جواد كاظم غلوم
الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 20:05
المحور:
الادب والفن
1) حوادث مرورية
لاأدري كلما أسير في الطريق الدائريّ للحبّ
تدهسني عربتُك الموشَّاة بالجمال
وحينما أصلُ الى دوّار العشق
تومئ لي لافتةٌ ، تنبِّهني قائلةً :
أفضليةُ المرورِ لمنْ توجّعَ حبّاً
أتابع سيري مقرِّراً الاستدارة
فيمنعني وجهك رافعاً شارتَهُ الحمراء
فالعاشقُ السويُّ مستمرٌ في السير
حتى آخر مزالقِ العشق
أتنحّى جانباً
فيصدمني زقاقٌ ضيّقٌ خانقٌ
كُتِب في مدخلهِ :
يمنع المرور إلاّ لعاشقٍ أنهكهُ النحول
أقف انتظارا لفكاك السير بساعات الذروة
يوقعني حادث سريري في احضانك
أركن لصق رصيفك
فتأخذني مشاويرك الى مرآب عينيك
أشم نسائمك منطلقا بلا كوابح توقفني
أنطلق الى كورنيش صدرك
أتوسّدهُ ليتأرجحَ رأسي بين أنفاسكِ
2) صدرٌ منشرحٌ
اذا طرق الحب بابك
انتفضْ فرَحا واهزجْ راقصاً
افتحها على مصراعيها مهلَّلاً مزغرداً
افرشْ له السجّادة الحمراء حفاوةً
ارفعْ قُبّعتَك حانياً مرحِّباً
فهو سيشمّر عن ساعديه
ليزيلَ الصدأ العالق بين نوافذ بيتك
ويُنيرُ ما عتمَ في أركانهِ
يملأُ بلاطَهُ بالفرْشِ العجميّ
ينشرُ الشرفاتِ بالياسمين
ويوسع ضيقَهُ ويرخي خناقَهُ
حينما تجالسك البهجة
تدنو منك بجرأة ظاهرة
وانت العاشق الهرِم الخجول
حينئذٍ سيحزمُ المللُ حقائبَهُ
يودّعكَ الى غير رجعة
سيأتيك الحبُّ حاملا فرشاته بيمينهِ
يكنس غبار اليأس من الجدران
يزيل العناكب المعرّشة على السقوف
يفتح النوافذ ويميط اللثام عن وجه الشمس
لتشرق بأوصالك ليلا ونهارا
3) كلمات برفقة جناحَي صقر
أبعدُ الكلمات تحليقاً
ما غُصَّتْ في الحلقوم
واحتُبستْ في الصدْر
غير أنّ سجّاني
انتزعها مني عنوةً
وطيّرها في الأعالي
عابرةً الحصونَ
وأبراج المراقبة
جواد كاظم غلوم
[email protected]
#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