أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - رد فعل أخلاقي على إنتشار الإلحاد في الشرق الأوسط !!!















المزيد.....

رد فعل أخلاقي على إنتشار الإلحاد في الشرق الأوسط !!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 22:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك الكثير من الغيرأخلاقيين الذين أعدادهم تفوق الوصف في الشرق الأوسط وهم بكل إنتهازية ينتهزون الفرص ويتكالبون على الرابحة في السياسة والدين دون فهم أو إعتبار أو صدق أو إيمان أو مبادئ!

هؤلاء هم من أعتنقوا المسيحية في بداياتها وهم من أعتنقوا الاسلام حينما قويت شوكته... وهم من إنضموا للإخوانوسلفيين في مصر في الأونة الأخيرة وهم من حلقوا لحاهم وعلقوا صور السيسي على حوائطهم في الوقت الحالي! فهم بلا ملة أو دين أو عقيدة أو مبدأ! وصدقاً أقول هؤلاء يمثلون غالبية الشرق الأوسط؛ جاهلين بالدين ومتبرءين من فروضه في السر وتجدهم من أشد المدافعين عنه في العلن سواء داخل المسيحية أو الاسلام !

فلنفرض أن الإلحاد إنتشر في الشرق الأوسط.. وأصبح الملحدين كعلمانيين هم قادة القول والفعل في الوطن العربي؛ فكيف سنجابه هؤلاء الغير أخلاقيين- في كل عصر وكل جيل- حينما يجاهرون بإلحادهم حتى يركبوا الموجة ويعيثوا في الإلحاد الأخلاقي الفساد كما فعلوا ويفعلون دوماً حيثما حطت أقدامهم ونطقت ألسنتهم. فهل نحن الملحدين نبحث عن الكم أم الكيف في الداخلين الى جنة الإلحاد؟


لطالما ناديت أن الإلحاد هو للصفوة من المجتمع! فهو مثل الجوهرة الثمينة التى لا يجب منحها للخنازير لأنهم لن يقدرونها بل سيدوسونها بأقدامهم منجسين إياها ليبحثوا عن القذارة ولن يكتفوا بذلك بل سينتبهون الى هؤلاء الذين منحهوهم الجوهرة ليمزقوهم إربا فيما بعدً! فهكذا الذين هم بلا أخلاق في كل جيل يشبهون الكلاب الضالة التي تنهش وتعض أيادي من يقدم لهم الطعام! فعلى سبيل المثال ستجد الخدم حينما تقنعهم بعدم وجود الله، يلتفتوا لمقتنياتك وينهبونك لأن لا يوجد رقيب سمائي! وستجد العمال والموظفين في المصانع والمكاتب ينهبون أرباب عملهم إذا علموا أن لا إله! وستجد هؤلاء الذين تمنعهم أديانهم من القفز على بناتهم وأمهاتهم، يسيل لعابهم الى ذوات القربى منهم بلا رادع، وبذلك يدنسون الالحاد بأفعال غير أخلاقية لأنه طبقاً لعرفهم المستحدث لا يوجد في الأجواء من يرى ويحاكم ويعاقب!
لقد سبق وكتبت مقالة بعنوان ( إلحاد أم إستلحاد؟) وأوضحت فيها صفات الملحد الحقيقي ليتم التمييز بينه وبين المستلحد الذي أوردته في ثلاث أنواع:


1. الملحدون الذين ولدوا في أسرة ملحدة داخل وسط الحادي داخل بلد يشجع على الالحاد... دون دراسة لأي دين!!! هؤلاء يكونون في عرضة لرجال الدين المسيحيون والمسلمين خاصة حينما يحاورونهم عن الاله الراعي المحب الرحمن الرحيم...! والملحد في هذا الوسط يكون بحاجة الى راعي محب بديلاً عن أبيه وأمه ( وخاصةً عند موتهما أو إقلاعهما عن رعايته لنضوجه وكبره ليعتمد على نفسه) فحينما يسمع عن وجود كائن خفي يستطيع رعاية الجميع كأب محب بذل الكثير ليتبناه...! يجثو سريعاً حينئذ ليعلن عن قبوله الله ( المسيح في المسيحية إن لم يكن قد درس المسيحية ) ( أو الاله الاسلامي والرسول محمد إن كان المجتمع قد نبذ المسيحية عن دراسة وافية ) !!! والمجتمعات الاوربية حالياً هم في خطر من الجماعات الجهادية الاسلامية التي تحاول نشر الاسلام في بلاد نبذت المسيحية من قرون ويقدمون حلاً أفضل للأيمان بالله... دون أن يعرف هؤلاء الاجانب أي شئ عن الاسلام سوى الجوانب المضيئة ولا يعلمون أو يُعلمهم أحد عن الجوانب المرعبة لعدم ترجمتها للغاتهم !!!


