للطفل وتطويره وتنميته المنسجمة معها. ويحمي الاتفاق حقوق الأطفال عن طريق وضع المعايير الخاصة بالرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية والمدنية والقانونية المتعلقة بالطفل. وبموافقتها على الالتزام (بتصديقها على هذا الصك أو الانضمام إليه)، تكون الحكومات الوطنية ألزمت نفسها بحماية وضمان حقوق الأطفال، ووافقت على تحمل مسؤولية هذا الالتزام أمام المجتمع الدولي.
ويلزم الاتفاق الدول الأطراف بتطوير وتنفيذ جميع إجراءاتها وسياساتها على ضوء المصالح الفُضلى للطفل فأين وزارتي حقوق الانسان والعمل والشؤون الاجتماعية والبرلمان والحكومة والمنظمات المعنية بحقوق الطفل مما يحصل لاطفال العراق" الجديد".!! سيما وان العراق موقعا على هذه الاتفاقية..! هذا فيض من غيض وما خفي أعظم.! هذا هو العراق بدون مكياج وبدون مساحيق اعلامية، هذا هو العراق وهذا حال طفولة التي يخفيها المطبلون بالشعارات والصور المستوردة، اين انتم يا ايها المسؤولون عن تعاستنا واحزاننا ؟ اين انتم يا من وعدتمونا بالعدل والكرامة من مستقبل اجيانا..؟؟ ترى متى يكف المنافقين عن المجاملات والمداهنات على حساب فجائعنا ويتجرأون على قول الحقيقة والمطالبة بها، مجرد تمني عسى ان يتحقق..؟.



#شاكر_كريم_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن والوطنية حقوق وواجبات...
- المؤيدون والمعارضون للعولمة وانتماءاتهم السياسية والايديو لو ...
- القيم والاخلاق والمبادئ الزائفة..
- صناديق الاقتراع تنتج -الديكتاتوريات- ام- الديمقراطيات-..!؟
- العولمة الامريكية الصهيونية: وجانب الحرية والديمقراطية..!
- كراسي السلطة من الخشب ام من الزفت الاسود.!؟
- أثر العولمة على مجموعة حقوق الانسان في العالمين العربي والاس ...
- لماذا تنتفض و لماذا تثور الشعوب.؟؟
- مخاطر العولمة الاقتصادية على الدول النامية ومنها وطننا العرب ...
- الغرب والعولمة والايادي الخفية..!؟؟
- أثار العولمة على الحقوق الثقافية في الدول النامية- العولمة و ...
- الوطنية افعال وليس اقوال..!!؟
- ماذا حققت العولمة للعالم والعرب بوجه الخصوص..!؟
- خونة دائميون.. اذلاء متصهينون.
- صندوق النقد الدولي..والهيمنة الامريكية على الدول النامية
- قمة الدوحة .. اية نقمة هذه ايها العرب..؟
- من الذي يصدق ان اميركا تريد الديمقراطية لنا!!؟
- في الذكرى العاشرة للاحتلال .. العراق الى اين؟
- استخدام الحصار الاقتصادي كأداة للعولمة .
- (الكيان الصهيوني) والعولمة


المزيد.....




- شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با ...
- متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من ...
- المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي ...
- الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر ...
- اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن ...
- -روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
- الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
- زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
- سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كريم القيسي - يا دعاة الديمقراطية: اطفالنا عراة حفاة مشردون..