2. الملحدين المنكرون لله! وهم يشبهون الاولاد الذين يعانون من أب قاسي لأسباب ما... فيتركون البيت ويتبرءون منه وينادون أنهم بلا أب... بل ينكرون أسمهم في بعض الاحيان ويحاولون تغييره كنايةً (وكفراً) في أبيهم !! هكذا هؤلاء الملحدين فقد كانوا مؤمنين بعمق وكانوا متعشمين في الله أن يقدم لهم خدمات كإنجاب أطفال أو إنجاح مشروع أو التزوج من فتاة معينة أم النجاح بتقدير عالِ أم الحصول على وظيفة ما... وقد قاموا بكل ما أوتوا من قوة وتفكير للحصول على هذه الامور وصدروا الله في دعائهم وصلاتهم وتهجداتهم و إستخاراتهم وشعروا مقدماً أن الله سيستجيب بل أنه أستجاب فعلاً مقدماً بالايمان !!! ويفاجئوا هؤلاء المؤمنون بل يصدموا حينما تفشل توقعاتهم في الله ويتركونه ويتبرئون منه بل ينكرون وجوده.... وينضمون للملحدين.... وهؤلاء أغلبهم ينغمس في أفعال لا أخلاقية تضر بسمعة الملحدين وكل ما يفعلونه كناية وإنتقاماً في الله الذين هم مؤمنون تماماً بوجوده ولكنهم ينكرون!!! هؤلاء حينما يقعون في محكات صعبة ويستنجدون بالله لإنقاذهم وخاصة عند زوال هذه الظروف والمنغصات لسبب ما وحينما يفهمون أن الله أستجاب لهم بإزالة الظروف الصعبة.... يرجعون بقوة لله بل ويخدمونه طوال حياتهم كرجال ودعاة دين!!


3. النوع الثالث ( وهم دائما الأغلبية في أي مذهب وأي دين) ، وهو النوع الإنتهازي الذي أتحدث عنه في هذه المقالة وهو الذي لم يدرس لا دينه ولا الالحاد عن عمق ولكن أتبع الموضة الجديدة المتحررة ، من الملحدين في المجتمع... والذي عن طريقها يستطيع الحصول على مبتغاه الممنوع داخل إطار الأديان !!!



ولكن الملحد الحقيقي شتان بينه وبين هؤلاء... فهو دائما يمر بمرحلة إنسلاخية مضنية عن دينه...فليس من السهل عليه أبداً أن يتيقن أنه لا إله! فالله دوماً كان له المرشد والراعي والأب إلى أن أخبره عقله أنه يتبع وهم مما جعله يسقط في ظلامية الخواء المعرفي والأيدولوجي والعاطفي التي لا يحسد عليها أبداً.. حتى يلملم شتات عقله ويعيد برمجته بما هو إيجابي في الحياة... محباً لمجتمعه و وطنه بل الإنسانية جمعاء!!


فمن بعض مميزات الملحد الحقيقي ما يلي:

1. الصدق والامانة مع النفس وخاصة فيما يتعلق بالإيمانيات من جهة الايمان بالله واليوم الاخر... فهو بالتحديد لا يؤمن بهما!
2. متفائل وقد تغلب على الاكتئاب والظلامية النفسية والإيدولوجية في بداية الحاده ويحاول بكل وسعه أن يسعد من حوله!
3. ناجح في عمله... وإن فشل في مجال ما يبحث عن غيره الى أن يعمل ما يحب!
4. محب للقراءة والاطلاع ولا يشبع أو يكتفي أبداً من هذا... بل هو أحياناً يغير مجال القراءة في الاديان الى مجال أخر يستلطفه!!
5. يحاول التطوع لخدمة مجتمعه وبلده فهو إنسان يحترم قيم القومية والمواطنة!
6. يجب أن يكون مر سنوات على إجتيازه وتفكيره في الافكار الإلحادية وقد يكون مر على الاديان الاخرى و البهائية والربوبية واللاأدرية الى أن وصل الى الالحاد أخيراً وبعد شهور أو سنين عن إقتناع يستحيل هزه!


فيا أعزائي الملحدين واللادينيين رفقاً بأنفسكم فلا داعي لهذا الوسواس بالإكثار من عددنا؛ فنحن دائما لا نبحث عن كم وعدد كما يفعل الدين الأسلامي مثلاً ويقتل من يرتد عنه، بل نبحث عن الكيف وأخلاق اللادينيين ومدى صدقهم في إلحادهم. فواحد منا لن تكافئه أو تساويه الالاف من اللاأخلاقيين سواء مؤمنيين أم غير مؤمنيين!! فلنكن جواهر مثمنيين تغلو قيمتها حيثما وجدوا ! فياليتنا ندقق في أصدقاؤنا ومن نشاركهم أفكارنا... فليس الجميع سيحتمل أفكارنا وليس الجميع له نفس خبراتنا حتى يتماثلوا معنا في تفكيرنا! فياليتنا نكون أمام أنفسنا وبيننا البعض أننا صفوة المجتمع وتقع على عاتقنا مسئولية رفعة شأن الشرق الأوسط في كافة المجالات! فلما ننتظر أعداد غير أخلاقية تنضم إلينا وتفسد جماعاتنا وتسمم أفكارنا وأخلاقنا... وهم دوما بلا مبادئ بل يتسمون بأخلاق الرعاع!!


فهل هناك فائدة من الدين حتى نبقي عليه؟ بالطبع نعم! فتحت لواء الدين يمكنك التحكم في الرعاع الذين لا رادع لهم سواء الدين! وهناك بشر أخلاقيين ضعاف الحيلة والشخصية لن يتحملون فكرة أنه لا راعي يرعاهم في السماء، فمن الوسائل العلاجية لنفوسهم الأبقاء على هذا ( الصديق الخيالي) الذين يعتبرونه الإله ولا ندمر هذه الفكرة في عقولهم.. لأن في دمار هذه الفكرة إنهيارهم النفسي بل حتى الإقدام على الإنتحار لأن هدفهم في الحياة كان متصل بالإله ولا يوجد مغزى ولا هدف لهم في الحياة بعده!!


فيا أعزائي رفقاً بهؤلاء؛ فقد يكون من بينهم أخاً أو أختاً أو أباً أو أماً. فلا داعي لبلبلة أفكارهم العزيزة على نفوسهم ودعهم يموتون في شيبة صالحة بكل أوهامهم من فضلك! وبالطبع هناك شخوص في المجتمع ملآنين بالرياء والنفاق، فأرجوك لا تمنحهم جوهرة الإلحاد لأنك ستكون أول ضحاياهم الذين سيبطشون بهم في أقرب وقت يتاح لهم سواء ألحدوا أم لا! فهم هكذا بلا أخلاق وبلا أمان دوماً مهما تغيرت الايدولوجيات الذين يرتدونها كرداء يغيرونه كيفما يشاؤون في أي وقت يريدون بطريقة براجماتية ميكيافيلية!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ينتشر الالحاد بين فئات من الناس دون غيرها؟
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 17 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 16 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 15 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 14 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 13 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 12 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 11 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 10 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 9 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 8 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 7 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 6 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 5 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 4 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 3 – الإيمان ...
- دعوة علمانية خالصة لإفشاء إطلاق اللحية بين الجميع !!!
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 2 – الإيمان ...
- إستراتيجية التفريغ النفسي كعلاج نفسي ومعرفي لادوائي للكثير م ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 1 – الإيمان ...


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - رد فعل أخلاقي على إنتشار الإلحاد في الشرق الأوسط !!!